إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

\\\\\ مقالات أعجبتني /////

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    احب ان اشكر الاخ عيون تراقب العدو فقد بعث لي رابط مراسلات بين الكاتبة المسيحية ايزابيل وبين امام جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي . وجاء في المراسلة اعجاب السيد صدر الدين بموضوعها عن قتيل شاطئ الفرات الذي نقلته الى هذه الشبكة قبل سنتين تقريبا . وقد انتبه الى ان في القصة هناك امراة تنوح عليه وهذا جزء متمم للقصة ، واحتمل تغيير في الجملة بسيط لتدل على تعاضد الحسين مع العباس ، ولم يلتفت الى قضية بدت لي غريبة وهي ان النائحة على قتيل شاطئ الفرات وصفت بانها (بنت مصر ) حيث ان بعض علمائنا القدماء كالسيد الشريف العبدلي في القرن الثاني او الثالث ، يقول ان السيدة زينب ماتت في القاهرة ويقولون ان التي في الشام اختها المعظمة ام كلثوم الصغرى . فهي يمكن وصفها بالمصرية لاستقرارها الاخير وهذا ايضا مما يبعث على التأمل .
    المهم في المراسلة شكت الكاتبة للسيد القبانجي من رفض المسلمين لاستدلالها من الكتب المقدسة عند النصارى باعتبارها كتب باطل فكتبت لهم جزءً ثانيا من المقال يرد فيها على المسلمين الذين يقولون لا يصح الاستدلال بهذه الكتب مستدلة بالقرآن سائلة السيد عن رأيه في المقال فاجبابها بالايجاب وان هؤلاء لا يفهمون قضية الحوار الديني ولا الاستدلال الديني .

    ساضع كامل المراسلات لما لها من الاهمية خصوصا اعتراف الكاتبة بان الكنيسة تخفي النصوص بشكل متعمد وعلى مر الزمن من اجل ان لا تكسد بضاعتها وينفرط عقد دينهم القائم على المصالح وليس على عبادة الله كما فهمت منها وهو كلام يؤيد ما قلته اعلاه :


    امام جمعة النجف الاشرف يراسل الباحثة المسيحية في علم اللاهوت ايزابيل بنيامين حول مقالاتها عن الامام الحسين (ع) في الكتاب المقدس
    النجف الاشرف-
    حيدر الرماحي
    اجاب امام جمعة النجف الاشرف سماحة حجة الاسلام والمسملين السيدصدر الدين القبانجي على ملاحظات العالمة المسيحية والباحثة في علم اللاهوت ايزابيل بنيامين ماما آشوري بعد ان نشرت مقالا عبر وكالات الانباء وصفحتها في الفيسبوك بعنوان(من هو قتيل شاطء الفرات) والمنشور في موقع سماحة السيد القبانجي على الرابط التالي:
    (http://alqubanchi.com/news_pages/new...ws&newsid=2147) والذي يتعلق في القضية الحسينية وورودها في الكتب السماوية المقدسة، مضيفا لها الاشارت في تلك الكتب.

    - See more at: http://alnoor.se/article.asp?id=1789....0Gvczguy.dpuf


    نص المراسلة:
    رسالة سماحة السيد صدر الدين القبانجي:
    الأخت الكريمة ايزابيل بنيامين تحية طيبة ....
    اطلعت على مقالكم تحت عنوان (من هو قتيل شاطئ الفرات في الكتاب المقدس) والذي اطلعنا عليه عبر الوكالات والمواقع الاخبارية.
    وراجعت الكتاب المقدس عندي فوجدت النص المشار اليه .
    وعرفت انك تأملين من المطلعين تزويدكم بما لديهم حول الموضوع .
    وبودي ايتها الأخت العزيزة ان اعرب لك عن تقديري الكبير لهذا الجهد واحسب انك حققت كشفا كبيرا ورائعا واني لأرجو ان تكوني بذلك قد ربحت رضا الله تعالى وشفاعة سيدنا المسيح (ع) ونبينا الأكرم محمد (ص) وقد ازلت نقابا اسوداً كان قد وضع على حقيقة رائعة اشارت اليها الكتب المقدسة
    فيما ضلت طي الكتمان لآلاف السنين .
    * * *
    لقد شدني مقالك جدا ورأيت ان من واجبي التواصل معك ، وحين راجعت النص الكامل في الكتاب المقدس تجلت عندي ملاحظات وتفاسير مهمة لمقاطع اخرى من النص وهي تمشي بنفس السياق الذي جاء في مقالك كما اثار عندي المقال بعض الأسئلة والاستيضاحات .
    تقبلي شكري ، واملي في اثراء هذا الموضوع من خلال التواصل بيننا .
    داعيا لكم بالنجاح والتوفيق.
    النجف الأشرف
    صدر الدين القبانجي



    جواب الباحثة ايزابيل بنيماين
    السيد العظيم المقدس صدر الدين القبانجي سلام الرب عليك وتحياته على روحك الطاهرة . من جانبي اعرضت عن كثير من الامور والاشارات التي وردت في ا لنبوئة كما نفهمها نحن النصارى وذلك لخشيتي ان يحتار القراء بذلك وليس كل القراء في مثل عقلكم المقدس . وأنا كلي آذان صاغية لما سوف تقوله وانا في انتظار ملاحظاتكم الطيبة . ولكن لي رجاء آخر وهو اتمنى أن تطلع على ما كتبته في الحلقة الثانية من البحث لكي اطمأن إلى نشره ، حيث اني استشهدت بمجموعة من الايات القرآنية ووضعت ما يقابلها من آيات الكتاب المقدس . النص سوف الصقه هنا ولكم يعود الامر .
    دمت في حراسة ملائكة الرحمان الكروبين.

    إلى المشككين أهدي لهم هذا البحث
    الحلقة الثانية :
    في الحلقة الأولى من هذا البحث أشرنا إلى حقائق مهمة وخطيرة كان لابد من ذكرها لأن الحلقة الثانية تتوقف على ما ورد في الحلقة الاولى .
    اما الحلقة الثاني فأقول : ان اسباب كتابتي لهذا البحث المقارن لا غاية من وراءه والرب يشهد على ذلك واهل العلم ولو كان لي غاية لما كتبت الذي كتبت في الحلقة الأولى. ولكن لكي اضع بين يدي المشككين الذين ثارت ثائرتهم عندما رويت نبوءة ذبيح شاطئ الفرات فزعموا أن كل ما موجود في الكتاب المقدس هو محرف وغير صالح للاستشهاد به . وبذلك ومع الاسف اقولها انهم لا يعرفون ما ورد في القرآن من هيمنة على الكتب وبزعمهم هذا تبين انهم لا علم لهم بذلك .
    أشار القرآن إلى الكثير من النصوص في الكتاب المقدس وشهد على صحتها كونه المهيمن على الكتب اي الحارس كما يعتقد كل المسلمون، وحكمة الاشارة إلى هذه الفقرات الصحيحة هو لكي يقطع الرب الطريق امام القائلين بشمولية عملية التحريف لأن هذا من شأنه أن يقضي على النبوءات التي تتعلق بمجيء نبي بعد عيسى وان اهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنائهم ولذلك ولحكمة رآها الرب سمح بان تبقى الكثير من النصوص على حالها لم يستطع احد ان يُبدلها او يحرفها وهي امور جوهرية اساسية مثل ما حصل لبنت النبي فاطمة عليها مراحم الرب وقتيل الفرات وبطولة علي وشجاعته وإسم النبي واوصافه وقتال صفوراء ابنة شعيب لوصي موسى وكذلك امور التوحيد والامامة وعدد الائمة في كل ديانة وامور كثيرة جدا .
    وحسب رأي بعض المفكرين والمحققين في مجال كتب الديانات فإن هذه الكتب الموجودة بين أيدينا ليست كلها محرفة بل ان فيها أشياء جاء القرآن المكرم مؤيدا لها وذكرها إما نصا أو حرفيا . ولكننا عندما نقول أن الكتاب الفلاني محرّف فإن هذا يعني أن نسبة عالية من نصوصه تم التلاعب بها لتخدم أغراضا دنيوية معينة .
    والآن لندخل في صلب الموضوع ثم نعلق في نهاية البحث ونُبين المراد من كل ذلك .
    سنضع كل نص من الكتاب المقدس وما يقابله من القرآن المكرم .
    جاء في الكتاب المقدس ( ما أصعب الدخول إلى ملكوت الله . فمرور الجمل في ثقب الإبرة أسهل من دخول الغني إلى ملكوت الله )) إنجيل مرقس الإصحاح العاشر الفقرة : 25 .
    وجاء في القرآن ما يلي : (( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط )) سورة الأعراف آية 40
    وكذلك قول التوراة عن قوم موسى ما يلي : (( وكان عندما اقترب إلى المحلة أنهُ ابصر العجل والرقص . فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في . ثم أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار وطحنهُ حتى صار ناعما وذراه على وجه الماء )) سفر الخروج الإصحاح 32 الفقرة 19 ـ 20 .
    وجاء في القرآن ما يلي : (( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان اسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح ...... وانظر إلى إلهك لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا )) سورة طه الآية 97 .
    وكذلك قول الكتاب المقدس : (( إن يوما واحدا في نظر الرب هو كألف سنة )) بطرس الثانية 3 : 8
    والقرآن يقول : (( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )) سورة الحج 47 .
    وقال الكتاب المقدس : (( فقال إبراهيم يا أبني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك الدنيا )) لوقا ، 16 : 25 .
    وقال القرآن : (( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا )) سورة الاحقاف 20
    وقال الكتاب المقدس : (( الله لم يرهُ أحدٌ قط )) إنجيل يوحنا ، 1 : 18 .
    وقال القرآن : (( لا تدركهُ الأبصار )) سورة الأنعام آية 103 .
    وقال الكتاب المقدس : (( في البدء خلق الله السموات والأرض )) سفر التكوين 1 : 1
    وقال القرآن : (( بديع السموات والأرض )) سورة البقرة آية 117 .
    وقال الكتاب المقدس : (( الله الجالس على العرش )) رومية ، 19 : 4 .
    وقال القرآن : (( الرحمن على العرش أستوى )) . طه . 5
    وجاء في الإنجيل قول عيسى للحواريين : (( سيأتي بعدي من هو أقدر مني ، من لا أستحق أن أنحني لأحل رباط حذائه)). إنجيل مرقص الاصحاح الأول : 7.
    وقال القرآن عن ذلك : (( و مبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد )) . الصف آية6
    وجاء في التوراة : (( وظهر لهُ ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة ، فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار ، ناداه الرب من وسط العليقة وقال : موسى موسى . لا تقترب إلى ههنا . اخلع حذاءك من رجلك لأن الموضع الذي انت واقف عليه ارضٌ مقدسة )) سفر الخروج 3 : 2ـ5 .
    وجاء في القرآن : (( وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم بقبس ... فلما اتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )) سورة طه 9 ـ 13 .
    وجاء في الكتاب المقدس : (( وإن عاش ألف سنة أليس إلى موضع واحد يذهب الجميع)) سفر الجامعة 2 : 22 ؛ 6 : 6
    وقال القرآن : ((يود احدهم لو يُعمر الف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب )) البقرة : 96
    وقال الكتاب المقدس : (( أسكن انت وزوجك ومن جميع شجر الجنة تأكلا . وأما هذه الشجرة فلا تقربا فتموتا)) سفر التكوين 2 : 16
    وقال في القرآن : ((ويا ادم اسكن انت وزوجك الجنه فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجره فتكونا من الظالمين )) سورة الاعراف : 19
    وجاء في الكتاب المقدس : (( اليوم كله يُحرفون كلامي )) مزامير 56 عدد 5
    وقال القرآن : (( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه)) النساء : 46
    ملاحظة : طبعا هنا الكتاب المقدس نفسه يعترف على لسان الرب بأن اهل الكتاب يُحرفون كلام الرب حيث يقضون اليوم كله في تتبع الآيات وقلبها وتحريفها ، وعندما يقول المسلمون ان الكتاب محرف يزعل اهل الكتاب ويثورون كما حصل في مصر عندما احرقوا مسجدا لأن الخطيب قال أن الكتاب المقدس محرّف وليس صحيح.
    وهكذا بقية النصوص ولدينا الكثير من هذه النصوص وخصوصا فيما يتعلق بالخلافة والانقلاب على الأعقاب والارتداد وظهور اصحاب كالافاعي والذئاب في صورة حملان ، وكذلك في عدد الائمة والخلافة من بعد النبي ولا أدري ما السبب الذي اشعر أنه آن الأوان أن يخرج كل ذلك ويُذاع على الناس . هل لكوني تألمت من شدة الحملة على دين سماوي مثل ديانتنا والتجني عليه بحرق كتابه وشتم نبيه وشن الحروب عليه وسرقة ثرواته . او اني أريد أن اقول للذين شككوا بما ذكرته من تفسير لنبوءة ذبيح الفرات بأن هناك نصوص لا تزال بخير تكفل الرب بحفظها لحكمة هو رآها ومنها القصة المحزنة لأبن النبي المقدس إله سين أو الحسين . وقد سألني احد الاشخاص كيف تنقلب الهاء حاء فقلت له مثل قولهم ، الأهواز يقلبوها إلى الأحواز .
    ملاحظة من أراد المزيد من هذه النصوص المتشابهة فأنا بالخدمة.
    إيزابيل بنيامين ماما آشوري . باحثة في علم اللاهوت وكهنوتية سابقة.
    البلد العراق الموصل . الاقامة السويد .
    ربنا انزل مراحمك علينا وامسح بيد رحمتك على خطايانا واغفر لنا الخطية الكبرى أنا عصيناك ولم نعرف علوك في مقدسك وكرامتك في ملكوتك الأعلى ، المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة. ربي اني ضعيفة فقوني.
    اتمنى ملاحظاتكم الطيبة لكي انشر البحث لأن اصدقائي ينتظرون ذلك .





    جواب سماحة السيدصدر الدين القبانجي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخت الكريمة ايزابيل بنيامين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وصلتني رسالتكم الطيبة، ومرفقا بها الحلقة الثانية من مقالكم .
    وفي الوقت الذي اعرب لك عن شكري وتقديري واعتزازي بجهودك الرائعة.
    اسجّل الامور التالية:
    1- ذكرت أن كركميش هي كربلاء حسب معجم الكتاب المقدس، وآسف ان هذا المعجم غير موجود لديّ، لا ادري ما اذا كان بإمكانك ارسال النص لي، وذلك اني راجعت -على السرعة- كتاب (المنجد) في اللغة، حول كركميش، حيث يحيلنا الى كلمة (جرابلس) ثم يقول انها في حلب، وانا احسب طبعا ان جرابلس هي (جربلاس) وجربلاس هي (كربلاست)والسين والتاء الاخيرة هي اضافة لغوية تعني في اللغة الفارسية (هي) اداة وصل في اللغة العربية، وما اظن صاحب المنجد كان دقيقا والله اعلم.
    2- حين راجعت النص (الاصحاح 46) وجدت في ذيله عبارات ألفتت نظري، وقدحت في ذهني تفسيراً لها ينسجم جداً مع التفسير الذي ذهبتِ اليه حول قتيل شاطيء الفرات.
    ففي النص خطاب الى (عذراء مصر) يقول لها: (يا عذراء بنت مصر، باطلا تكثرين العقاقير لارفادة لك، قد سمعت الامم بخزيك وقد ملأ الارض عويلك)
    ونحن نعرف في فاجعة كربلاء ان اخت الامام الحسين(ع) وهي العقيلة (زينب) قد تعرضت للسبي من بلد الى بلد وقد عبّر عن ذلك في بعض خطابات السبايا بـ(الخزي)، كما ان السيدة زينب قد ملأت العالم "اليوم وفي الماضي" بصراخها وندبتها وخطاباتها دفاعاً وبكاءاً عن الحسين(ع).
    ان ما يلفتني في النص هو الانتقال من معركة بين رجال وجيوش الى مخاطبة إمرأة !! فما هذا الانتقال، وأرى انه لا يمكن تفسيره الا اذا كان اشارة الى شخصية امرأة شاركت وشاطرت في هذه المعركة بدور كبير.
    * * *
    ويبقى في ذيل النص اشارة اخرى هي في قوله (ان بطلا يصدم بطلاً فيسقطان كلاهما معاً)
    انا احسب ان الترجمة الصحيحة هي ( ان بطلاً يحمي بطلاً) وهذا ينطبق على مشهد آخر في كربلاء وهو البطولة التي ابداها الحسين واخوه العباس فهما بطلان حمى بعضهما الاخر ثم سقطا جميعاً.
    ويؤيد هذا الفهم ان عويل تلك المرأة كان بكاءاً عليهما، بما يعني انهما في صف واحد وكلاهما ينتميان الى معسكر هذه الامرأة، ولو كان احدهما في جانب والاخر في الجانب المضاد له، لم يكن الثاني يستحق التقدير والبكاء والعويل.
    * * *
    الاخت الكريمة ايزابيل
    أما الحلقة الثانية فأنا اؤيد جميع ما ذكر فيها وبودي جداً ان تطلعيني على ما جاء في الكتاب المقدس -كما اشرتِ لذلك- من النصوص التي تشير الى علي وشجاعته، وبنت النبي ، وقبل ذلك اسم النبي واوصافه ، ثم الامامة وعدد الائمة وسوف اكون لكِ في غاية الامتنان لو تفضلتِ بذلك، حيث ارى انه جزء من مسؤوليتنا في الدفاع عن الحق والحقيقة والكتب الالهية المقدسة التي حاول العابثون ان يعبثوا بها ولكن هيهات (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره)
    * * *
    بودي ان اذكّر بان ما وصلني في المقال الاول تحت عنوان من هو قتيل شاطيء الفرات في الكتاب المقدس، ولا ادري ما اذا كان ذلك هو مقصودك بالحلقة الاولى ام هناك مقال آخر.
    وايضا:
    لم اعرف مصدر النص الذي جاء في مقالك (ذهب ليرد سلطته الى كركميش ..) فإني لم اجده في الكتاب المقدس في الاصحاح 46.
    * * *
    بودي ان اشير في الختام الى كتاب (الامام الحسين في الفكر المسيحي) للكاتب (انطوان بارا) فقد قدم فيه رؤية رائعة مستنبطة من الكتاب المقدس حول الامام الحسين(ع) واحسب انك قد اطلعتِ عليه لانه يصب بنفس الاتجاه الذي سرتِ فيه وأرى انه كتاب في غاية الاهمية، وما اروع بحوثكم التي يكمل بعضها بعضا في كشف حقائق كانت مجهولة لمئات السنين.
    * * *
    تقبلي شكري وأسأل الله تعالى ان يرعاكِ بعينه ويحفظكِ من كل سوءٍ ومكروه.
    صدر الدين القبانجي
    8/محرم الحرام/1434هـ
    جواب الباحثة ايزابيل بنيامين:

    اسألك في أعاليك أن تلهمني سلاما يُليق بالقديس السيد صدر الدين فهو أنار لي ما غمض عندي في بعض التفاتاته المقدسة وذلك أن أصداء ما حدث لجده هو الذي يُلهمه تلك الاشياء التي بعثها . ومن مثلكم يا قديس فقد وضعت ما كتبته انا امام ما كتبته انت فإذا به يتقزم امام ما جئتم به سامحني الرب
    هناك شيئين اود ان اشير لهما .
    الأول : هناك ردود واضافات مني بينت فيها اسباب تشضي بعض النصوص التي كتبتها بحيث تتوزع على اسفار شتى وفي حقيقتها هي من سفر واحد وكان ردي على قداسة الشيخ جلال الدين الصغير الذي اشار إلى بحثي بكلماته الطيبة واشار الى مواطن الخلل فيه ولكنه في مجمل الموضوع اقر بأن ما جئت به يُشير إلى تلك الواقعة .
    الثاني : هناك قاعدة عند علماء المسيحية وخصوصا رجال الدين الذين منعو تداول الانجيل قرون طويلة هذا القاعدة مفادها ((بعثر النص)) presăra textului والغاية منه هو اضاعة حقيقة متكاملة تشكل خطرا عليهم وعلى دينهم وهذا القاعدة لا يعرفها المسلمون وهي لازالت سارية المفعول . القرآن استخدم نفس الاسلوب ولكن عن طريق الرب فقط . فوضع مثلا النص المذكر وسط نص مؤنث ليحمي بذلك نصا لو بقى في مكانة لربما طالت اليدالعابثة.
    والذي اقصده هو أن النص الذي قدمته انا مأخوذ من النص الماسوري المكتوب باللغة الآرامية ولو راجعت النص في هذا الكتاب لوجدت أن الفقرة التي تقول : ((أنه ذهب ليسترد سلطة ضائعة )) موجود في سفر إرمياء النبي . ولكن في الترجمات الاحقة تم بعثرته ووضعه في سفر آخر بعيد بحيث اصبح النص ساخرا . ولكن عين الناقد البصير ترى موطن الخلل فيه من حيث الربط الفني للجملة.
    أتمنى يا قديس أن تكلف شخصا يتابع ما انشره لكي ينسخه ويضعه امامك لأن الاضافات التي اضعها فيما بعد إنما تأتي نتيجة ألم ممض يحز في نفسي لما أراه من تلاعب مريع بالنصوص وقد ذكرت للشيخ جلال الدين الصغير ذلك والمقدس بحر العلوم وشيوخ آخرين ودكاترة وساتذة ولما عجزت عن الرد فرادا طلبت من الجميع ان يكون الرد على العام لأني لا أقدر أن أرد على الملايين الذين يقرأون ما اكتب ـــ وهو عدد الذين يقرأون ما اكتبه حيث يُشير بارومتر الفيس بوك إلى ذلك ـــ
    فلتجللني كرامتك يا مقدس بأثواب الصبر .
    المجد لله في ا لأعالي وعلى الأرض السلام . وعليكم من الملكوت الرحمة وسوف اضع لكم يا مقدس ما طلبتموه . ولكن على صفحتي ايضا الكثير مما نشرته ولعله يُفيدكم بشيء .
    إيزابيل بنيامين ماما آشوري .
    - See more at: http://alnoor.se/article.asp?id=1789....0Gvczguy.dpuf

    اكرر شكري للاخ عيون تراقب العدو على ارساله الرابط لهذه المراسلات .

    تعليق


    • #32
      اضافه للبحث :

      رايت قبل فترة في فيلم يوتيوب بحث عن انجيل بلغة عبرية

      و فيه اسم النبي محمد ص صراحة باللغة العبريه

      و الموقع التالي يهودي و فيه النص العبري للانجيل

      http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt3005.htm

      الفقرة المرقمة 16

      טז חִכּוֹ, מַמְתַקִּים, וְכֻלּוֹ, מַחֲמַדִּים; זֶה דוֹדִי וְזֶה רֵעִי, בְּנוֹת יְרוּשָׁלִָם.

      ترجمه ما تحته خط من العبري الى الانجليزي هو محمد ص

      من موقع الترجمة التالي :

      http://www.freetranslation.com/

      تعليق


      • #33
        السلام عليكم ورحمة الله
        اشكر الاخ متعلم على هذه الجوهرة الثمينة .
        ولمن لا يعرف الحروف العبرية قرائتها فانها تقرا مل العربية من اليمين الى الشمال في الكلمة .
        ولو لاحظت الجدول الاتي لوجدت الحروف م ح م د وبعدها حرف مربع كانه قفل غير موجود في الجدول وهو حسب الظاهر الميم التي يقفل بها في اللغة العبرية . وهو مكرر مع ثلاث كلمات في هذه الجملة . فادخلت الكلمة في الجوجل للترجمة فاذا بها Mhmdim وتنطق بالعربية محمديم (لا اعرف لماذا لم يترجمها للعربية؟) وهي في لغتهم الحديثة بمعنى (المشتهى) ، الا اني تتبعت هذه اللفظة في المسيا الذي قيل عنه انه المشتهى او مشتهى الامم ، وحين حللت الكلمة وارجعتها لاصولها فتبين ان الحمد والتشهي عندهم واحد وان حمد هي بمعنى شكر وبمعنى ممدوح او مرغوب فيه او مشتهى . ومن هنا يحصل تداخل يمكنه ان يمكّن المزورين من التحريف .
        لكن المشكلة ان الكلمة في موقع لا يخدم المعنى المطلوب ، فتبين لي انها في نشيد الانشاد الذي فيه كلام كثير وقد تكون الامور مغيرة عن عمد . وهو امر يحتاج الى دراسة معمقة بدون تعجل .
        وهذا جدول بالحروف العبرية مقابل العربية :

        تعليق


        • #34
          بعد ان انزلت هذا التعليق قررت ان ارى هل هناك بحوث في هذا الامر فوجدت بحثين متناقضين احدهما يقول ان محمديم هنا هي اسم علم لمحمد ، بينما رايت بحثا من شخ داعشي يقول بانه ليس له علاقة بمحمد ويستدل اكثر بموقع الكلمات في سفر نشيد الانشاد الفاضح.


          سامح
          عضو مميز







          ادلة جديدة على ان محمديم هى محمد عليه الصلاة والسلام
          بسم الله الرحمن الرحيم>>ادلة جديدة على ان محمديم هى محمد صلى الله عليه وسلم فى نشيد الانشاد :



          الاخوة الاحباب
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          النص المقصودهو نشيد الانشاد 5 – 16 :



          Son 5:16
          (SVD)حلقه حلاوة وكله مشتهيات. هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم.

          (HOT+)חכוH2441 ממתקיםH4477 וכלוH3605 מחמדיםH4261 זהH2088 דודיH1730 וזהH2088 רעיH7453 בנותH1323 ירושׁלם׃H3389
          ** حكّو ممتكيم فخلّومحمديمزِا دودي فزِا ريعي بِنوت يِروشالام
          والكلمة المقصودة هى מחמדיםH4261 تلفظ محمديم (بالعبرية)
          وتنقسم الى :

          "מַחֲמַדִּ" (محمد) أما حرف "י" يود و حرف "ם" ميم) هما صيغة الجمع للتعظيم والاحترام محمديم مثل (الوهيم) .
          ومن يحب سماعها فى هذا اليوتيوب ويرجع لنستكمل:

          واليكم الادلة الجديدة على ان محمديم هى محمد صلى الله عليه وسلم :
          اعلم ضيفنا الفاضل ان استخدام صيغة ( الجمع حرف "י" يود و حرف "ם" ميم ) فى اسماء الاعلام , يأتى كثيرا فى العبرية بالادلة التالية :
          1 - فيقولالاستاذ سيد فرج راشد (استاذاللغات السامية جامعة الملك سعود - كليةالاداب ) فى كتابه اللغة العبريةقواعد واصول المقدم من الاستاذ الدكتورحسن ظاظا (استاذ العلوم اللغوية - كلية الاداب - جامعة الاسكندرية )وصورنا صورة الصفحة فيقول فيها فى فصلالمفرد والمثى والجمع فى قواعدالعبرية : (ان هناك اسماء مفردة بالعبريةتاتى على صورة الجمع )
          [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/a/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-3.png[/IMG]
          2- بالنظر فى التوراة فى سفر التكوين فى اسماء احفاد نوح عليه السلام وابناء احفاده نجدهم (مصرايم ولوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوحيم و فلشتيم وكفتوريم ) فكل هذه الاسماء تختم بحرفحرف "י" يود و حرف "ם" ميم).
          وهى من النصوص التالية من سفر التكوين:
          Gen 10:1وهذه مواليد بني نوح: سام وحام ويافث. وولد لهم بنون بعد الطوفان.
          Gen 10:6وبنو حام: كوش ومصرايم وفوط وكنعان.
          Gen 10:13 (SVD) ومصرايم ولد: لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم Gen 10:14وفتروسيم وكسلوحيم. (الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم).
          Gen 10:13 (HOT+) ומצריםH4714 ילדH3205 אתH853 לודיםH3866 ואתH853 ענמיםH6047 ואתH853 להביםH3853 ואתH853 נפתחים׃H5320 Gen 10:14ואתH853 פתרסיםH6625ואתH853 כסלחיםH3695 אשׁרH834 יצאוH3318 משׁםH8033 פלשׁתיםH6430 ואתH853 כפתרים׃H3732
          نجد هذه الاسماء (مصرايم ولوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوحيم و فلشتيم وكفتوريم ) فكل هذه الاسماء تختم بحرفحرف "י" يود و حرف "ם" ميم.
          واسم نفتوحيم נפתחיםH5320 من الفعل فتح פּתחH6605
          واسم لهابيم להביםH3853 من الفعل لهب להבH3851




          3- من كتاباخبار الزمان للمسعودى(المتوفى سنة 346 هجرية ص 180 - 183 بالمكتبة الشاملة ( ذكر ملوك مصربعد الطوفانأجمع اهل مصر (1) أن أولمن ملك مصر بعد الطوفانمصرايمبنبيصر (2) ابن حام بن نوحعليه السلاموذلك بدعوة سبقت له من جده........ووليالملكبعده ابنهقبطيمالملك،ويقال ان القبط منسوبون إليه)

          فالوهيم و مصرايم وقبطيم و محمديم ....فحرفحرف "י" يود و حرف "ם" ميمللتعظيم.



          4- ثممايقوله العلامة الاستاذ الفذ رؤوفابو سعدة (العليم باسرار اللغة ) فىكتابه من اعجازالقران العلم الاعجمىفى القرانالجزء الثانى فيقول:

          ( ولكن اسم مصر تجيء ايضا فيالعبريةبصيغة المثنيمصريمو ليس هذا علي ارادة التثنية انما هوللتعظيمكمايعرف حذاق اللغة العبرية التي تقول "الوهيم" جمعاله عليالتعظيمتريد الواحد الاحد
          و ربما ايضا علي المجانسة مع "تاوي" اسم مصر بلغة اهلهاالمصريةالقديمة"الهيروغليفية" بمعني الارضان عليالتعظيملا التثنية
          و من الارض اشتق المصريون الاقدمون اسم مصر بلغتهم فقالوا "تاوي" مثني "تا" يعني الارض فهي الارضان و منه "نيب-تاوي" اي سيد الارضينيعني ملكمصر و الراجح ان التثنية في الارضين هي عليالتعظيمو ليست علي الجمع).



          5 – وقد اتفق اليهود والنصارى على ان نصوص الاصحاح تصف اوصاف لشخص معين , واختلفوا فيمن هو !! , قال اليهود أنه سليمان و قالت النصارى أنه المسيح , ولا يوجد اسماء فى الاصحاح الا لمحمد عليه الصلاة والسلام , اذا يكون هو المقصود .
          فليس من الصدف ان يكون الاصحاح يصف شخصا !!
          وليس من الصدف ان يوجد اسم لهذا الشخص فى السفر !!!
          وليس من الصدف ان يكون اسمه محمدا !!!
          وليس من الصدف ان يلهم الله عزوجل الجد عبد المطلب بان يسمي حفيده محمد !!!,
          ولم يكن هذا الاسم شائعا عند العرب , فهل كان عبد المطلب يعرف العبرية ويعرف نشيد الانشاد ويعرف ان مكتوب فيه محمد , بالطبع لا .
          بل هو تدبير الهى من الحكيم العليم.



          6 – اما عن التشكيل فمايقوله العلامة الاستاذ الفذ رؤوفابو سعدة عن المحذورات فى النص التوراتى واللغة العبرية فيه الكفاية: (وتقول أيضا إن الشكل والنقط في النص العبراني لأسفار التوراة التي بين يديك، ليست لهما حجية الشئ الموحي به، وإنما هما كما مر بك من صنع طائفة غلبوا على أمرهم من أهل الأثر ما بين القرن الثاني والقرن العاشر للميلاد في ظل المسيحية ثم في ظل القرآن، عصرا اضمحلال عبرية التوراة وتراجعها على الألسنة والأقلام، لم يخل عملهم مع ذلك من نقد،) (تلك العبرية التي انقرضت أو غابت أصول جذورها تحت ركام من تفاسير وضعت بعد نحو ألف سنة من عصر موسى عليه السلام، تخطئ وتصيب.) (والذييجب أن تعرفه أيضا أن النص العبراني للتوراة التي بين يديك، والذي مر بكأنه مستنسخ من الذاكرة إثر عودة بني إسرائيل من سبي بابل بعد حوالي ثمانيةقرون من وفاة موسي عليه السلام. ظل أيضا نصا غير معجم، أي غير مقيد بالشكلوالنقط ، يلحن فيه قارئه، مثقفا وغير مثقف، لا سيما بعد تراجع العبرية عليالألسنة وحلول الآرامية محلها في ربوع فلسطين منذ القرن الثالث قبلالميلاد. وقد تصدى لتحقيق النص بالنقط والشكل والتعليق علي صحة النطق، فيمدي ثمانية قرون، من القرن الثاني الميلادي إلي القرن العاشر، طائفة يدعون" يعلي ماسورا" أي "أهل الإثر" ، حفاظ المأثور المتلقن.

          ولك أن تتصور ماذا يمكن أن يحدث لنص أعيدت كتابته من الذاكرة بعد وفاة موسيعليه السلام بحوالي ثمانية قرون، غير مضبوط بالشكل والنقط. وظل كذلك ، إليالقرن الثاني لميلاد المسيح، واستغرق" تحقيقه" بالشكل والنقط والتعقيبثمانية قرون أخري فما اكتمل إلا في القرن العاشر الميلادي.
          هذا وذاك يقوي لديك شبهة وقوع الإضافة والحذف في النص الذي بين يديك. أماالحذف، فهذا ما لا سبيل لك اليوم إلي إثباته. وأما الإضافة ، فإثباتها هينبين، تحفظ المسيحيون من قبل علي بعضها بالنسبة إلي أسفار برمتها سموها "أبوكريفا" أي المنحولة، وتستطيع أنت التحفظ علي كثير مما تضمنه صلب أسفارموسي الخمسة نفسها من سفاسف وشناعات لا يقبل ورودها في نص إلهي مقدس، ليسأشنعها زني بنتي لوط بأبيهما ليكون له منهما "نسل" كما مر بك. وهو يقويلديك أيضا شبهة صرف النص في بعض مواضعه - بمجرد النقط والشكل – عن أصلمعناه. وهو يقوي لديك أخيرا- وهنا بيت القصيد في مقاصد هذا الكتاب الذينكتب – احتمال وقوع التحريف في نطق الأسماء الأعلام.)

          7 - أسماء الاعلام لا تترجم (وسياتى فى اسم العلم كلام فى العناصر التالية) . والمعني الرئيسي لاى جذر هو أقدم معانيه ، أي أسبقها وجودا , والمعني الرئيسي للجذر(حمد ) هى بمعنى حمد العربيه وهو أقدم معانيه بالعربية ، وهو أسبقها وجودا . ونعلم انهقد سبق الوحي الاول في ام الكتاب ان اسم محمد عليه الصلاة والسلام هو محمد من الحمد ( وقبل انتوجدالعبرية ) وهو هكذا محمدفي العربيه والعبريةمن الحمد , أي صارتعلما علي الذات لمحمد عليه الصلاة والسلام في ام الكتاب (علي الاصل العربيالسامي وقبل اللغات وقبل ان توجدالعبرية , وقبل ان يوجدلهفي العبريمعني المشتهي والنفيس فهو محمد من الحمد , مكتوبا في اللوح المحفوظوقبلخلق آدم عليه السلام ، أن نبي آخر الزمان اسمهمحمد من الحمد , فهو ما كانعليه اصلا في العبريه من الحمد ثمغيروا معناه الي المشتهي والنفيس،

          8- لاناللغة العربية هي الاصل السامي فهى اصل اللغات السامية(كما قال علماء اللغة ) فهى اللغة التى كلم الله عز وجل بها الملائكة وادم عليه السلام,اما العبريه فلغة كانت ميتة , فقد فقدوا اصول التوراة و ماتت اللغةالعبريه بسبب تشتتهم فى البلاد , وفقدوا اصولها , ثم اعادوا احيائها بعد قرون, واعادوا تشكيل التوراة ( النص الماسورى) فى القرن العاشر, اى بالتخمين,
          وقد يكون للكلمة معني اصلي ثم يدخل عليها الناس معاني جديدةبمرور الزمن وينسوا المعني الاصلي كما يقول ذلك علماء اللغات ايضا ,
          فأصلكلمة محمد تعني انه محمد صلي الله عليه وسلم ومن المعني العربي للكلمة منالحمد , ولكنهم ولانهم كانوا ينتظرون ذلك النبي بشوق ولهفة فهو محبوب ونفيسومرغوب ومشتهي , وبمرور الزمن اصبح له معني المحبوب والنفيس , فتركواالاصل وذهبوا للفرع , وبذلك كان تحريفا عمديا للمعنى او الزمن انساهم , كما ذكرنا أنهم فقدوا اصول التوراة وقد ماتت اللغةالعبريه بسبب تشتتهم فى البلاد , وفقدوا اصولها , ثم اعادوا احيائها بعد قرون , فلا يعول على تحريفهم ولا يلتفت له.
          فقد قال تعالى فيهم { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِوَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13 .



          {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة75 {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء46>>{ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة41 لاحظ تحريفهم في كلمة راعنا فقد حرفوا المعني . لاحظ قوله تعالى ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِوَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ )اى تحريف ونسيان , فقد نسوا انها من الحمد وبقي عندهم معني المشتهي والمحبوب والنفيس , وهذا لان اللغة ماتت وتعرضت للانقراض لفترات طويلة , ثم اعادوا احيائها وتقعيدها واعادوا تفسير معاني الكلمات , فنسوا الحمد وبقي المشتهي والنفيس

          ولعل هذا من الحكمة الالهيه والله عز وجل اعلم , ان يتحول معناهعندهمالي المحبوب والمشتهي ,حتي يظل موجود بحروفه ولا يحذفوه ويبدلوه بالكليه.
          وهو ايضا من الاعجاز القرانى ايضا:
          {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }الأعراف157

          فهذا من اعجاز القران ايضا ان يظل الاسم (اللفظ) مكتوبا بحروفه ولم يبدلوه , وبذلك يظل القران هو المهيمن على كل الكتب السابقة , ومصححا لهم معانى بعض كلماتهم واسماء انبياءهم التى حرفوها او نسوا اصل معناها ( وهذا يتضح كثيرا فى كتاب الاستاذ رؤوف ابو سعدة المذكور )
          9– العبرية تستخدم صيغة الفعل كاسم علم فيقول العلامة الاستاذ الفذ رؤوفابو سعدة فى كتابه السابق :
          (أن العبرية تستخدم المضارع وتريد اسم الفاعل منه،
          وكمثال "إسماعيل" في القرآن هي تعريب "يشمعيل" العبرية في التوراة.
          وهي في العبرية على المزجية من (يشمع + إيل)، ومعناها الحرفي "يسمع الله".
          وقد مر بك أن العبرية تستخدم المضارع وتريد اسم الفاعل منه، فيكون معنى هذا الاسم "الله سميع"، أو "سميع هو الله".
          أما التفسير القرآني لاسم "إسماعيل"، وهو "يشمعيل" عبرياً، ومعناه كما علمت "سمع الله" أو "سميع هو الله"،
          فأنت تجد هذا التفسير في قوله عز وجل على لسان إبراهيم: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} (39) سورة إبراهيم.
          وتجده في قوله عز وجل على لسان إبراهيم أيضا: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (127) سورة البقرة.


          ومثال اخر
          إسحاق" في القرآن هي تعريب "يصحاق" في التوراة. وهي صغية المضارعة فيالمفرد الغائب من الجذر العبري "صحق"، وقرينه في نهر العربية الجذر العربي "ضحك". و"يصحاق" العبري إذن يعني "يضحك"، لا يراد منه الفعل، وإنما يرادمنه الفاعل، ومن ثم معنى "اسحاق"، وهو "يصحاق" عبريا، الضاحك أو الضحوك،وقد سمى العرب بمعناه على المبالغة فقالوا "الضحاك".

          والتسمية بالفعل المضارع يراد منه اسم الفاعل، شديدة الشيوع في العبرية

          علي أن لهذا نظائر بقيت في العربية كما مر بك، تجدها في أمثال "يزيد" و "يثرب " و "ينبع" وغيرها من أعلام الأشخاص والمواضع. والأصل في هذا كما مربك أن الفعل المضارع يفيد الحال كما يفيد الاستقبال، أي "يضحك" وسيظل، فهو "ضاحك" و "ضحوك".
          أما التفسير القرآني لهذا الاسم العلم، فأنت تجده في قوله عزوجل: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ} (71) سورة هود، أي ضحكت سارة وهي قائمة تخدم ضيف إبراهيم من الملائكة عجبا وحياء وهي تسمع من الملائكة بشري لإبراهيم بمولود يولد منها، وهي في تلك السن عجوز عقيم. وكأن ضحكها كان مناسبة يصاغ منها اسم المولود المبشر فقيل لها أضحكت؟ بشراك إذن "بالذي يضحك"، وهي "يصحاق"، اسم نبي الله إسحاق عليه السلام
          وربما قلت فلماذا جاءت "إسحاق" في القرآن بالسين، ولم تجئ على أصلها بالصاد "إصحاق"؟
          قال هذا بالفعل بعض المستشرقين، مماحكة، كدأبهم في معارضة القرآن.
          ولكنك تندهش إذ تعلم أن "يصحاق" هذه تجئ في عبرية التوراة بالسين كما تجئ بالصاد، والصاد أغلب، وأن "سحق" و"صحق" في المعجم العبري صنوان. وفي اللغة العربية تتعاقب السين والصاد مثل "السراط" و"الصراط" وقد قرئ بهما.

          ولعلك تدرك معي أن تتابع الصاد والحاء والقاف في "يصحاق" قعقعة تنبو عنها موسيقي القرآن، لذا فقد عرب القرآن "إسحاق" عن "يسحاق" ولم يعربها عن "يصحاق" عالماً أنه لم يبعد، لوجود كلا الرسمين في عبرية التوراة.

          لا يشاد القرآن أحد إلا غلبه القرآن، وسبحان العليم الخبير.

          10 – اما عن الفاظ السفر ومعانية فنقتبس هنا ما قاله الاخ ابو اسحاق النظام فى منتدى حراس العقيدة فقال ( إزاء تلك النصوص وغيرها يلجأ مفسرو وشرَّاح العهد القديم لأسلوب المجاز واصفين الزنا المذكور بسفر حزقيال مثلاً بأنه خيانة الرب!!! بنفس ذلك المنطق المجازي يمكن الزامهم بأن السياق محل بحثنا هو كذلك سياق مجازي، فالفتاة التي تترنم هي رمز لبني إسرائيل، وغزلها ما هو إلا شوقها الروحي لذلك المنتظر، أما المنتظر فما هو إلا نبي آخر الزمان الذي صرحت باسمه الذي يهفو قلبها ووجدانها لتعاليمه!!! أوليس هذا منطقهم؟ إذاً فليقبلوا ذلك الإلزام …
          أما إن كانوا لا يقولون بالمجاز ويتذرعون بالحقيقة فليتفضلوا عندئذً بشرح المعاني الحقيقية الواردة في النص بسفر حزقيال(23 – 11 : 23) وبيان علاقته بالإلهيات والقداسة والإيمان، وعندها سيكون لنا معهم حديثٌ غير هذا.)
          ملحوظة
          11- هذا النص كتبه الاخ المجتهد (القبطان المسلم في منتدي حراس العقيدة ) جزاه الله خيرا من النص االتالى :

          حبقوق 3
          النص السرياني الفشيطي
          ܐܠܗܐ ܡܢ ܬܝܡܢܐ ܐܬܐ ܘܩܕܝܫܐ ܡܢ ܛܘܪܐ ܕܦܪܢ ܐܬܟܣܝܘ ܫܡܝܐ ܡܢ ܙܝܘܗ ܕܡܫܒܚܐܘܬܫܒܘܚܬܗ ܐܬܡܠܝܬ ܐܪܥܐ. ܘܙܗܘܪܗ ܐܝܟ ܢܘܗܪܐ ܢܗܘܐ ܒܩܪܝܬܐ ܕܐܝܕܘܗܝ ܢܣܝܡ ܥܘܫܢܗܒܠܩܚܐ. ܩܕܡܘܗܝ ܐܙܠ ܡܘܬܐ ܘܢܦܩܐ ܛܝܪܐ ܠܪܓܠܗ. ܩܡ ܘܡܫܚܗ ܠܐܪܥܐ ܚܪ ܘܕܓܠ ܥܡܡܐܐܬܒܕܪܘ ܛܘܪܐ ܕܡܢ ܥܠܡ ܘܐܬܡܟܟ ܪܡܬܐ ܕܡܢ ܥܠܡܝܢ ܕܝܠܗ ܐܢܝܢ ܗܠܟܬܐ ܕܡܢܥܠܡ.
          التعريب والترجمة الحرفية
          ألها(الله)من(مِن)تيمنا(الجنوب) أتا(أتى)، وقديشا(والقديس)من(مِن)طورا(جبل) دفرن(فاران). اتكسيو(اكتست)شميا (السماوات) من (مِن) زيوه(جلال) دمشـَبَّحا(المحَمَّد)، وتشبوحته (وتسبيحته)اتمليت (ملأت) أرعا (الأرض).وزهوره(وبريقه) إيك(مثل) نوهرا(النور)نهوا (يكون)، بقريثا(بقرنَي) دإيدوهي(يديه) نسيم(يضع)عوشنه (قوته) بلقحا (؟). قدموهي(قدامه) أزل(ذهب) موتا(الموت)، ونفقا (وخرج) طيرا (الوباء) لرجله (عند رجله). قم(قام)ومسحه(ومسَح) لأرعا(الأرض)، حر(نظر) ودجل (ورجف) عمما (الشعوب). اتبدرو (اندكّت) طورا (الجبال) دمن (التي مِن) علم(الأبد)،واتمكك (وانخسفت)رمثا (الهضاب) دمن (التي مِن) علمين (الأزل) ديله (فلَه) أنين (هُنّ)هلكثا(المسالك)دمن (التي مِن) علم(الأبد). اهـ

          12- ورود اسم النبي عليه الصلاة و السلام في نص حجي 2-7
          واليكم راي هذا العالمالفذ الاستاذ رؤوف ابو سعدة
          {
          ومن وجوه الأصالة والتفوق أيضا أن العربية تستنفد من الجذر الأصلي كلمعانيه - الرئيسي والمترتب عليه- على حين تقتصر العبرية والآرامية غالباعلى وجه واحد تجمدان عليه. من ذلك الفعل "حمد" فهو في العربية بمعان يتسلسلبعضها من بعض: حمدته يعنى رضيته وأعجبت به، وحمدته أيضا يعنى ذكرت محاسنهفمدحته بما هو أهله، وحمدت له أمرا يعنى استحسنت له، وحمدته أيضا يعنى ذكرتله نعمة فشكرتها وأثنيت عليه لجوده بها.
          أما العبرية فتقتصر من "الحمد" على وجه واحد، هو الرضا والإعجاب: حمدته العبرية تعنى أعجبنى وحلا لى.

          (هذا عندي هو الوجه المنعوت به صلى الله عليه وسلم بمقتضى تسميته"محمداً،أي الحميد الخَلق والخُلق، الأفعال والصفات. وهو أيضا- وهذا جديد نفيس لمتقرآه من قبل- الذي جاء في العهد القديم نبوءة بمبعثه صلى الله عليه وسلمعلى لسان حجاي النبي:

          "وبا حمدت كل هجويم" (سفر حجاي:2/7)،

          يعنى "ويجئ حمده كل الأمم أي الذي تحمده كل الأمم، يعنى يحمده كل من نطقباسمه، وإن جحده وأنكر نبوته. والنصارى يسقطون هذه النبوءة على المسيح عليهالسلام، وليس بشئ، لأن المسيح لا يحمده من جحده وأنكره، ومنهم اليهود علىالأقل.

          وهذا أيضا بعض معنى قوله عز وجل : { النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِييَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ } (157) سورة الأعراف،

          أي نبي كل الأمم، الموصوف بنعته في التوراة والإنجيل الذين بين أيديهم عصر نزول القرآن وإلى الآن.

          ومن أسف أن تراجمه العهد القديم يترجمون عبارة"حمده كل الأمم" بعبارة" مشتهى كل الأمم" ،

          ربما لطمس معنى "الحمد" في النبوءة. ولو أنصفوا لاستبقوا لفظ "الحمد" فيالنص العربي على الأقل – بصورته المشتركة بين العرب والعبرية.
          ربما اعتذرت لهم بأنهم لو سلموا بهذه النبوءة لسلموا بنبوة محمد صلى اللهعليه وسلم، وربما ظننت أيضا أنهم لا يُسلمون بالاشتراك بين "حَمَد" العبراني

          ولكن آباءهم في الأندلس كانوا يسلمون بهذا الاشتراك، بدليل نطقهم اسم النبيلنصارى الأسبان والفرنسييين لا على زنة مُفعل العربي- أى محمد- وإنما علىزنة نظيره العبرى مفُعل – أى محمد – بنفس المعنى عبريا، ومن هنا قالالأسبان Mahoma وقال الفرنسيون Mahomet اللتين تحار في تعليل تحريفهما ،وربما أسأت الظن فحسبت أنها " ما حُمدِ" نفيا للحمد عنه صلى الله عليهوسلم).

          13- أسماء الاعلام لا تترجم , فكما ذكرنا انهقد سبق الوحي الأول بتلك الأعلام علي صورتها , فقد سبق الوحي الاول في ام الكتاب ان اسم محمد هو محمد( وقبل ان توجد العبرية ) وصورته هي هكذا محمد في العربيه والعبرية أي صارت علما علي الذات لمحمد عليه الصلاة والسلام في ام الكتاب (علي الاصل العربي السامي وقبل اللغات وقبل ان توجد العبرية ), إن عدلته ولو بقصد التصحيح فقد حرفت ، بل لما جاز: قد ضللت سامعك إذن، ونكرت عليه شخص الذي تعني.
          و اسم العلم الذي يعد اسما نَسَبَيّاً لا يقترن بالجذر ? لأنه يشير إلى عضو من مجموعة .



          و اسم العلم اسمٌ معرفةٌ يدلُّ على مُسمَّى محدَّدٍ بذاتِهِ.
          ولتوضيح معنى الاسم العلم اكثر فلننظر ماذا قال ايضا الاستاذ رؤوف ابوسعدة فى كتابه السابق فى ذلك
          ( وكلام صاحب كتاب الاستاذ العبقري /رؤوف أبو سعدة (من اعجاز القران في اعجمي القران) >يطلق الاسم "العلم" لا يراد منه معناه، وإنما يراد منه شخص المسمي ذاته، ناسبه الاسم أو تناقض معه. ورب عمرو لم يعمر، أو زيد ولا زيد ثم ولا فضل الاسم هنا "علم" علي ذات صاحبه، والعلم من العلامة : إنه مجرد رمز ترمز به إلي شخص أو شعب أو بلدة أو موضع، يلخص في ذهنك كل ما "تعرفه" عن ذلك الشخص أو الشعب أو البلدة أو الموضع، تعلم هذا أو ذاك بتلك العلامة التي اصطلحت مع محدثك عليها كيلا تختلط عليكما الأشخاص والأماكن، مثلما يعلم الأب أبناءه بتلك الأسامي التي يطلقها عليهم، لا يريد من التسمية إلا هذا ، ولو سميت ابنك عمراً بزيد وسميت زيدا بعمرو، أو خالفوا في التسمية بين بغداد والقاهرة، لجاز . ولكنك متى سميت ، فقد خرج الأمر من يدك، لا تملك له تبديلا: لصقت التسمية بالمسمي وانتهى الأمر.الاسم العلم إذن هو اسم "الذات" مجردة من الصفات، لا معني له- مهما كان أصل وضعه واشتقاقه- إلا تلك الذات التي يدل عليها في ذهنك وذهن محدثك، لا تختلط بغيرها. لهذا كان الاسم العلم"معرفة" بذاته، لا يتعرف بالإضافة إلي معرفة، ولا يتعرف بالألف واللام، وإنما يتعرف بالعلمية. ربما وقعت فيه الألف واللام،ولكن هذا مجرد حشو، كما في أمثال "القاهرة" أو "الحسن" وربما جازت الإضافة في الاسم العلم، كما في "نيل مصر"، ولكنك تريد ذلك " النهر" الذي في "مصر علي أن للاسم العلم -فوق اختصاصه بالدلالة علي ذات صاحبه- معني ما، كان بالتأكيد وراء اختياره علما علي أو لمن تسمي به ثم جري من بعد في أسماء الناس، ربما لمعناه ، وربما لجرسه، وربما إعزازا لعزيز تسمي به، أو عظيم في أمتك ذي شأن. ربما جال بخاطرك هذا كله أو بعضه وأنت تختار اسما لمولود ولد لك، ولكنه يمحي تماما من ذهنك بعد ما اخترت وسميت، فلا يبقي لديك من معني الاسم إلا جرسه، وإلا دلالته في سمعك وسمع محدثك علي "ذات" المسمي، أي لا يبقى من الاسم إلا ذلك "الصوت" الذي تطلقه فيستجيب المنادي به ، وكأنك حين تقول: يا زيد ؛ لا تعني إلا " يا هذا" ، ولا أكثر ولا أقل. وهذا يفسر لك لماذا تنبهم علي كثير من الناس – بل وعلي أصحابها أحيانا- معاني الأسماء الأعلام، إما لأنهم يطلقون الاسم و لا يتعمقون معناه، وإما لأن الاسم قديم موروث ، لا يستعلن بمعناه إلا للباحث العكوف المتخصص: كم من زينب لا تعرف ما الزينب (شجر حسن المنظر طيب الرائحة، راجع في معجمك العربي مادة "زنب") وكم من خديجة ولا تدري أنها من الخداج الخداج هو النقص، وأخدجت الحامل، ألقت بولدها قبل تمام أيامه، وإن كان تام الخلق، فهو خديج). بل قد يكون الاسم من أصل أعجمي يفوت معناه علي صاحبه، بل وعلي أبيه الذي سماه به، لا يدري من أي لغة هو، وعلام يدل، لأنه لم يرد المعنى أصلا، وإنما أراد الجرس، أو أراد شخصا عزيزا أو بطلا، وربما أراد شخص نبي أو أراد ملكا، كما في جبرائيل وميخائيل (جبريل وميكال في القرآن) ، وكما في يونس ويوسف ونوح وإبراهيم، صلوات الله وسلامه علي ملائكته وأنبيائه، ثم تمضي القرون، وتتكرر التسمية في أجيال وأجيال، ويذوب المعني في الجرس فينسي ، ثم يندثر. وليس هذا وقفا علي العربية وحدها، ولكنه شائع ذائع في كل اللغات: كم فرنسية تعلم أن هنرييت معناها "ست الدار" ؟ وكم من جورج (جرجس في مصر) يعمل أن معناها "الحارث"؟ وكم من كلود (قلدس وأقلاديوس في مصر) يعتزي فخورا إلي قيصر تسمي به (كلاوديوس) ولا يدري أن معناها "الأعرج" أو "العرجي"؟ بل كم من مارك (مرقص في مصر) يدري أنها "المريخي" المزاج، أي الغضوب أو " الحربى" وأن مؤنثه مارسيل كذلك ؟ وكم من راشيل (راحيل العبرية) تعلم أن معني الاسم في العبرية هو "النعجة" أنثي الغنم ؟ ربما لو توقف الناس عند معني الاسم العلم لترددوا في التسمية، ولكنهم لا يتوقفون، إما لأن المعني لا يعنيهم ، وإما لأنهم جهلوه أو أنسوه. وهذا يفسر لك أيضا لماذا لا تجوز ترجمة الاسم العلم إلى معناه في اللغة المنقول إليها، وإنما الجائز فقط هو "تعريبه"، أي تهذيبه علي مقتضي مخارج أصوات اللغة وأوزانها : يجوز لك تعريب "جيورجيوس" اليونانية" إلي "جرجس"، ولا يجوز لك ترجمتها إلي "الحارث" أو الفلاح. لا تجوز لك ترجمة الاسم العلم إلا إذا كنيت وأبهمت ، أو تظارفت، فقلت في معلقة "الحارث بن حلزة" : قالها جورج بن حلزة ؛ أو ناديت صديقك "رمسيس"(رع+ مسيس المصرية القديمة) بقولك: ابن الشمس ؛ أو أردت كمصري – مطلع هذا القرن- أن تخوض في "جورج الخامس" ملك انجلترا التي كانت تستعمر مصر آنذاك ، فقلت : الفلاح بن الفلاح؛ تكني وتبهم ، تخشي علي نفسك سلطانه وحوارييه، وعيونه وأعوانه.

          تعليق


          • #35
            14- اما عن السؤال الذي قد يتبادر للبعضوهو ( هل تقارب جذور الكلمات يفيد تساوي المعنى أو تقاربه؟)
            فالاجابة:
            اولا السؤال خطأ (ليس في محلة) لان اسم العلم ليس له علاقة بالجذر.
            إن اسم العلم الذي يعد اسما نَسَبَيّاً لا يقترن بالجذر ? لأنه يشير إلى عضو من مجموعة( وقدعرفنا الاسم العلم فى الدليل السابق )
            و اسم العلم اسمٌ معرفةٌ يدلُّ على مُسمَّى محدَّدٍ بذاتِهِ.
            ومع ذلك فالاجابة بنعم قد تتقارب الي حد التطابق في بعضها ( وليس كلها بالطبع والا لما اختلفت اللغتين )
            بل هي من اهم الخصائصالتي يستند إليها اللغويون في تقسيم لغات البشر إلى مجموعات لغوية، أو أسر لغوية
            وانظر الي رأي الاستاذ العلامة رؤوف ابو سعدة لاثباتهذا الجواب ولاثبات ايضا بان اصل اللغات السامية هي العربيةوان لماذايلجأ اللغويون إلى المعجم العربي لمحاولة فهم غوامض العبرية والآرامية،لهذا صح عند اللغويين الأثبات أن العربية هي أم الساميات جميعا، لأنهاالخزانة اللغوية التي تغترف منها سائر لغات الفصيلة ولا تنضب هي، بل لديهادائما المزيد.
            مع الوضع في الاعتبار كما قلت اهم دليل ان الله عز وجل قد سماه في ام الكتاب محمد ومن الحمد وقبل وجود اللغة العبرية
            واليكم البحث المذكور ( من اعجاز القران لاعجمي القران للاستاذ رؤوف ابو سعدة) وضعته هنا علي الرابط
            http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=3301
            http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=3301
            >>>>
            أما الخصائص التي يستند إليها اللغويون في تقسيم لغات البشر إلى مجموعاتلغوية، أو أسر لغوية، فهى تنقسم بدورها إلى فصائل لغوية داخل الأسرةالواحدة، فأهم هذه الخصائص ما يلى:
            1- مخارج الأصوات
            أي انفراد فصائل الأسرة اللغوية المعينة بنطق أحرف، أي أصوات، لا تنطقهاغيرها. من ذلك انفراد اللغات الافريقية- الآسيوية بنطق الحاء، وانعدام هذاالصوت – على سبيل المثال- في اللغات الهندية- الأوربية. وليست العبرة فيهذا السياق بصورة الحرف، أي بشكله المكتوب، أي بالخط الذي تصطنعه اللغة فيالكتابة، وإنما العبرة بالصوت الموضوع له الحرف.
            2-دلالات الألفاظ
            تتقارب في لغات الفصيلة الواحدة، تقاربا واضحا، بل وتتطابق أحيانا، بنيةاللفظ الموضوع لنفس المعنى. من ذلك لفظة "عين" الموضوعة لأداة الإبصار،وعين الماء، الخ. ، في اللغات العربية والآرامية والعبرية على السواء,. ومنذلك أيضا مادة الفعل" كتب" بنفس المعنى في هذه اللغات السامية الثلاث.
            3- بناء الألفاظ
            من اللغات صرفي وغروي. فأما اللغات الغروية، ومنها أسرة اللغات الهندية- الأوربية، كالسنسكريتية والفارسية، وكاليونانية واللاتينية وبناتهاالأوربيات، فهي اللغات التي تستعين في اشتقاق المعنى الموسع من المعنىالبسيط بإضافة اللواصق من خلف ومن قدام، فيبدو لك اللفظ منحوتا من كلمةواحدة نطقا وكتابة، وهو من بضعة أجزاء موصولة، وكأنما شد بعضها إلى بعضبغراء. من ذلك في اللاتينية مثلا كلمة emancipio بمختلف صورها في اللغاتالأوروبية الحديثة، ومعناها العتق والانعتاق: تظنها من كلمة واحدة، وهى منثلاثة أجزاء شدت إلى بعض (e)+(man)+(cipio) الجزء الأول (e) بمعنى "خارجا" ،والثاني (man) بمعنى "اليد"، والثالث (cipio) بمعنى "الأخذ"، فهى إذن ليستكلمة وإنما هي جملة أو شبة جملة، معناها الحرفي"الإخراج من أخذ اليد" ، أو "الإخراج من ملك اليمين".
            وأما اللغات الصرفية ومنها على سبيل المثال العربية والآرامية والعبرية فيالفصيلة السامية المنتمية إلى أسرة الافريقية – الآسيوية، فهي لا تستعين فياشتقاق المعنى الموسع من المعنى البسيط بإضافة اللواصق أو بتجميع أجزاءالكلام، وإنما هي تنحت جذور الألفاظ لجذور المعاني، ثم تشتق الموسع منالبسيط"بالتصرف" في بنية الجذر الأصلي وفق أوزان ثابتة لكل منها معناهاالتوسعي المحدد، بغض النظر عن جذر اللفظ الأصلي. من ذلك في العربية فَعَلوفعل وتفعل وانفعل استفعل وفاعل وتفاعل الخ. وليست أحرف الزيادة الى تلحظهاوسط الجذر كتضعيف العين في فعل ، والمد بالألف في فاعل، أو المضافة في أولالجذر مثل الهمزة والنون في انفعل ، والهمزة والسين والتاء في استفعل ،كاللواصق في الغات الهندية- الآوروبية ، لأن أحرف الزيادة هذه ليس لها فيذاتها معنى كما هو الحال في لواصق اللغات الهندية- الأوروبية، وإنما لهاوظيفة صرفية، تصرف جذر اللفظ عن معناه البسيط إلى معناه الموسع.
            وأيا كانت ميزة الصرفي على الغروي، مما لا نتصدى له الآن، فهي عند اللغويين سمة فارقة حاسمة بين المجموعات اللغوية.
            ***
            وأما الفوارق بين لغة ولغة من نفس الفصيلة، كفوارق ما بين العربية والعبريةمن الفصيلة السامية ، والتي تجعل منهما لغتين مختلفتين بحيث تعتجم العبريةعلى السامع العربي- كما تعتجم العربية على السامع العبري- فلا يفهم أحدهماشيئا من لغة الآخر حتى يترجم له، فمن هذه الفوراق بين العربية والعبريةعلى سبيل المثال، القلب والإبدال. أما القلب فهو تغيير ترتيب أحرف الكلمة،مع اتحاد المعنى، ومثاله من العربية نفسها الجذران"جَذَب" ، "جَبَذ"، بمعنىشد في كليهما، وغيرهما كثير. وأما الإبدال فهو تغيير حرف بحرف آخر قريب منمخرجه، مع بقاء المعنى، ومثاله من العربية نفسها "سراط"، "صراط"، بمعنىالطريق في كليهما. ومن الإبدال أيضا، المبادلة بين أحرف المد، كإبدال المدبالواو مدا بالياء، ومثال هذا من العربية نفسها "ساع/يسوع"، وكلتاهما بمعنىضاع وهلك. ويتفاقم أمر القلب والإبدال ما بين العربية والعبرية حين يكونلصورة اللفظ المتحور في إحدى اللغتين بالقلب والإبدال معنى مغاير تمامالمعناه في اللغة الأخرى. من ذلك أن "نجب" العبرية (ومعناها الجنوب) ليست من "النجابة"، وإنما هي مقلوب الجذر العربي"جنب". أما "جنب" عبريا فليست منالجنوب في شئ، وإنما هي بمعنى "سرق". ومن ذلك أيضا أن "صنم" العربية ( مفرأصنام) تصبح "صلم" في العبرية. ولكن صلم عربيا (باللام) تعنى قطع واستأصل (وغلبت في الأنف والأذن). فلا تفهم أي المعنيين يريد ذلك العبراني الذييحدثك. ويزداد الأمر سوءاً حين تعلم أن "صلم" العبرانية تفيد أيضا الظلاموالظلمة (من أظلم العربي أبدلت ظاؤها صادا). أما "الظلم" نفيض العدل فهو فيالعبرية بالطاء"طلم" (وطلمه عربيا يعنى ضربه بكفه مبسوطة، وهو أيضا وَسَخُالأسنان من إهمال تنظيفها، ليس له بالظلم صلة). أما "صنم" عبرانيا فلا صلةله بالأصنام، وإنما هو من النضج والإنضاج. وقس على هذا الكثير الذي لايحصى بين هاتين اللغتين.
            وإلى جانب القلب والإبدال، تفتقر العبرية إلى ستة أحرف أصيلة موجودة فيالعربية، هي بترتيبها على أحرف الهجاء العربية: الثاء والخاء والذال والضادوالظاء والغين. أما الضاد والظاء فلا وجود لهما مطلقا في العبرية نطقاوكتابة، فما كان بالضاد في العربية انقلب غالبا إلى صاد في العبرية، مثل "ضحك" العربية التي تنقلب إلى "صحق" في العبرية (أبدلت أيضا كافهاقافا)،ومنه اسم نبي الله إسحاق كما سترى، وما كان بالظاء انقلب غالبا إلىطاء أو زاى، وربما إلى صاد، مثل "ظبى"التي تصبح "صبى" في العبرية . أماالأحرف الأربعة الأخرى (ث-خ-ذ-غ)، فلا وجود لها في العبرية أيضا، أي فيالكتابة، ولكنك تسمعها في مواضع مخصوصة من محدثك العبراني الذي ينطق لكالتاء ثاء، والكاف خاء، والدال ذالا، والجيم غينا، حين يتحرك- أو يعتل- ماقبلها (حين يكون لها قبل)، شريطة ألا تُضعف هي. من ذلك أن "بيت" العبرية (وهى بيت العربية) تنطق"بيث"، و"ملك" (هي ملك العربية) تُنطق "مِلخ"(ولكنالمؤنث منها وهو ملكه تسكن لاُمه قبل الكاف فتنطق الكاف على أصلها). من ذلكأيضا"يهود" التي تنطق "يهوذ"، ومثله أيضا"رَجَم" العبرية التي تنطق"رَغَم" لتحرك الراء قبل الجيم فصار جيمها في النطق غينا. (المعنى به في هذاالكتاب هو "عبرية التوراة" لا العبرية" المعاصرة)
            ولعلك لاحظت أن التفاوت في نطق هذه الأحرف العبرية الأربعة في مواضع مخصوصة مع نظق الحرف على أصله في غيرها، هذا التفاوت لا يضيف جذراً إلى تلك اللغة، وإنما هو مجرد "لهجة" في نطقه في مواضع مخصوصة لا تغير من أصل معناه. ولعلك لاحظت في هذا السياق أيضا. أن زيادة الأبجدية العربية (28 حرفا ليسمن بينها اللام ألف) بستة أحرف أصيلة على الأبجدية العبرية (22 حرفا) تثرىالعربية بكم هائل من الجذور الثلاثية لا تستطيعه العبرية، ذلك أن الحرفالواحد مجموعا إلى حرفين اثنين فقط من حروف الأبجدية (ولتكن ض- ب- ر) يعيطكعشرة جذور ثلاثية ممكنة: بَض-ضَب- رض- ضر- ضبر-ضرب-رضب- ربض- برض- بضر،كلها مستعمل مسموع في العربية عدا الجذرين الأخيرين"برض"و"بضر" الباقيين فيخزائنها ، تستطيع استخراجهما حين تشاء. وقس على هذا اجتماع الضاد مع باقيالحروف. (هذا باب واسع غفل عنه"المعربون"، يتيح "اختراع" الألفاظ لمستحثاتالحضارة.)
            من جهة أخرى تفتقر العربية إلى صوتين في العبرية، هما الباء(p)الثقيلة،والباء المرققة التي تخف وتسيل فتصبح(V) ولكن هذين الصوتين غير أصليين فيالعبرية، وإنما هما نفساهما الفاء والباء: تنطق الفاء باء ثقيلة (باء) حينلا يتحرك أو يعتل ما قبلها (أولا يكون لها قبلُ) أو حين تُضعف (مثل برعوالعبرية بمعنى فرعون) وتنطق كالفاء العربية فيما عدا ذلك . أما الباءالعبرية فتنطق كالباء العربية حين لا يتحرك أو يعتل ما قبلها (أو حين لايكون لها قبل) أو حين تُضعف، وتنطق باء مرققة سائلة (فاء) فيما عدا ذلك (مثل "آف" (AV)العبرية يعنى أبٌ، وعكسه "بَا" العبرية ومعناها (جاء). وهذاأيضا لا يضيف إلى العبرية جذورا جديدة تتميز بها على العربية، وإنما هومجرد لهجة في نطق الحرف في مواضع مخصوصة ، لا تغير من أصل معنى الجذر الذييحتويه، مع نطق الحرف على أصله في غيرها. من ذلك الفعل "كَفَر" المشترك بينالعربية والعبرية معنى ونطقا وكتابة، ولكن الفاء فيه حين تُضعف، تنطق فيالعبرية باء ثقيلة (P)، كما في "يُوم كِبُور" أي "يوم الكفارة". ومثله أيضاالاسم العبراني"أيوب"، الذي ينطق في العبرية "إيوف"، رُققت باؤه وأسيلتلاعتلال ما قبلها (الواو) فنطقت باؤه فاء. ومثله أيضا "أبراهام"(إبراهيم) الذي ينطقه العبرانيون" أفراهام" لتحرك الهمزة قبل الباء.
            من وجوه المغيرة الصوتية أيضا بين العربية والعبرية، اصطناع العبرية "المدبالكسر" (أي إطالة زمن نطق الكسرة دون انقلابها ياءُ ثقيلة) وقرينة "المدبالضم" (أي إطالة زمن نطق الضمة دون انقلابها واواً ثقيلة) ولا وجود لهماأصلا في العربية الفصحى، (باستثناء حالات "الألف الممالة" التي تثبت سماعاعن أصحاب القراءات في مثل ياء "مجريها ومرساها " .وإمالة الألف هى نفسهابالمد بالكسر) وإن كانا موجودين في العربية العامية، مثلما ترى في كلمة "بيت" العربية التي تنطق في العامية مكسورة الباء ممدودة الكسرة"بيت". والفرق بين المد بالكسر وبين المد بالياء أن الكسر في المد بالياء ثقيل،تحتشد له عضلات الفم واللسان، كما في كلمة "عيد" بينما هو في المد بالكسرمخفف مرقق، كما في كلمة "ليش" (بمعنى لأى شئ) العربية العامية ، ترتخي فيهعضلات الفم واللسان. وهكذا أيضا الفرق بين المد والضم وبين المد بالواو فيمثل"عود" و"يوم" وإذا لاحظت أن العبرية - شأنها شأن العربية العامية- تصنعذلك كلما كان الأصل في العربية الفصحى الوقوف بعد فتح على الواو والياء، فيمثل"يوم" و"ريب" ، الوقوف عليهما ثقيل، بدت لك العبرية وكأنما تنشدالتسهيل ، كما تفعل العربية العامية، وكما فعلت الانجليزية المعاصرة مثلابالحرفين (au)"آو" و (ai)"آى" اللذين سهلتهما الانجليزية المعاصرة،والفرنسية المعاصرة أيضا دون سائر أخواتها اللاتينيات ، إلى "أوه" و"إيه"على الترتيب.
            هناك أيضا مغايرة بين العربية والعبرية في النحو والصرف، لا توجد فيالعبرية علامات "إعراب"، وإنما الأصل "البناء"، أي بقاءُ اللفظ على حالهوصورته أيا كان موضوعه من الإعراب رفعا ونصبا وجرا وجزما كما تفعل العربيةالعامية، وكما آلت إليه الانجليزية والفرنسية بين أمهات اللغات الأوروبيةالحديثة. وليس في العبرية صيغة للمثنى، إنما هو الجمع لا غير. عدااستثناءات قليلة منقرضة من مثل"عينيم" مثنى "عين" (أداة الإبصار)، ومثل"نهريم" مثنى "نهر" (في عبارة "آرام نهريم"، أي آرام ما بين النهرين). ولاوجود لجمع التكسير في العبرية ، وإنما هو الجمع السالم لا غير، وصورتهالبناء على الياء بعدها ميم(لا نون كما في العربية والآرامية) في جمعالمذكر ، مثل "بنيم" (يعنى "بنون" العربية) والمد بالضم بعدها تاء ساكتة (لا المد بالألف بعدها تاء كما في العربية والآرامية) في جمع المؤنث ، مثل "بنوت" (يعنى "بنات" العربية) . كما تفتقر العبرية إلى صيغة "أفعل التفضيل" مثل " أكبر" و"أصغر" وما إلى ذلك ، فتحتال عليها بصيغ مخصوصة من مثل" الابن الكبير" في موضع أكبر الأبناء، وهلم جرا. ومن أمثلة المغايرة بينالعربية والعبرية في موازين الصرف، أن العبرية تضع الوزن "فُعيل" (مدابالكسر) لزنة اسم الفاعل، والوزن" فعول" (مداً بالواو) لزنة اسم المفعول ،وأحيانا كثيرة الوزن "فعول "( مداً بالضم لا بالواو) لزنة مصدر الثلاثىالمجرد. من ذلك "حميذ" بمعنى حامد، و"حموذ" بمعنى محمود، و"حموذ"( مدابالضم ) بمعنى الحمد، الخ.
            أما أخطر وجوه التغاير بين العربية والعبرية ، وأدلها أيضا على أصالةالعربية وسبقها للعبرية (وللآرامية ايضا) في الزمان والمكان، فمنها تفوقالعربية تفوقا ساحقا بوفرة المادة اللفظية الأصلية (الجذر الثلاثى) بما لايقاس على العبرية والآرامية ليس فقط بسبب زيادة الأبجدية العربية بستة أحرفأصلية(ث – خ – ذ - ض- ظ - غ) كما مر بك ، فتستطيع الإتيان مثلا بالجذرين "خرج" وحرج" كلا بمعنى، ولا تستطيع العبرية إلا الثانى وحده بمعنى "ضاق" وغير هذا أكثر من أن يحصى، وإنما أيضا لكون العربية أوفر أوزانا وأضبطوأقيس ، تستطيع الإتيان بالطريف بالمعجب دون زيادة في أحرف الجذر، وإنمافقط بتغيير حكة عينه. من ذلك الفعل "صنع" أي كان صانعا شيئا ما ، سفسف فيهأو أتقنه، و"صنع" أي كان حاذقا ماهر الصنعة، وغيره كثير.
            ومن وجوه الأصالة والتفوق أيضا أن العربية تستنفد من الجذر الأصلي كلمعانيه - الرئيسي والمترتب عليه- على حين تقتصر العبرية والآرامية غالباعلى وجه واحد تجمدان عليه. من ذلك الفعل "حمد" فهو في العربية بمعان يتسلسلبعضها من بعض: حمدته يعنى رضيته وأعجبت به، وحمدته أيضا يعنى ذكرت محاسنهفمدحته بما هو أهله، وحمدت له أمرا يعنى استحسنت له، وحمدته أيضا يعنى ذكرتله نعمة فشكرتها وأثنيت عليه لجوده بها. أما العبرية فتقتصر من "الحمد" على وجه واحد، هو الرضا والإعجاب: حمدته العبرية تعنى أعجبنى وحلا لى.
            (هذا عندي هو الوجه المنعوت به صلى الله عليه وسلم بمقتضى تسميته"محمداً،أي الحميد الخَلق والخُلق، الأفعال والصفات. وهو أيضا- وهذا جديد نفيس لمتقرآه من قبل- الذي جاء في العهد القديم نبوءة بمبعثه صلى الله عليه وسلمعلى لسان حجاي النبي: "وبا حمدت كل هجويم" (سفر حجاي:2/7)، يعنى "ويجئ حمدهكل الأمم أي الذي تحمده كل الأمم، يعنى يحمده كل من نطق باسمه، وإن جحدهوأنكر نبوته. والنصارى يسقطون هذه النبوءة على المسيح عليه السلام، وليسبشئ، لأن المسيح لا يحمده من جحده وأنكره، ومنهم اليهود على الأقل.
            وهذا أيضا بعض معنى قوله عز وجل : { النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِييَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ } (157) سورة الأعراف، أي نبي كل الأمم، الموصوف بنعته في التوراة والإنجيل الذينبين أيديهم عصر نزول القرآن وإلى الآن. ومن أسف أن تراجمه العهد القديميترجمون عبارة"حمده كل الأمم" بعبارة" مشتهى كل الأمم" ،ربمالطمس معنى "الحمد" في النبوءة. ولو أنصفوا لاستبقوا لفظ "الحمد" في النصالعربي على الأقل – بصورته المشتركة بين العرب والعبرية. ربما اعتذرت لهمبأنهم لو سلموا بهذه النبوءة لسلموا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم،وربماظننت أيضا أنهم لا يُسلمون بالاشتراك بين "حَمَد" العبراني ولكن آباءهم فيالأندلس كانوا يسلمون بهذا الاشتراك، بدليل نطقهم اسم النبي لنصارىالأسبان والفرنسييين لا على زنة مُفَعَّل العربي- أى محمد- وإنما على زنةنظيره العبرى مِفُعَّل – أى مِحُمَّد – بنفس المعنى عبريا، ومن هنا قالالأسبان Mahoma وقال الفرنسيون Mahomet اللتين تحار في تعليل تحريفهما ،وربما أسأت الظن فحسبت أنها " ما حُمدِ" نفيا للحمد عنه صلى الله عليهوسلم).
            ولكن آباءهم في الأندلس كانوا يسلمون بهذا الاشتراك، بدليل نطقهم اسم النبيلنصارى الأسبان والفرنسييين لا على زنة مُفعل العربي- أى محمد- وإنما علىزنة نظيره العبرى مفُعل – أى محمد – بنفس المعنى عبريا، ومن هنا قالالأسبان Mahoma وقال الفرنسيون Mahomet اللتين تحار في تعليل تحريفهما ،وربما أسأت الظن فحسبت أنها " ما حُمدِ" نفيا للحمد عنه صلى الله عليه وسلم
            أما أكثر أوجه المغايرة دلالة على أصالة العربية وسبقها فهو أن العربية لايوجد فيها لفظ مشتق إلا وهى تستخدم ثلاثية المجرد في أصل المعنى الموضوعله، أما العبرية فيكثر فيها المشتق الذي لا حذر له. معنى ذلك أن العبريةتأخذ اللفظ المشتق على صورته عند أصحابه دون فهم أصل معناه في جذرهالثلاثي. والجذر بالطبع أسبق وجوداً من اللفظ المشتق منه. العبرية إذنناقلة عن العربية، ولا يتصور العكس. من ذلك أن الفعل العربي"نجل" بمعنى قطعوطعن- ومنه" المنجل" أداة الحصاد- لا وجود له في العبرية، ولكن الموجود فيالعبرية من مادة الجذر العربي
            "نجل اللفظ "مجال" (أوصلها "منجال") أي المنجل: استعارت العبرية "المنجل" ولم تستعر "النجل". هذا يفسر لك لماذا يلجأ اللغويون إلى المعجم العربيلمحاولة فهم غوامض العبرية والآرامية، لهذا صح عند اللغويين الأثبات أنالعربية هي أم الساميات جميعا، لأنها الخزانة اللغوية التي تغترف منها سائرلغات الفصيلة ولا تنضب هي، بل لديها دائما المزيد.وربما ترجح عند بعضهمأنها أيضا الأصل البعيد الذي انشقت عنه وتحورت سائر لغات المجموعةالإفريقية- الآسيوية، ومنها المصرية والحبشية.
            ولكنك في أقل القليل تستطيع أن تؤكد- مصيبا غير مخطئ- أناللغة العربية- أيا كان الشكل الذي تطورت منه إلى الشكل الذي نزل بهالقرآن في مطلع المائة السابعة لميلاد المسيح- كانت هي نفسها في عصر ما غيربالغ القدم اللغة السائدة بين سكان شبه الجزيرة من أقصى اليمن إلى أقصىالشام، وأن الآرامية التي ارتحل بها آباء إبراهيم من العراق إلى سورية،والعبرية التي ارتحل بها إلى مصر يعقوب وبنوه، وعاد بها بنو إسرائيل إلىجنوبي فلسطين بغير الوجه الذي ذهبت به فتعاجموا بها على إخوانهم الموآبيين - هذه وتلك وسائر ما تكلم به أهل الشرق الأدنى القديم في شبه الجزيزة – ليستإلا لهجات قبلية متحورة عن هذه العربية نفسها، تهجنت بها ألسنتهم بتأثيرالغزو اللغوي الحضارة الذي توالى على أطراف شبه الجزيرة، شرقيها وشماليها،وسلم منه قلبُلها في الحجاز، وإلى حد بعيد جنوبيها في اليمن.
            على أنك إزاء هذا المستوى الفنى الرائع الذي ارتقت إليه تلك اللغة الفذةنحوا وصرفا وإعرابا- ضد منطق التاريخ ومنطق الحضارة- والذى تلمسه قبيل نزولالقرآن – فيما صحت نسبته إلى الجاهليين من شعر- لابد يخايلك إحسان مبهمبأن تلك اللغة لا ريب سليلة حضارة موغلة في القدم سبقت عصر الطوفان وسبقتعصر التصحر والجفاف في شبه الجزيرة ،ثم ضاعت في ضباب التاريخ. ولكننا لا نخوض بك في تاريخ ما قبل التاريخ، فلا علاقة لموضوعنا بهذا الفن ، ولسنا نحن أيضا من رجاله.
            ( الموأبية هى اقرب اللهجات الى العبرية . والتسمية عبرانية (مو + آب ) أىماء أبينا , أى الذين تجمعنا بهم اب واحد وتفرقت بنا العلات . ومن أشنعاباطيل سفر التكوين الذى بين يديك قولهم إن الموآبين هم ابناء لوط منابنتيه : خلتا به بعد أن أسكرتاه الواحده بعد الاخرى ليكون له منهما نسل, وكأنما عدمت الارض رجالها ونسائها بعد خراب سدوم , وكأنما فى فرارة منالقرية التى كانت تعمل الخبائث, كان يفر منالرمضاء الى النار . بل النارمثوى الذين يكتبون الكتاب بايديهم ويقولون هذا من عند الله )
            <<<<<<< انتهي
            ثم ردي علي الاخوة الافاضل الذين يرفضون وجوده في نشيد الانشاد لوجود كلمات والفاظ خارجه عن حدود الادب
            الرد عليهم بسيط جدا , ان اليهود قالوا في داوود عليه السلام انه زنا مع امراةاوريا , وقالوا في لوط انه زنا مع ابنتيه وافتروا على باقى الانبياء عليهم السلام جميعا!!!
            فهل نرفض ونقول ان لوط وداوود وباقى الانبياء غير مذكوره في التوراة !!!!!!! لا , لا
            نحن نقول انهم ذكروا في التوراةباسمائهمو ننزههم من هذه الاوصاف والافعال .
            ونقيس علي ذلك ان سيدنا محمد عليه السلام مذكور في نشيد الانشاد الا اننا نرفض هذه المبالغات في اوصافه.
            اي نثبت وجود الاسم , ونرفض الصفة المبالغ فيها التي لا تجوز عليه , كما اثبتنا وجود داوود ولوط ورفضنا الصفات التي وصفوهم بها.>>
            كل هذا يكفى فى الرد على من يتشكك فى لفظ ( محمديم ) اى محمدالعظيم عليه الصلاة والسلام
            فنسالالله العلى العظيم لنا ولجميع الاحباب الهداية والتوفيقوالسداد ويرزقنا الجنة ومايقرب اليها منقول وعمل...
            واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين....

            تعليق


            • #36
              البحث الداعشي الذي يرد على من يقول بان محمديم اسم علم لمحمد :



              one1_or_three3




              افتراضي الرد على من يقول أن محمديم هو النبي الكريم

              بسم الله الرحمن الرحيم






              الرد على من يقول أن محمديم هو النبي الكريم




              الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدي السبيل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
              روى مسلم في صحيحه عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
              وعن جرير بن عبد الله قال "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" صحيح البخاري.
              لطالما سمعت وقرأت من يدعي من المسلمين أن اسم النبي محمد مذكور في التوراة الموجودة بين أيدينا اليوم ولنا أن نتساءل ونقول هل حقاً ذكر اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة؟
              انطلاقاً من النصح لكل مسلم أتناول في هذا الموضوع السؤال الماضي بالإنصاف وعدم التجني.
              Sg 5:16חִכּוֹ מַמְתַקִּים וְכֻלּוֹ מַחֲמַדִּים זֶה דוֹדִי וְזֶה רֵעִי בְּנוֹת יְרוּשָׁלִָם׃
              نشيد الإنشاد5: 16 حلقه حلاوة وكله مشتهيات.هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم.
              وينطق النص العبري هكذا:
              حِكّو مَمتَكِيم فِخُلّو مَحَمَدِيم زِا دودِي فِزِا ريعِي بِنوت يِروشالامِ.
              مَحَمَدِيم هذه الكلمة هي الكلمة القصودة والتي يدعي بعض المسلمين أنها هي اسم النبي محمد فهل هذا صحيح؟
              أولاً: حينما نقرأ الكلام في سياقه نجد الكلام في أسلوب جنسي فج وهذه هي النصوص من النشيد الخامس:
              9 ما حبيبك من حبيب أيتها الجميلة بين النساء ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا10 حبيبي ابيض واحمر. معلم بين ربوة.11 رأسه ذهب إبريز. قصصه مسترسلة حالكة كالغراب.12 عيناه كالحمام على مجاري المياه مغسولتان باللبن جالستان في وقبيهما.13 خداه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية. شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا.14 يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد. بطنه عاج ابيض مغلف بالياقوت الأزرق.15 ساقاه عمودا رخام مؤسسان على قاعدتين من إبريز. طلعته كلبنان. فتى كالأرز.16 حلقه حلاوة وكله مشتهيات. هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم.
              يتضح من قراءة النص في سياقه أن هذه النصوص تتحدث عن فتاة تصف حبيبها بأوصاف جنسية بحتة، فكيف ندعي هذا الوصف الجنسي هو للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
              ثانياً: كلمة مَحَمَدِيم هي كلمة معروفة في اللغة العبرية وليست لاسم شخص فهي الجمع المذكر لكلمة مَحمَد الذي لها معنى معروف في العبرية وهو مشتهى أو مرغوب.
              وأتت كلمة مَحمَد ومشتقاتها في أكثر من موضع من العهد القديم وهذه بعض النصوص العربية التي تحتوي على الكلمة مترجمة من مَحمَد ومشتقاتها:
              ملوك الأول20: 6 فاني في نحو هذا الوقت غدا أرسل عبيدي إليك فيفتشون بيتك وبيوت عبيدك وكل ما هو شهي في عينيك يضعونه في أيديهم ويأخذونه.
              حزقيال24: 16 يا ابن آدم هاأنذا آخذ عنك شهوة عينيك بضربة فلا تنح ولا تبك ولا تنزل دموعك.
              هوشع9: 6 إنهم قد ذهبوا من الخراب. تجمعهم مصر. تدفنهم موف. يرث القريص نفائس فضتهم يكون العوسج في منازلهم.
              هوشع9: 16 افرايم مضروب. أصلهم قد جف. لا يصنعون ثمرا. وان ولدوا أميت مشتهيات بطونهم.
              أخبار الأيام الثاني36: 19 واحرقوا بيت الله وهدموا سور أورشليم واحرقوا جميع قصورها بالنار واهلكوا جميع آنيتها الثمينة.
              يوئيل3: 5 لأنكم أخذتم فضتي وذهبي وأدخلتم نفائسي الجيدة الى هياكلكم.
              مراثي ارميا1: 7 قد ذكرت أورشليم في أيام مذلتها وتطوّحها كل مشتهياتها التي كانت في أيام القدم. عند سقوط شعبها بيد العدو وليس من يساعدها. رأتها الأعداء ضحكوا على هلاكها.
              مراثي ارميا1: 10 بسط العدو يده على كل مشتهياتها فإنها رأت الأمم دخلوا مقدسها الذين أمرت أن لا يدخلوا في جماعتك.
              مراثي ارميا1: 11 كل شعبها يتنهدون يطلبون خبزا. دفعوا مشتهياتهم للأكل لأجل رد النفس. انظر يا رب وتطلع لأني قد صرت محتقرة.
              مراثي ارميا2: 4 مدّ قوسه كعدو. نصب يمينه كمبغض وقتل كل مشتهيات العين في خباء بنت صهيون. سكب كنار غيظه.
              كل النصوص الماضية تحتوي على كلمة مَحَمَد أو مشتقاتها، فلماذا لا نقول أنها أيضاً تتحدث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
              ثالثاً: هل عندما يريد من يتحدث العبرية أن ينطق اسم محمد "اسم إنسان" يقول مَحمَد أو مَحَمَدِيم؟!
              رابعاً: هل يوجد دليل على أن محمديم هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا تقارب جذور الكلمات؟ هل تقارب جذور الكلمات يفيد تساوي المعنى أو تقاربه؟!
              هذه بعض الأسئلة أو سمها بعض مسببات التعجب، فهل ما زال البعض يؤمن أن محمديم هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
              ننتظر الإجابة...وجزاكم الله خيراً.

              تعليق


              • #37
                و ماذا يتوقع من شيوخ الدواعش الا الضلال و الفساد في الارض ،

                اللفظ العبري هو

                מחמד

                و عند وضعه في المربع الايسر لترجمته من العبرية الى الانجليزية يظهر الاسم

                Muhammad

                في رابط الترجمة التالي :

                http://www.freetranslation.com/en/tr...english-hebrew

                ثم اضغط على زر الاسهم


                --------------------------------------------------------------------------

                السلام عليكم

                الاخ الكريم متعلم حفظك الله

                اللفظة هي :
                מַחֲמַדִּים
                وليس : מַחֲמַדִּ

                والفرق بينهما هي لاحقة الجمع
                المشكلة انه في اللغة العبرية الحالية كلمة (محمد) بهذا الصوت تعني المشتهى .
                وهنا يجب ان نحذر من هذه اللعبة . فان المحمود ايضا هو المرغوب فهو المشتهى معنىً ، ولكن حينما حاجج الرسول وحين ذكر القرآن الكريم اسم احمد كمبشر به ، فهل قال علماء اليهود والنصارى في وقتها انه غير صحيح وان محمد الواردة هي المشتهى ؟؟
                التاريخ لا يشير مطلقا الى اي اعتراض منهم بل كل ما رصدناه في التاريخ هو موافقتهم ، واعتقد هذا التحريف اللغوي حدث على يد موسى بن ميمون اليهودي كبير مستشاري صلاح الدين الايوبي للقضاء على الاسلام.
                فهذا التحريف لمعنى اللفظة لم يكن قديما كما تتبعت ، ولا يبعد بان اللفظة استعملت في معنيين وتحددهما القرينة ، فانه في كلام الغزل يمكن ان يكون المشتهى وهو اللذيذ ، بينما في انتظار القديس الاتي لاكمال الشريعة ونشر العدل لا يمكن ان يكون اللذيذ المشتهى بل المحمود في السماء وهو احمد ومحمد العلم وليس الصفة .

                نرجع الى ايليا

                لقد احببت ان يدرس الاخوة بالتعليق والتأمل على ما كتبه الشماس نوري مندو .
                ان الشماس نوري كتب عن سيرة ايليا التشبي . بكثير من الابهار . ولكنه خلط علينا بين ايليا هذا ، وبين ايليا المزمع ان ياتي (المنتظر) . وهو يصرّح ان ايليا التشبي هو بنفسه من سيرجع وهو المنتظر . بينما النصوص تقول ان جميع الانبياء بشروا بظهور ايليا الوزير للنبي او الذي ياتي مع النبي وهذا كان في وجدان الشعب اليهودي ولهذا سألوا يحيى وسألوا عيسى ان كانا هما النبي او ايليا او المسيا . فهناك تلازم في مجيء الثلاثة عندهم . وهذا يناقض تماما ما ذهب اليه الشماس نوري مندو بانه هو نفس ايليا التشبي ، لان ايليا الذي بشّر به كان قبل ايليا التشبي وهو بعد ايليا التشبي .
                ثم ان قصة ايليا التشبي فيها غرابة فهذا الرجل يظهر للطغاة ويختفي سنين ويكون وحده ويصفه (بان الغربان تاتيه بطعامه منفردا في الصحراء) اي مختلفا عن البشر . ان هذه ليست صفات انسان طبيعي ابدا وليست صفات واقعية للجسد ، فمن يكون هذ التشيبي نفسه ، وفق التلخيص الذي اتانا به نوري مندو ؟ .
                ان توضيحه لشخصية ايليا تزيد صورته غموضا فهو يظهر ويختفي ويسافر بعيدا ، نعم هناك امر مناقض كما يقول احد القسس وهو ان ايليا التشبي كان يحرق الجيوش بكلمة منه ولكنه ما ان سمع ان ايزابيل الكافرة ارادت قتله حتى خاف وهرب ؟ فما تفسير هذا ؟ ان الشماس نوري يعرض القصة كما لو اننا مجبرون على تعقلها من دون اي تفكير . فانه لو خاف فان اعماله السابقة اما ان تكون وهمية او حقيقية ولكنها اعمال من الله وهو لم يخبر التشبي ان هذا الامر قد امر الله بنقضه فخاف . ومع ذلك فهذا التفسير او الاحتمال انما يصدر من عقلية اسلامية تفهم قدرة من بيده الاسم الاعظم ولكن مع ذلك يجب عليه ان يتعرض للقتل بامر الله ويقتل فعلا . او انه يغيب خوف الاعداء وينجو بنفس الغيبة وليس بمقابلته للاعداء . فهذه احتمالات واردة ومعقولة ، ولكن الكنيسة لم تتطرق اليها الا محاولة رد المتشددين من الدارسين الكنسيين الذين يعتبرون قصة ايليا التشبي من الخرافات الاسرائيلية التي لا تصلح الا لقصص العجائز . والكنيسة ردت اقوال هؤلاء بانه لا يوجد في الكتاب المقدس شخصيات وهمية بل كلها حقيقية ، ولكنها لم تبيّن حل هذا التناقض الذي اشار اليه الباحثون.

                وقد لفت نظري ما اورده الاخ الفاضل ابن قبة من رواية عن رواة سنة في تفسيرهم : تصر بان الله اخبر موسى بان النبي محمد يؤيد بايليا ، والنبي موسى قبل ايليا التشيبي بحدود اربعمائة عام .



                وعن مقاتل عن عطاء في ـ تفسير ـ قوله تعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا موسَى الْكتَابَ))(البقرة:87), كان في التوراة: يا موسى إني أخترتك واخترت لك وزيراً هو أخوك هارون لأبيك وأمك، كما أخترت لمحمد إيليا، هو أخوه ووزيره ووصيه والخليفة من بعده، طوبى لهما من أخوين وطوبى لهما من أخوين، إيليا أبو السبطين الحسن والحسين، ومحسن الثالث من ولده، كما جعلت لأخيك هارون شبراً وشبيراً ومبشراً . (غاية المرام ج1/238).

                وكنت اتمنى ان اجد هذه الرواية في غير كتاب محمد بن مؤمن الشيرازي الموسوم (فيما نزل من القرآن في امير المؤمنين ) ، ولكن وجدت رواية طويلة غريبة يرويها المجلسي عن كتاب الروضة وعن كتاب الفضائل لابن شاذان باسناده (ويجب ان نراجع هذا الاسناد هل هو متصل؟ ام مرسل؟ وهل يوصف بالحجية ام لا ؟ انا لا امتلك الوقت ولعل ابنائي فيهم من يقوم بهذا )

                فض، يل: بالاسناد يرفعه إلى الحسن عن أبيه عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: بينا أنا ذات يوم جالس إذ دخل علينا رجل طويل كأنه النخلة، فلما قلع رجله عن الاخرى تفرقعا (2)، فعند ذلك قال (عليه السلام): أما هذا فليس من ولد آدم، فقالوا: يا رسول الله وهل يكون أحد من غير ولد آدم ؟ قال: نعم هذا أحدهم، فدنا الرجل فسلم على النبي فقال: من تكون ؟ قال: أنا الهام بن الهيم بن لا قيس بن إبليس، قال (صلى الله عليه وآله): بينك وبين إبليس أبوان ؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: وكم تعد من السنين ؟ قال: لما قتل قابيل هابيل كنت غلاما بين الغلمان أفهم الكلام وأدور الآجام (3) وآمر بقطيعة الارحام ! فقال (صلى الله عليه وآله): بئس السيرة التي تذكر إن بقيت عليها، فقال: كلا يا رسول الله إني لمؤمن تائب، قال: وعلى يد من تبت وجرى إيمانك ؟ قال: على يد نوح وعاتبته (4) على ما كان من دعائه على قومه قال: إني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. وصاحبت بعده هودا (عليه السلام) فكنت اصلي بصلاته وأقرأ الصحف التي علمنيها مما انزل على جده إدريس، فكنت معه إلى أن بعث الله الريح العقيم على قومه فنجاه و نجاني معه، وصحبت صالحا من بعده فلم أزل معه إلى أن بعث الله على قومه الراجفة فنجاه ونجاني معه، ولقيت من بعده أباك إبراهيم فصحبته وسألته أن يعلمني من الصحف التي انزلت عليه، فعلمني وكنت اصلي بصلاته، فلما كاده قومه وألقوه في النار جعلها الله عليه بردا وسلاما، فكنت له مونسا حتى توفي، فصحبت بعده ولديه إسماعيل وإسحاق من بعده ويعقوب، ولقد كنت مع أخيك يوسف في الجب مونسا وجليسا حتى أخرجه الله وولاه مصر ورد عليه أبواه، ولقيت أخاك موسى وسألته أن يعلمني من التوارة التي

                (1) ص 82 - 85. (2) فرقع عدا عدوا شديدا. وفي الروضة: تفرقعت. (3) الاجمة: الشجر الكثير الملتف. مأوى الاسد. والجم: والحصن. (4) في الروضة: ولقد عاتبته.

                [55]
                انزلت عليه فعلمني، فلما توفي صحبت وصيه يوشع، فلم أزل معه حتى توفي، ولم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود، وأعنته على قتل الطاغية جالوت، وسألته أن يعلمني من الزبور الذي أنزله الله إليه فعلمت منه، وصحبت بعده سليمان، وصحبت بعده وصيه آصف بن برخيا بن سمعيا، ولقد لقيت نبيا بعد نبي، فكل يبشرني ويسألني أن أقرأ عليك السلام حتى صحبت عيسى، وأنا أقرؤك يا رسول الله عمن لقيت من الانبياء السلام ومن عيسى خاصة أكثر سلام الله وأتمه. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): على جميع أنبياء الله ورسله وعلى أخي عيسى مني السلام ورحمة الله وبركاته ما دامت السماوات والارض، وعليك ياهام السلام، ولقد حفظت الوصية و وأديت الامانة فاسأل حاجتك، قال: يا رسول الله حاجتي أن تأمر امتك أن لا يخالفوا أمر الوصي، فإني رأيت الامم الماضية إنما هلكت بتركها أمر الوصي: قال النبي (صلى الله عليه وآله) وهل تعرف وصيي يا هام ؟ قال: إذا نظرت إليه عرفته بصفته واسمه التي قرأته في الكتب قال: أنظر هل تراه ممن حضر ؟ فالتفت يمينا وشمالا فقال: ليس هو فيهم يا رسول الله، فقال: يا هام من كان وصي آدم قال: شيث، قال: فمن وصي شيث ؟ قال: أنوش، قال: فمن وصي أنوش ؟ قال: قينان، قال: فوصي قينان ؟ قال: مهلائيل، قال: فوصي مهلائيل قال: برد، قال: فوصي برد ؟ قال: النبي المرسل إدريس، قال: فمن وصي إدريس ؟ قال: متوشلخ، قال: فمن وصي متوشلخ ؟ قال: لمك، قال: فمن وصي لمك ؟ قال: أطول الانبياء عمرا وأكثرهم لربه شكرا وأعظمهم أجرا ذاك أبوك نوح، قال: فمن وصي نوح ؟ قال: سام، قال: فمن وصي سام ؟ قال: ارفحشذ (1)، قال: فمن وصي أرفحشذ (2) ؟ قال: عابر، قال: فمن وصي عابر ؟ قال ؟ شالخ ؟ قال: فمن وصي شالخ ؟ قال: قالع، قال: فمن وصي قالع ؟ قال: اشروغ، قال: فمن وصي اشروغ ؟ قال: روغا، قال: فمن وصي روغا ؟ قال: ناخور، قال: فمن وصي ناخور ؟ قال: تارخ، قال: فمن وصي تارخ ؟ قال: لم يكن له وصي بل أخرج الله من صلبه إبراهيم خليل الله، قال: صدقت يا هام، فمن وصي إبراهيم

                (1 و 2) في الروضة و (م): أرفخشد.

                [56]
                قال: إسماعيل، قال: فمن وصيه ؟ قال: نبت، قال: فمن وصي نبت ؟ قال: حمل، قال: فمن وصى حمل قال: قيدار قال: فمن وصي قيدار ؟ قال: لم يكن له وصي حتى خرج من إسحاق يعقوب، قال: صدقت يا هام لقد صدقت الانبياء (1) والاوصياء فمن وصي يعقوب ؟ قال: يوسف، قال: فمن وصي يوسف قال: موسى، قال: فمن وصي موسى ؟ قال: يوشع بن نون قال: فمن وصي يوشع، قال: داود، قال: فمن وصي داود ؟ قال: سليمان، قال: فمن وصي سليمان ؟ قال: آصف بن برخيا، قال، ووصي عيسى شمعون بن الصفا. قال: هل وجدت صفة وصيي وذكره في الكتب ؟ قال: نعم والذي بعثك بالحق نبيا إن اسمك في التوراة (ميد ميد) وإسم وصيك (إليا) وإسمك في الانجيل (حمياطا) واسم وصيك فيها (هيدار) واسمك في الزبور (ماح ماح) محي بك كل كفر وشرك، واسم وصيك (قاروطيا) قال: فما معنى اسم وصيي في التوارة إليا ؟ قال: إنه الولي من بعدك قال: فما معنى اسمه في الانجيل هيدار ؟ قال: الصديق الاكبر والفاروق الاعظم، قال فما معنى اسمه في الزبور قاروطيا ؟ قال، حبيب ربه، قال: يا هام إذا رأيته تعرفه ؟ قال نعم يا رسول الله فهو مدور الهامة، معتدل القامة، بعيد من الدمامة، عريض الصدر ضرغامة (2) كبير العينين، آنف الفخذين، أخمص الساقين، عظيم البطن سوي المنكبين. قال: يا سلمان ادع لنا عليا، فجاء حتى دخل المسجد، فالتفت إليه الهام وقال: هاهو يارسول الله بأبي أنت وامي، هذا والله وصيك فأوص امتك أن لا يخالفوه فإنه هلك الامم بمخالفة الاوصياء، قال: قد فعلنا ذلك يا هام، فهل من حاجة فإني احب قضاءها لك ؟ قال: نعم يا رسول الله احب أن تعلمني من هذا القرآن الذي انزل عليك تشرح لي سنتك وشرائعك لاصلي بصلاتك، قال: يا أبا الحسن ضمه إليك وعلمه، قال علي (عليه السلام): فعلمته فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي وآيات من آل عمران والانعام والاعراف والانفال وثلاثين سورة من المفصل، ثم إنه غاب فلم

                (1) في الروضة و (م): لقد سبقت الانبياء. (2) الضرغام - بكسر الضاد - الشجاع القوى.

                [57]
                ير إلا يوم صفين، فلما كان ليلة الهرير نادى: يا أمير المؤمنين اكشف عن رأسك فإني أجده في الكتاب أصلعا، قال: أنا ذلك، ثم كشف عن رأسه وقال: أيها الهاتف اظهر لي رحمك الله، قال: فظهر له فإذا هو الهام بن الهبم، قال: من تكون ؟ قال: أنا الذي من علي بك ربي وعلمتني كتاب الله وآمنت بك وبمحمد (صلى الله عليه وآله)، فعند ذلك سلم عليه وجعل يحادثه ويسأله، ثم قاتل إلى الصبح ثم غاب، قال الاصبغ بن نباتة: فسألت أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ذلك عنه قال: قتل الهام بن الهيم رحمة الله عليه

                وهذا الحديث ورد في كتب المخالفين من أهل السنة مبتورا عن عمر بن الخطاب بطريقة لا فائدة فيها تقريبا :

                العاشر من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي ( الْجُزْءُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمَشْيَخَةِ الْبَغْدَادِيَّةِ رقم الحديث: 8
                (حديث مرفوع) وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الصَّابُونِيُّ ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْيَشْكُرِيُّ ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودٌ عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصًا ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ؛ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ؛ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : " فَمَنْ ؟ " . قَالَ : هَامَةُ بْنُ الْهيمِ بْنِ لاقِيسَ بْنِ إِبْلِيسَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلا أَبَوَانِ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " فَكَمْ أَتَى لَكَ مِنَ الدَّهْرِ ؟ " قَالَ : قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عُمْرَهَا إِلا قَلِيلا ، قَالَ : " عَلَى ذَلِكَ ؟ " قَالَ : كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ ابْنُ أَعْوَامٍ أَفْهَمُ الْكَلامَ ، وَأَمُرُّ بِالآكَامِ ، وَآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ ، وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِئْسَ لَعَمْرُو اللَّهِ عَمَلُ الشَّيْخِ الْمُتَوَسِّمِ وَالشَّابِّ الْمُتَلَوِّمِ " . قَالَ : ذَرْنِي مِنَ التَّرْدَادِ يَا مُحَمَّدُ ، فَإِنِّي قَدْ تُبْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي ، ثُمَّ لا جَرَمَ إِنِّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ . قُلْتُ : يَا نُوحُ إِنِّي كُنْتُ مِمَّنْ أَشْرَكَ فِي دَمِ السَّعِيدِ الشَّهِيدِ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ ، فَهَلْ تَجِدُ لِي عِنْدَ رَبِّكَ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ : " يَا هَامَةُ هُمَّ بِالْخَيْرِ وَافْعَلْهُ قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ ، إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ تَابَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَالِغٌ ذَنْبُهُ مَا بَلَغَ إِلا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَقُمْ فَتَوَضَّأْ ، وَاسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَتَيْنِ " . قَالَ : فَفَعَلْتُ مِنْ سَاعَتِي مَا أَمَرَنِي بِهِ ، قَالَ : " ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقَدْ نَزَلَتْ تَوْبَتُكَ مِنَ السَّمَاءِ " . قَالَ : فَخَرَرْتُ لِلَّهِ تَعَالَى سَاجِدًا حَوْلا , وَكُنْتُ مَعَ هُودٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي ، وَقَالَ : " لا جَرَمَ إِنِّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ " . وَكُنْتُ مَعَ صَالِحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ ، حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي ، وَكُلُّهُمْ : وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ، وَكُنْتُ وَزِيرًا لِيَعْقُوبَ وَكُنْتُ مِنْ يُوسُفَ الأَمِينُ وَكُنْتُ أَلْقَى إِلْيَاسَ فِي الأَوْدِيَةِ وَأَنَا أَلْقَاهُ الآنَ ، وَإِنِّي لَقِيتُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَعَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ ، وَقَالَ لِي : إِنْ لَقِيتَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ ، وَإِنَّ عِيسَى قَالَ لِي : إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ . قَالَ : فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنَيْهِ بِالْبُكَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : " وَعَلَى عِيسَى السَّلامُ مَا دَامَتِ الدُّنْيَا ، وَعَلَيْكَ يَا هَامَةُ بِأَدَائِكَ الأَمَانَةَ " . قَالَ هَامَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ افْعَلْ بِي مَا فَعَلَ بِي مُوسَى عَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ . فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْوَاقِعَةَ ، وَالْمُرْسَلاتِ ، وَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ سورة النبأ آية 1 ، وَ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ سورة التكوير آية 1 ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سورة الإخلاص آية 1 . وَقَالَ : " ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ يَا هَامَةُ وَلا تَدَعْ زِيَارَتَنَا " . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْعَهُ لَنَا ، وَلا أَدْرِي أَحَيٌّ أَمْ مَيِّتٌ .

                اتمنى ان يحقق الاخوة هذه الروايات ، واما الرواية السنية فانها واضحة البتر وعدم الفائدة الكثيرة ، واما رواية فضائل ابن شاذان ففيها تفصيلات مهمة ، وقد وجدنا في الابحاث المتأخرة وقوع بعض الالفاظ في التوراة والانجيل تصدق ما وقع فيها من اسم النبي محمد ص مثل ميد ميد وتلفظ ايضا ماد ماد وهذه اسرار لا يعلمها كل احد فقد تكون قرينة على تحقيق الواقع بما لا يحتاج الى سند .

                تعليق


                • #38
                  تأملات في سفر الحكمة.
                  تشويه نص من اجل اخفاء نبوءة خطيرة.
                  إيزابيل بنيامين ماما آشوري .

                  قلت له : يسوع لم يكن رجل حرب ابدا ولعل السبب قصر مدته التي قام بالتبليغ فيها برسالته والتي لم يُفسح له المجال ان يُتممها فتركها شوهاء عرجاء فصعد إلى ر...به حاملا معه إنجيله تاركا الامة العاصية إلى مصيرها بعد أن القى عليهم حجة مجيء (القديم الايام) النبي القادم من تيماء ومعهُ إيليا.

                  قال نعم ما نقوليه صحيح ولكن الاباء حفظوا وصاياه واوصلوها إلينا.

                  قلت له : لست بصدد مناقشة الوصايا التي اوصلها الاباء، لان الآباء اوصلوا لنا خرافات لا يقبلها العقل . ولكني بصدد مناقشة نص ورد في سفر الحكمة عن شخص سوف يقوم بوجه أعدائه حاملا سيفا ماضيا سوف يُحارب به العالم كله ثم ينتصر يطلق عليه السفر لقب (الصدّيق) ويقول عنه بأنه سوف يقلب عروش المقتدرين وأن علامة بغضه نفاق وببغضهم له يكونوا من المرتدين . فمن هو يا ترى ؟ (1)

                  سكت وتأمل ثم قال : انه يسوع في مجيئه الثاني سوف يكون محاربا حاملا سيفه لكي يفرض السلام على العالم.

                  قلت له : ولكن الكتاب المقدس لا يطلق على يسوع كلمة الصديق ابدا فمن أين جئت بها انت ؟ علما ان الكتاب المقدس يطلق على أوصياء الانبياء ومختاريهم بانهم صديقون. وقد قال سفر المزامير بان : ((الصديق يرث الأرض ويسكنها إلى الأبد)). كما في المزامير 37:29

                  قال هكذا نفهم نحن النصوص.

                  قلت له وهل عندك مصدرا لذلك ؟
                  سكت .
                  تأملت في النص الذي ورد في سفر الحكمة وكأنه يحكي قصة شخصية مقدسة ظلمها قومها فجلست طويلا ثم نهضت بالامر بقوة وجرأة عظيمة حتى أن أعدائه يضطربون هذا الصديق جعل الرب حكومة العدل على يديه فكرمه بأن جعلها في ابنه ولذلك نرى الوصف مشوشا بعض الشيء نظرا لتعاقب الترجمات وتبدل الكلمات من ترجمة إلى أخرى ولكن بمقارنة النصوص القديمة وارجاع الكلمات إلى اصلها يتضح النص.
                  يقول في سفر الحكمة 5 : 1 : (( حينئذ يقومُ الصديق بجرأة عظيمة في وجوه الذي ضايقوه ، وجعلوا اتعابه باطله. فإذا رأوه يضطربون من شدة الجزع، وينذهلون من خلاص لم يكونوا يظنونهُ، ويقولون في أنفسهم نادمين، وهم ينوحون من ضيق صدورهم: هذا الذي كنا نتخذه سخرة .. لقد ضللنا عن طريق الحق، ولم يضيء لنا نور الولاية ولم تشرق علينا الشمس. فماذا نفعنا الكبرياء وماذا افادنا افتخار الاموال.وقد مضى ذلك كله كالظل .. يتسلح بغيرته ويُسلح الخلق للانتقام من الأعداء. يلبس البر درعا وحكم الحق خوذة، ويتخذ القداسة ترسا لا يقهر، ويُحدد غضبه سيفا ماضيا، والعالم يُحارب معهُ الجهّال. فتنطلق صواعق البروق وسخطه يرجمهم ببرد ضخم، ومياه البحار تستشيط عليهم، والانهار تلتقي بطغيان شديد. وتثور عليهم ريحٌ شديدة زوبعة تذريهم، والإثم يدمر جميع الأرض، والفجور يقلب عروش المقتدرين)).

                  ولكن الانانية التي يتمتع بها مترجموا الكتاب المقدس والآباء المقدسين عندما لم يجدوا تفسيرا لهذه النبوءة ولم يعرفوا على من نزلت ولماذا تفوه بها سليمان الحكيم ومن هذا الشخص الذي بغضه نفاق وان ولده سيدمر عروش المقتدرين عمدوا إلى التشكيك في السفر كله وزعموا ان كاتبه يهودي كما يقول قاموس الكتاب المقدس دائرة المعارف الكتابية المسيحية حول تفسير كلمة ــ سفر الحكمة ــ

                  (( لفترة طويلة عُرف سفر الحكمة بإسم (سفر حكمة سليمان) وحتى القرن الرابع الميلادي، حين استنتج جيروم (Jerome) بدراسته للفكر اليوناني ولأسلوب هذا السفر، أن نبي الرب سليمان ليس هو الذي كتبه، ومن ثم غير عنوان السفر إلى (سفر الحكمة) دون أن ينسبه إلى شخص معين.وبهذا اثبت جيروم بأن هذا السفر على طوله هو سفر مجهول لا علاقة له بالكتاب المقدس، ولكن الدكتور سمعان كهلون في كتابه (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين - طبعة بيروت 1937 ص303 و305) يقول: سفر الحكمة على جانب عظيم من البلاغة وعمق المعانى الروحية وقد كُتِبَ بأسلوب يدل على تضلع تام من اللغة اليونانية. ويرجح أن كاتبه يهودى مصرى عاش بين عامى 15 و50 قبل الميلاد وكان متضلعاً من الفلسفة اليونانية.

                  فمن اجل حرف النص عن معناه الأصلي يعمد علماء الكتاب المقدس إلى الطعن في مصداقية هذا الكتاب فلا يهمهم ان يوصم كتابهم المقدس بالتحريف مادام الغرض هو اخفاء الحقيقة عن الناس.
                  وصدق الكتاب المقدس حينما يقول في سفر المزامير 56: 5 (( اليوم كلهُ يُحرفون كلامي. عليّ كل أفكارهم بالشر)). فلماذا تلوموا الاخرين إذا اتهموا كتابكم بأنه محرف؟

                  المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــــ
                  1- هذا ما ورد في سفر الحكمة 3 : 10 حيث قال : (( أما المنافقون فسينالهم العقاب ، إذ استهانوا بالصدّيق، وارتدوا عن الرب، رجاؤهم باطل واتعابهم بلا ثمرة، وأعمالهم لا فائدة فيها. نساؤهم سفيهات،وأولادهم أشرار ونسلهم ملعون)). بحثت عن هذا الصدّيق فلم اجد من تنطبق عليه هذه المواصفاة سوى شخصية واحدة في الاسلام.

                  تعليق


                  • #39
                    ظاهرة قطع الرؤوس اغرب وصفة طبية لرفع الوباء .
                    إيزابيل بنيامين ماما آشوري.
                    لعل الكثير من الناس يستغربون مسألة ولع التكفيريين من دواعش ونصرة وقاعدة ولعهم الكبير بقطع الرؤوس وتعليقها ولكن إذا قراوا نصوص التوراة النازلة بقطع الرؤوس سوف يزول ...عجبهم ويعرفوا ان لهذه الحركات اصول توراتية تلمودية مولعة بقطع الرؤوس حتى أن احد معارك اليهود مع بني مديان احصوا رؤوس الاطفال والنساء فكانت أكثر من سبعين الف رأس تم فصله عن الجسد . فكل من يقع خارج الدين اليهودي فهو راس أينع وحان قطافه.
                    في سفر العدد تُطالعنا اغرب وصفة طبية انزلها الرب من السماء على صدر موسى لإزالة الوباء وهي إلى هذا اليوم آيات تتلى في توراة اليهود.
                    فعندما وقع الوباء في اليهود نتيجة انحرافهم وعبادتهم (للعجل والبعل) واوشك الوباء على اجتثاث شأفتهم وابادتهم تضرع الشعب إلى الرب فقال الرب لموسى : (( خُذ جميعَ رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس، فيرتد حمو غضب الرب)).(1)
                    فقال موسى لقضاة إسرائيل : (( اقتلوا كل واحد قومه)) اي ان يحمل كل يهودي سكينه ويقتل ابنه واخاه وجاره وو. وهذا النص أيده القرآن بقوله في سورة البقرة 54 : ((وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم)).
                    ولكن التوراة كعادتها في ليّ النص وتزويره وتحويره وتحريفه زعمت ان الله ندم وقرر ان يُخفف حكم قطع رؤوس اليهود حبا لهم لانهم شعبه المدلل المختار وذلك نتيجة لتضرع فينحاس بن العازر الكاهن ، فوضع الرب وصفة طبية عجيبة لكي يرفع بها الوباء والقتل عن اليهود واوحى لفنحاس ان يحمل رمحا ويقتل اول من يدخل إلى الهيكل
                    وفعل فنحاس وحمل الرمح ودخل الهيكل فوجد رجلا وامرأة دخلا للعبادة فلما رأى ذلك فينحاس الكاهن ((قام من وسط الجماعة وأخذ رمحا بيده ودخل وراء الرجل إلى القبة وطعن كليهما، الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها، فامتنع الوبا عن بني إسرائيل، وكان الذين ماتوا بالوباء أربعة وعشرين ألفا )). (2)
                    وهكذا أبعد الرب الوباء عن اليهود في وصفة طبية عجيبة ورفع حكم القتل عن اليهود ببركة تعليق رؤوس عباده على رؤوس الاشجار تلفحها الشمس وابعد عنهم الشر ببركة دماء رجل وامرأة ابرياء دخلوا الهيكل للعبادة.
                    فلا نستغرب إذا راينا المذاهب المنحرفة التي يصنعها هؤلاء اليهود تركز في أعمالها على قطع الروؤس وقتل الابرياء. وإلا فما هو ذنب أكثر من سبعين ألف رأسا يأمر الرب نبيه موسى بتعليقها امام الشمس لكي يرضى هذا الرب المتعطش للدماء الذي يسره ان يرى رؤوس خلقه تتأرجح في الهواء تلفحها الشمس.
                    يأمر التناخ حملة السيوف بقطع رؤوس اعدائهم ودحرجتها على الأرض وركلها بالاقدام والقائها من سفوح الجبال على الاعداء لكي ترهبهم ، ولكن الاعجب من هذا ان نرى هذه الظاهرة متفشية بين الارهابيين حيث يقومون بقطع رؤوس مخالفيهم ودحرجتها على الأرض كانها الكرة يركلونها باقدامهم فهل هي مصادفة ام ان هناك تخطيطا لتجسيد كل نصوص التوراة في واقع الامم الاخرى التي تحارب اليهود.
                    المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــ
                    1- سفر العدد الاصحاح 25 : 8 .
                    2- سفر العدد الاصحاح 25 :12.
                    http://im50.gulfup.com/bxTq4g.png

                    تعليق


                    • #40
                      تأملات في سفر يشوع بن سيراخ . رد الشمس .
                      إيزابيل بنيامين ماما آشوري

                      في مخطوطة نادرة صوّرها الاب (عطية دانيال السرياني) من مكتبة الفاتيكان السرية سنة (1945) وجلبها معه إلى (دير ماردين) حيث فسر الاعمال التي تحققت على يد (يوشع) نائب موسى ووصيه على بني إسرائيل من بعده ، وجد ان الرب سمع ليوشع فأوقف له الشمس وارجعها له لحين الانتهاء من قتال الاعداء فقد قارن بين ما حصل في (سفر يشوع بن سيراخ ) وما يسمعه من احاديث حول رد الشمس لشخص آخر في الاسلام وهو أيضا وصي لنبي.


                      ثم زار الاب عطية مكان رد الشمس فوجده بالقرب من خرائب بابل فتعجب الاب عطية لهذا الاتفاق الغريب ان تكون معركة هذا القائد الاسلامي في نفس مواصفاة مكان معركة يوشع سهل كبير ممتد حتى سفوح قرقيسيا وتكون صلاته بالقرب من خرائب مدينة قديمة وهي نفس الاشارة إلى ان يوشع صلى بالقرب من خرائب مدينة السلط قبل انتصاره على عماليق.

                      فماذا وجد الأب عطية في سفر يشوع بن سيراخ ؟؟

                      يحكي هذا السفر قصة عجيبة لوصي موسى وخليفته على قومه . مواصفاة لا تتوفر إلا في نمط خاص من الناس تم اعدادهم اعدادا الهيا على يد ملك عظيم او نبي .
                      لنترك النص هو الذي يتحدث ثم نأتي بتفسير الاب عطية دانيال .

                      أولا ان انتخاب (يوشع) وصيا لموسى كان بأمر الرب وبالقرب من غدير ماء عفرون . كما نرى ذلك واضحا في سفر العدد 27: 18(( فقال الرب لموسى: خذ يشوع بن نون، رجلا فيه روحُ ، وضع يدك عليه، وأوقفهُ قدام .. كل الجماعة، وأوصهِ أمامَ أعينهم)).

                      إذن هو وصي من قبل الرب وشهد (الجماعة) كلهم ذلك وعرفوه . فبماذا يتميز هذا الوصي عن باقي الجماعة.
                      يقول سفر يشوع بن سيراخ 46:1 ((كان يشوع بن نون رجل بأس في الحروب، خليفة موسى . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين، ما أعظم مجده عند رفع يديه، وتسديد حربته على المدن. من قام نظيره من قبله؟ إن الرب نفسه دفع إليه الأعداء. ألم ترجع الشمس إلى الوراء على يده، وصار اليوم نحوا من يومين؟ دعا العلي القدير إذ كان يهزم الأعداء من كل جهة، فاستجاب له الرب العظيم أهلك المقاومين دعا الرب القدير، عندما كان أعداؤه يضيقون من كل جهة فأرعد الرب من السماء، وبقصيف عظيم أسمع صوته)).

                      يقول الاب عطية ان يوشع هذا وقفت له الشمس حتى صلى صلاته عندما كان ذاهبا لحرب اعدائه ، وان الرب انتصر على خصومه بسيف هذا الشاب القوي الذي له السيف الماضي ذو الحدين .

                      ثم يتسائل الاب عطية عن هذا السر ويقول : هل عاد يشوع الشاب ليتجسد في هذه الامة بشخصية اخرى لها نفس المواصفاة والمزايا التي وهبها الرب لوصي موسى ؟
                      أن يكون بطلا مهابا صوته الرعد رجل بأس في الحروب، خليفة نبي . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين يحمل في يمينه سيفا ماض ذو حدين . ترجع له الشمس ويكون منصورا بإذن الرب .

                      انها الاسرار التي حفل بها الكتاب المقدس فلا نجد لها تفسيرا بل نجد لها تجسيدا. (2)

                      المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــ

                      1- (يشوع وهو من سبط أفرايم وكان اسمه هوشع وعند المسلمين يوشع). القس انطونيوس فكري ، تفسير سفر الخروج .

                      2- مقتطفات من تفسير الأب عطية دانيال السرياني على سفر يشوع بن سيراخ (مقارنة بين نصين)




                      ‏تأملات في سفر يشوع بن سيراخ . رد الشمس . إيزابيل بنيامين ماما آشوري في مخطوطة نادرة صوّرها الاب (عطية دانيال السرياني) من مكتبة الفاتيكان السرية سنة (1945) وجلبها معه إلى (دير ماردين) حيث فسر الاعمال التي تحققت على يد (يوشع) نائب موسى ووصيه على بني إسرائيل من بعده ، وجد ان الرب سمع ليوشع فأوقف له الشمس وارجعها له لحين الانتهاء من قتال الاعداء فقد قارن بين ما حصل في (سفر يشوع بن سيراخ ) وما يسمعه من احاديث حول رد الشمس لشخص آخر في الاسلام وهو أيضا وصي لنبي. ثم زار الاب عطية مكان رد الشمس فوجده بالقرب من خرائب بابل فتعجب الاب عطية لهذا الاتفاق الغريب ان تكون معركة هذا القائد الاسلامي في نفس مواصفاة مكان معركة يوشع سهل كبير ممتد حتى سفوح قرقيسيا وتكون صلاته بالقرب من خرائب مدينة قديمة وهي نفس الاشارة إلى ان يوشع صلى بالقرب من خرائب مدينة السلط قبل انتصاره على عماليق. فماذا وجد الأب عطية في سفر يشوع بن سيراخ ؟؟ يحكي هذا السفر قصة عجيبة لوصي موسى وخليفته على قومه . مواصفاة لا تتوفر إلا في نمط خاص من الناس تم اعدادهم اعدادا الهيا على يد ملك عظيم او نبي . لنترك النص هو الذي يتحدث ثم نأتي بتفسير الاب عطية دانيال . أولا ان انتخاب (يوشع) وصيا لموسى كان بأمر الرب وبالقرب من غدير ماء عفرون . كما نرى ذلك واضحا في سفر العدد 27: 18(( فقال الرب لموسى: خذ يشوع بن نون، رجلا فيه روحُ ، وضع يدك عليه، وأوقفهُ قدام .. كل الجماعة، وأوصهِ أمامَ أعينهم)). إذن هو وصي من قبل الرب وشهد (الجماعة) كلهم ذلك وعرفوه . فبماذا يتميز هذا الوصي عن باقي الجماعة. يقول سفر يشوع بن سيراخ 46:1 ((كان يشوع بن نون رجل بأس في الحروب، خليفة موسى . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين، ما أعظم مجده عند رفع يديه، وتسديد حربته على المدن. من قام نظيره من قبله؟ إن الرب نفسه دفع إليه الأعداء. ألم ترجع الشمس إلى الوراء على يده، وصار اليوم نحوا من يومين؟ دعا العلي القدير إذ كان يهزم الأعداء من كل جهة، فاستجاب له الرب العظيم أهلك المقاومين دعا الرب القدير، عندما كان أعداؤه يضيقون من كل جهة فأرعد الرب من السماء، وبقصيف عظيم أسمع صوته)). يقول الاب عطية ان يوشع هذا وقفت له الشمس حتى صلى صلاته عندما كان ذاهبا لحرب اعدائه ، وان الرب انتصر على خصومه بسيف هذا الشاب القوي الذي له السيف الماضي ذو الحدين . ثم يتسائل الاب عطية عن هذا السر ويقول : هل عاد يشوع الشاب ليتجسد في هذه الامة بشخصية اخرى لها نفس المواصفاة والمزايا التي وهبها الرب لوصي موسى ؟ أن يكون بطلا مهابا صوته الرعد رجل بأس في الحروب، خليفة نبي . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين يحمل في يمينه سيفا ماض ذو حدين . ترجع له الشمس ويكون منصورا بإذن الرب . انها الاسرار التي حفل بها الكتاب المقدس فلا نجد لها تفسيرا بل نجد لها تجسيدا.

                      (2) المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــ


                      ـ 1- (يشوع وهو من سبط أفرايم وكان اسمه هوشع وعند المسلمين يوشع). القس انطونيوس فكري ، تفسير سفر الخروج . 2- مقتطفات من تفسير الأب عطية دانيال السرياني على سفر يشوع بن سيراخ (مقارنة بين نصين)‏

                      تعليق


                      • #41
                        الامامة في القران الكريم


                        إن الهدف الذي نتوخاه من هذه الدراسة هو فهم حقيقة الامامة ودورها في عالم الغيب بعد ان استوفى الباحثون حقيقتها في عالم الشهادة، ونعتمد في ذلك على الآيات الكريمة التي تحمل معان نورانية لنستوحي منها معاني تلك القناة المعصومة المرتبطة بالغيب.

                        وهاهنا ملاحظة مهمة: أنه يجب الالتفات إلى أن القرآن الكريم قد صدر من الحكيم العالم بخفايا الامور، والعارف بأساليب اللغة ومفرداتها، فالالفاظ المستخدمة في القرآن ليست قوالب لفظية شعرية وأدبية بغرض ابراز الجمال الادبي، بل إن وراء استخدام ألفاظ دون أخرى أو صياغات معينة دون غيرها غاية وهدف ومعنى يرمي إليه القران، وعدم فهم كلام الباري بهذا النحو يكون ابتذالا وتوهيناً للمعاني القرآنية وتزييفا لمعارفه ويخالف قوله تعالى {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء } فليس المراد أن القرآن فيه تبيان للحقائق التشريعية فقط، بل أن القرآن فيه بيان للحقائق التكوينية أيضا، كما يظهر من كثير من الآيات التي تذكر خلق العالم وسنن التكوين، وأن هذا القران الحامل لسبعين بطنا لا يجوز لنا أن نقف أمام الظاهر فقط بل يجب الغوص في حقائق معانيه وما تحمله الالفاظ من معارف، بل نجد أن البعض يقدس القرآن ويسلّم بعظمته لكنه عندما نلاحظ فهمه لآياته نجده يبتذل معانيه ويقف عند حاق اللفظ والظاهر فقط جاهلا أن الالفاظ ليست هي الهدف والغاية، بل هي قنطرة للوصول إلى المعنى المراد فيجب تجاوز منطق الادب وعلومه، فتنفتح أمام الانسان حينئذ تلك المعاني العالية الدقيقة التي تحتاج إلى موازين العقل والمنطق. وهذه نقطة نفترق بها عن العامة الذين حجبوا عن أعينهم تلك الأمور.
                        وقد قسمنا الآيات التي تتحدث عن الامامة إلى طوائف عدة نتناولها بالتفصيل.


                        الطائفة الأولى:

                        آيات استخلاف آدم، من الوقائع القرآنية العجيبة التي يحكي بها الحق تعالى بدأ الخلقة وكيفية خلق آدم (عليه السلام) وامر الملائكة بالسجود إليه، وهي من الآيات التي تحمل معان كبيرة تدللنا على موقع الامامة في الوجود الامكاني، ويمكن القول أنها تمثل البوابة لهذا البحث والعلامة الأم لهذا الموقع الإلهي. وقد تكرر ذكر هذه الواقعة أو مقاطع منها في مواضع كثيرة من القرآن في السور التالية:

                        1 ـ سورة البقرة 2: 30:

                        {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوْا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتَما وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
                        وهذه السورة تحوي جميع مقاطع الواقعة منذ إخبار الله الملائكة بخلق آدم وحتى هبوطه إلى الأرض.

                        2 ـ سورة الكهف: 50:

                        {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}.

                        3 ـ سورة الحجر: 28:

                        {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَال مِّنْ حَمَإ مَّسْنُون فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}.

                        4 ـ سورة الاسراء: 61:

                        {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ ءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً قَالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاََحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً}.

                        5 ـ سورة طه: 115:

                        {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَّيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْك لاَّ يَبْلَى فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْض عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ...}.6 ـ سورة الاعراف: 11 ـ 25:
                        {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكِةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَار وَخَلَقْتَهُ مِن طِين...}

                        7 ـ سورة ص: 71 ـ 75:

                        {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِين.....}

                        وقبل الاستعراض التفصيلي لهذه الطائفة نذكر عدة ملاحظات:

                        1 ـ إن هذه الواقعة العجيبة التي يذكرها الله جلّ وعلا لعباده تحتوي على معان جليلة وعظيمة وتستحق وقفة مطولة.

                        2 ـ إن ستة سور من التي وردت فيها القصة مكية، وسورة واحدة مدنية وهي البقرة.

                        3 ـ إن العنصر المشترك المتكرر في كل هذه الموارد السبعة هو أمر الملائكة بالسجود لآدم وامتناع ابليس عن ذلك.

                        4 ـ تمتاز سورة البقرة بورود نص الاستخلاف فيها ومناقشة الملائكة فيه، وهذا لم يتكرر في الموارد الاخرى.

                        5 ـ قد رتبنا السور المكية التي ورد فيها هذه القصة حسب النزول.

                        تعليق


                        • #42
                          وسوف تكون دراسة هذه الحادثة في مقامات أربع:


                          أولاً: دراسة الألفاظ الواردة فيها

                          نبدأ بدراسة الواقعة كما وردت في سورة البقرة والتدقيق في المعاني الواردة فيها:

                          الملائكة: وهو وإن كان جمع معرف باللام ويفيد العموم أي جميع الملائكة إلا أن بعض الروايات تشير إلى أنهم قسم من الملائكة لا أقل من نمط جبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل، لكن ادخال عنصر غيب السماوات والارض يدل على أن الملائكة في الواقعة لم يكونوا صنفا خاصا منهم بل عموم الملائكة إذ أن ما غاب عنهم هو خاف على كل السماوات والارض. كما ان الخطاب للملائكة بإخبارهم عن جعل عام وهو جعل الخليفة، ولم يخصص بآدم.
                          في الارض: وفيه احتمالات ثلاث:

                          أ - أن تكون متعلقة بـ(خليفة).

                          ب ـ أن تكون متعلقة بالضمير المستتر في (خليفة) لأنها مشتق.

                          ج ـ أن تكون متعلقة بـ(جاعل).

                          فعلى الاحتمال الاول يكون المعنى أن الخليفة مقيد في الارض، فدائرة الخلافة تكون محددة حينئذ بالأرض.

                          وعلى الاحتمال الثاني تكون دائرة الخلافة مطلقة غير محددة، والمستخلف مقيد بكونه أرضيا فهو انسان أرضي دائرة خلافته مطلقة غير محددة فتشمل كل عالم الخلقة.

                          وعلى الاحتمال الثالث فحيث أن (جاعل) تتعدى إلى مفعولين الاول (في الارض) والثاني (خليفة) فيكون المعنى اخبارا من الله عز وجل أن الذي هو في الارض قد جعلته خليفة على نحو "جعلت الآجر بيتا".

                          أما الاحتمال الاول فهو بعيد حيث أن من البعيد جدا تقيد الخلافة في الأرض وذلك لمجموعة من القرائن نستوحيها من الآية نفسها:

                          أ - أن العلم الذي يمتلكه هذا الخليفة علم خاص يفوق علم الملائكة إذ أنه علم محيط بكل الاشياء حتى التي لا ترتبط بالواقع الأرضي - كما سوف نتبين ذلك لاحقا- فلو كانت خلافته محددة بالارض فما هو الحاجة لهذا العلم ثم ما هو الداعي لاظهار تفوق علمه على علم الملائكة بخلاف ما إذا كانت دائرة الاستخلاف غير محددة بالارض.
                          ب ـ إن إسجاد الملائكة لآدم يدل على الهيمنة التكوينية للمطاع بإذن الله، وهذه الطاعة وتلك الهيمنة إنما هي وليدة العلم بحيث أن الملائكة تستقي علومها منه كما سوف يأتي التدليل عليه، ومعلوم أن شؤون الملائكة ليست منحصرة بالارض بل بكل عالم الخلقة، فهذا يدل على أن دائرة الخلافة غير مقيدة بالارض بل هي تشمل كل عالم الخلقة غايتها هذا الموجود كينونة بدنه هي في الارض.

                          وقد يستشكل أنه لو كانت خلافته عامة لكل عالم الامكان فكيف يجعل متأخرا عن الملائكة أي كيف تتأخر خلقته عنهم؟؟ والجواب: ان خلقته غير متأخرة عنهم وأنما المتأخر هو وجوده الارضي أما أصل الخلقة فإنها لم تتأخر عنهم كما سيتضح ذلك لا حقا.

                          ج ـ استنكار الملائكة وتساؤلهم لم يكن دائرا حول دائرة الاستخلاف بل حول الموجود الارضي، فهي فهمت أن هناك ذاتاً في الارض سوف تكون هي الخليفة فجاء الاستنكار، وبعبارة أخرى أن مقتضى كلامهم (أتجعل فيها من...) هو تعلق (في الارض) بالجعل.

                          د ـ إن مقتضى تقدم الجار والمجرور على لفظة الخليفة، مع صلاحية تعلقه بالعامل المتقدم يعين تعلقه به وخلاف ذلك يحتاج إلى قرينة.

                          أما بالنسبة إلى (جاعل) فإنها تأتي بمعنيين أحدهما بمعنى موجد وهو يتعدى إلى معمول واحد، والاخر يعني الصيرورة وهو يتعدى إلى معمولين، والاقرب ان يكون الوارد هنا الثاني، ومعمولاه هما (في الارض) و(خليفة) وهذا يؤدي نفس المعنى الذي نتوخاه وهو عدم تقييد وتحديد دائرة الخلافة في الارض.

                          إن اصل المعمولين مبتدأ وخبر فلو قدرنا المبتدأ (خليفة) والخبر (في الارض) فمقتضاه انه ليس في صدد جعل الاستخلاف بل هو أمر مفروغ منه، وأنما هو في صدد الاخبار عن الجعل الارضي لهذا الخليفة، أما لو كان العكس فإنه يعني أن كونه في الارض أمر مفروغ عنه والجعل والاخبار عن الاستخلاف، والاول أنسب وذلك لأن مسائلة الملائكة هو عن كينونته في الارض وعن هذا القيد الذي يظهر انه مجهول بالنسبة إليهم.
                          ويحتمل أن يكون الجعل بمعنى الايجاد فيأخذ معمولا واحدا، هو (في الارض) وخليفة صفة له، وقد يعترض عليه أن هذا التركيب يشبه قولك إني جاعل في البيت مسئولا أو إني جاعل في المؤسسة مديرا وهذا تقيد للمسؤولية والادارة؟؟ والجواب: أن هنا مناسبة بين المؤسسة والادارة والبيت والمسئولية في حين أنها مفقودة بين الارض والاستخلاف، كما أن القرائن التي ذكرناها سابقا من التعليم والا سجاد وما يأتي من تعليم الاسماء كلها تؤكد على ان الاستخلاف دائرته أوسع من الارض، ثم ان هذا الجعل مضافا إلى ظهوره في الاطلاق الزماني والتأبيد ما دام الموجود الارضي أن اعتراض الملائكة حيث يكفي في توجهه صدقه ولو بمقدار البرهة والفترة اليسيرة، فالتخطئة لهذا الاعتراض لابد ان يكون بنحو النفي والسلب المطلق له، وذلك بدوام وجود الخليفة ذي العلم اللدني ما دام الخلق البشري على الارض.

                          خليفة: والاستخلاف الوارد في القرآن على نحوين: استخلاف عام لنوع البشر والهدف منه إعمار الأرض والعالم الكوني، والثاني استخلاف خاص وهو خلافة الاصطفاء وهي المقصودة هنا وذلك لأن الحق تعالى قد ربط هذا الاستخلاف بالعلم اللدني المحيط، ومثل هذا العلم ليس لدى نوع البشر بل لدى فئة خاصة منتخبة من البشر، ولكن هذا لا يعني الاختصاص بآدم بل قد يعم فئة من بني البشر، نعم هو لا يعم كل البشر.

                          والفارق بين الاستخلاف والنيابة والوكالة، أن هذه العناوين تقتضي وجود طرفين أحدهما يتولى عن الآخر الفعل والعمل إلا أن دائرة التولي إذا كانت محدودة فتسمى وكالة ويتبع ذلك ضيق صلاحيات الطرف، وإذا اتسعت تسمى نيابة وتزداد صلاحيات الطرف، وإذا اتسعت أكثر تسمى ولاية، وإذا ازداد اتساعها تسمى خلافة و هي قيام شخص مقام آخر، فيقال خلف فلان فلانا أي حل محله، غاية الامر أنه في عالم الممكنات تكون بدلا عن فقد أي بعد فقد المستخلف في ذلك المقام، أما عندما تكون الخلافة عن الواجب فلا تكون عن فقد بل بنحو الطولية، فالله مالك الملك في السماوات والارض فهو يملك ويُقْدِر الملائكة على شيء، ولا هو فاقد للقدرة بل في عين تملكهم واقدارهم يكون مالكا وقادرا، فهذا الاستخلاف ليس هو التفويض الباطل بل هو اقدار وتمكين من دون تجاف وفقد.
                          فالمستخلف هو الله عز وجل والخليفة يكون هو الرابطة التكوينية بين الذات الأزلية ومورد الاستخلاف، نظير الافعال الاختيارية التي يقدم بها الفاعل المختار المخلوق فإنها إقدار وتمكين من مالك الملوك واستخلاف فيها من دون عزلة ولا إنحسار لقدرة واجب الوجود.

                          وأخيرا فإن عنوان الخليفة غير عنوان النبوة والرسالة بل يكون أهم شأنا منها لأنه يقوم مقام الله ويخلف الله بخلاف العنوانين.

                          تعليق


                          • #43
                            قال: إني أعلم ما لا تعلمون.

                            إن اعتراض الملائكة يدل على انهم تصوروا أن الهدف من ايجاد آدم هو اعمار الارض ولكن الآية تبين خطؤهم في فهمهم، ومحط اعتراض الملائكة أن من يصدر منه الافساد وسفك الدماء أي من يصدر منه الزلل والخطأ لا يتساوى مع من يكون معصوما عن الخطأ، فهم أحق بخلافته من هذا الموجود، وكان الجواب أن هذا الاعتراض منشؤه الجهل، حيث أن العصمة العملية ليست هي العاصمة فقط عن الزلل بل المهم هو العصمة العلمية التي تكون عاصمة حينئذ عن الزلل العملي أيضا، فالجهل العلمي هو الذي يسبب الوقوع في الاخطاء والزلل، ومن هذه الآية نعرف السر في حث القرآن على طلب العلم واستخدام العقل حيث أن التقدّس والتعبد غير مانع وعاصم من الوقوع في الخطأ بل العلم التام والصحيح هو العاصم الأتم، وبذلك يمكننا القول أن سؤال الملائكة ليس اعتراضا فهم مسلمون لله وخاضعون إليه إلا أنه سؤال استفهامي ناتج عن عدم احاطتهم بكل شيء فتصوروا أنهم أكثر أهلية لهذا المقام.
                            الاسماء: وهو جمع محلى باللام مفيد للعموم، والكلام في المراد من هذه الاسماء فذهب البعض إلى انها المعاني المختلفة، وبعض إلى أنها أسماء المعاني كلها، ولكن التدبر في الآيات الشريفة لا يساعد على الاقتصار على أي منها وذلك:

                            - أن العلم بهذه الاسماء أوجد امتيازاً لآدم على الملائكة وبه استحق الاستخلاف، وإذا كان هو ما ذكروه من المعلومات الحصولية فإن آدم بتعليمه للملائكة يصبحون في مستوى واحد، بل قد يكون تدبر اللاحق اشرف من السابق وعليه لا موجب لاستحقاق الافضلية لآدم على الملائكة.

                            - أن الاسماء لو كانت هي اللغات وأسماء هذه المعاني المتداولة فإن الحاجة إليها إنما هو لانتقال المعاني والمرادات بين الناس، والملائكة ذات كمال أعلى وأشرف من ذلك فإنها تطلع على النوايا من دون حاجة إلى الألفاظ فأي كمال تحصل عليه الملائكة في إنبائها بهذه الاسماء.

                            - أن هذه الاسماء أرفع من أن تصل إليها الملائكة مع تنوع شئونها ووظائفها حيث أنها جاهلة بها، خصوصا أن الملائكة كانت عالمة بشؤون الارض ولذا سألت عن هذا الموجود الارضي فلا يخفى عليها شأن من شؤون الارض، فلا بد أن تكون هذه الاسماء غير أرضية.

                            - في الآية اللاحقة عندما عرض الله جل وعلى المسميات أو الاسماء على الملائكة أشار إليها باسم الاشارة (هؤلاء) وهو يستخدم للعاقل الحي الحاضر ولا يقال للمعدوم ولا للجماد،وكذا استعمل ضمير الجمع للعاقل (هم) في جملة (عرضهم) وفي جملة (انبأهم باسمائهم فلما انبأهم بأسمائهم).
                            - إن تميز آدم عن الملائكة ظل حتى بعد إنباء الملائكة بهذه الاسماء أو بأسماء الاسماء.

                            - إن آدم لم يعلم الملائكة بهذه الاسماء بل أنبأهم والإنباء غير التعليم إذ أن التعليم هو العيان الحضوري، أما الانباء فهو إخبار بالعلم الحصولي.

                            - التعبير عن هذه الاسماء أنها (غيب السماوات والارض) فالاضافة هنا لامية وليست تبعيضية أي غيب للسماوات والارض لا أنه غيب من السماوات والارض أي ما وراء السماوات والارض وأنها كانت غائبة عن الملائكة بل خارجة عن محيط الكون.

                            وهذه القرائن والشواهد تدل على حقيقة واحدة:

                            أن هذه الاسماء لمسميات و وجودات شاعرة حية عاقلة عالمة أرفع مرتبة وأشرف وجودا من الملائكة، بل هي اشرف من آدم لأنه بالعلم بها استحق الخلافة، فهي اشرف مقام في الخليقة.

                            العلم: أن العلم الذي تعلمه آدم من قبل الحق تعالى لم يكن بالتعليم الكسبي الحصولي إنما هو بالعلم الحضوري، وهو نوع من الارتباط والرقي للروح إلى عوالم عالية حيث ترتبط الروح بتلك العوالم العلوية عيانا وحضورا، والحديث هنا ليس في مقام الرسالة والنبوة بل في مقام الخلافة وخليفة الله.

                            إذن فالعلم المذكور هنا هو خارج حد الملائكة، لذا نفي التعليم عنهم حتى بعد إنباء آدم يدل على ان هذا المقام هو غير مقام النبوة بل هو مقام الامامة والخلافة كما ترتب عليه إطواع وإتباع الملائكة له.
                            ثم أن هذا التعليم لآدم كان قبل دخوله الجنة وقبل نزوله للأرض كما يتفق عليه المفسرون أي قبل أن يكون مقام النبوة لأدم، وقد يقال أن من إنبائه للملائكة يدل على كونه نبيا لهم لكن هذا ليس من قبيل النبوة الاصطلاحية للأرض حيث التكليف والعمل، وإنما الانباء هاهنا من قبيل التعليم اللدني الذي هو فوق مقام الملائكة.

                            ويذهب البعض إلى القول أن الخلافة التي جعلت عنوانا لهذا الموجود هي خلافة عن النسناس الأرضي وهذا خطأ فاحش بل بقرينة الانباء المزبور هو مقام خلافة الله عز وجل أي بمعنى الاقدار من قبله عز وجل.

                            ومما يدلل على أن العلم الوارد ليس علم النبوة والرسالة أن في هذا العلم لا يحتمل واسطة ملكية بين الله وبين آدم بينما في علم النبوة يحتمل واسطة الملك ويمكن وقوعها.

                            فهذه القرائن تدل على أن هذا العلم الذي تعلمه آدم نحو من العلم الحضوري الخاص، وأنه استحق به مقام الولاية والرتبة التكوينية، وهو فوق مقام النبوة والرسالة.

                            تعليق


                            • #44

                              إن كنتم صادقين.

                              إن القرآن في حديثه عن الصدق يذكر له مراتب من مقام الصديقين والصديق وهذه المراتب ليس في قبالها الكذب الاصطلاحي، بل هي مراتب اشتدادية في نفس الصدق وقد أشرنا قبل إلى قوله تعالى {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} حيث ذكرنا أن الله أصدق من سيد الكائنات وهذا لا يعني أنه كاذب ـ والعياذ بالله ـ فالاصدق دوام كلامه وسعته أكثر من الآخر، والامر الذي نريد التأكيد عليه أن مراتب الصدق لا يقابلها الكذب فالآية لا تدل على كذب الملائكة بل تشير إلى عدم واقعية ما حسبوه وتوهموه.
                              وهناك روايات تبين كيف الطريق إلى أن يكون الانسان من الصديقين وهو مقام أوسع من الصدق الخبري والمخبري، فالذي يكون أكثر علما وأكثر احاطة يكون أصدق من الاقل علما وذلك لان الاول يكون علمه محيطا والآخر أقل احاطة فتأتي علومه غير مطابقة، فالمقصود أن المراد هنا من الصدق الاحاطة وعدمها لا المطابقة للواقع وعدمها.

                              ونظير ذلك ما تصف الروايات بعض آيات القرآن أنها أصدق من آيات أخرى وأكثر احكاما وأكثر حقا،وهذا لا يقصد منه بطلان الآيات الاخرى بل يقصد منه أن تلك الآيات اكثر احاطة بالواقع فتكون أصدق وأحق وأحكم.

                              فالملائكة في هذه الآية يخبرون عن أحقيتهم وأهليتهم للخلافة في الارض حيث انهم أنبئوا عن استحقاق ذلك لمن تكون له العصمة العملية لا أنهم يخبرون عن واقع بل من باب المسائلة.

                              الإنباء: بناء على ما ذكرنا سابقا من أن استخدام الحق تعالى للالفاظ المختلفة ليس من باب التنوع اللفظي والنثر البلاغي، بل القرآن كتاب حقائق، وتغير اللفظ من موضع إلى آخر يدل على تغاير في المعنى الحقيقي المراد للحق تعالى.

                              فنلاحظ هنا أن الباري تعال أسند تعبيرين لهذه الاسماء أحدهما: وعلم آدم الاسماء كلها، والآخر: قوله للملائكة (أنبئوني) وأجابت الملائكة (لا علم لنا إلا ما علمتنا) فأمر آدم بانبائهم باسمائهم، فالارتباط بين الحق تعالى وآدم كان بالتعليم أما عندما أخبر آدم الملائكة كان بالانباء. وهذا التغاير يدل على أن الملائكة لم ينالوا العلم الحقيقي بهذه الاسماء.

                              والسر في هذا التغاير هو أن التعليم عياني حضوري، والانباء إخبار من وراء حجب الصور والمفاهيم وما شابه ذلك، فإضافة آدم مع ربه من نحو العلم الحضوري، وأما الاضافة بينه وبين الملائكة فهي اضافة انباء وهي درجة نازلة عن العلم، ومن القرائن على تلك المغايرة:
                              - أن الملائكة لو كانت قابلة لتعليم الاسماء لأصبحوا في الشرف سواء مع آدم، ولما كانت لآدم مزية عليهم فالملائكة لم يستحصلوا على ذلك العلم إلى آخر المطاف، خصوصا إذا لاحظنا أن الاهلية للخلافة غير منوطة بالاسبقية الزمانية للحصول على العلم بل الاهلية هي بالعلم وهي حاصلة لآدم.

                              - فاطلاع الملائكة لم يكن بالعلم اللدني ولو كان كذلك لما كانت حاجة لانباء آدم.

                              فالخلاصة أن الملائكة بعد إنباء آدم أصبح لديهم علما حصوليا بتلك المسميات.

                              غيب السماوات والأرض: ذكرنا في بحث الاسماء أن الاضافة في غيب السماوات هي اضافة لامية أي غيب للسماوات والارض، وقد جعل بعض العامة أن المراد بهذا الغيب هو ما كتمته الملائكة لكنه غير تام وذلك لأن قوله تعالى {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}(1) من عطف المغاير زيادة على الجملة السابقة إذ (ما تبدون) ليس من الغيب أصلا، وما كانت تكتمه هو أنها كانت ترى أنه لا يوجد من هو أقرب منها إلى الله كما يفهم من مفاضلتها ذواتها على مطلق من هو غيرها من المخلوقات، فليس هذا المراد من غيب السماوات والارض بل المراد منه أمر ليس بجزء من السماوات والارض.

                              ومقابل الاضافة اللامية التبعيضية أي خصوص غيب هو جزء من السماوات والارض وهو ينطبق عل الكونية المستقبلية لكن المورد ليس من هذه الموارد التي تكون الاضافة تبعيضية، وذلك لأنه مقام اظهار قدرته تعالى واحاطته وعجز الملائكة، وتمام العجز أن هذه الاسماء أمور غائبة عن العالم السماوي والارضي خارج محيط الكون،ومما يبعد معنى التبعيض وأن الغيب بمعنى المستقبل الذي هو جزء السماوات والارض أنه قد عرضهم على الملائكة فهي موجودات بالفعل لا مستقبلية، وهذا مما يعزز أيضا أن المراد غيب فعلي عن السماوات والارض، فإذن هي موجودات أحياء فعلية خارج إطار السماوات والارض.
                              أية السجود: وفيها موقفان يجب التأمل فيهما،أحدهما: أمر الله عز وجل الملائكة بالسجود لآدم، والآخر هو إباء ابليس واستكباره وكونه من الكافرين.

                              أما الامر الاول وهو السجود ففيه عدة نقاط:

                              - أن التساؤل يثار عادة هل أن السجود لغير الله تعالى صحيح أم لا؟ وهذه مسألة كلامية فقهية نتعرض لبعض جوانبها ومن ثم نذكر ما يمكن استيحاؤه من الآية الكريمة.

                              ذهب بعض الفقهاء إلى أن السجود ذاتيه العبادة، فأينما وقع فهو عبادة فلا يجوز ايقاعه لغير الله تعالى لأنه هو المعبود حقيقة، ولذا يذهبون إلى تأويل ما ورد في القرآن الكريم من السجود لغير الله تعالى إلى أنها تحمل على مطلق الخضوع والخشوع لا اداء تلك الحركة المعينة، لأنه من المحال أن يأمر الله تعالى بعبادة من ليس أهلا للعبادة فهو شرك وقبيح، ويستشهدون بما ورد من الأثر عن النبي (صلى الله عليه وآله): "لو كنت أمرا أحدا بالسجود لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، وهذا يعني عدم جواز الأمر بالسجود.

                              والجواب عنه: أن المستدل يستدل بوجهين أحدهما أن السجود ذاتيه العبادة، والآخر نهي الشارع عن السجود لغير الله.

                              أما الاول: فكون السجود -لو كان بمعنى الهيئة الجسمانية المخصوصة - ذاتية العبادة أول الكلام، بل أن السجود مظهر ومبرز للعبادة وفرق بين الأمرين،والشاهد على ذلك أن تلك الهيئة المعينة قد يوقعها الإنسان و مقصوده الرياضة أو الاستراحة أو أي أمر آخر، وهذا يدل على أن العبادية فيها متقومة بالقصد لا أن الهيئة متى وقعت كانت عبادة، وعليه نقول أن تلك الهيئة لو وقعت بقصد الاكرام والاحترام لا بقصد الخضوع العبادي فلا تكون عبادة، وقد مورس هذا النوع من التكريم والاحترام في الشعوب القديمة حيث كان يسجد للسلطان والملك كما في عهد النبي يوسف (عليه السلام)، ولم يكن في البين عبودية وهذا يدلل على أن تلك الهيئة ليست ماهيتها التكوينية العبادة، مضافا إلى أن أصحاب هذا الرأي لا يعتبرون الركوع عبادة مطلقا، ويجوّزون وقوعه لغير الله إذا كان القصد منه الاحترام والتكريم.
                              وبعبارة أدق أن الخضوع تارة عبودي وأخرى مطلق الاحترام والتكريم والتعظيم، والفارق بينهما أن الخضوع إن كان بقصد ان المخضوع له ذات واجبة الوجود بنفسه خالق متصف بجميع الكمالات بالذات فهو عبادة، وإن كان لا بقصد منتهى الخضوع ولا ان المخضوع له ذات مستقلة الوجود فلا يكون عبادة.

                              بل أن القبح يزول عن هذه الهيئة عندما يكون الآمر إلى هذا السجود هو الله عز وجل، بل يعد السجود لهذا الشخص هو منتهى الامتثال والخضوع لأوامر الله، بل هو منتهى الفناء والابتعاد عن أنانية الذات، والحق تعالى عندما يأمر بالسجود لا يكون أمرا بمعنى العبادة لغيره إذ أنه مستحيل، بل العبادة لله تعالى بتوسط الاحترام والخضوع لخليفته تعالى، وهذا ما توضحه كثير من الاخبار والآثار الواردة في ذيل السجود ليوسف (عليه السلام)، وفي آية {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ}(1)، إذ ليس المراد السجود لبيت موسى بل هو سجود لله وإكرام واحترام للشخص.
                              أما الوجه الثاني: فابتداء ليتنبه إلى أنه غير الوجه الاول إذ أنه يتم ولو فرض التنزل بأن السجود ليس ذاتيه العبادة فهو منهي عنه من قبل الشارع ايقاعه لغير الله.وبذلك لا نحتاج إلى تأويل آيات السجود في القرآن، بل بأن السجود بهذا المعنى لم يكن محرما في شريعة يوسف وموسى عليهما السلام، وعلى كل حال نقول أن السجود بمعنى العبادة لغير الله منهي عنه من قبل الشارع.

                              أما الآية الكريمة التي نحن بصددها فإنه - على ما ذكرنا - لا حاجة لتأويل السجود إلى معنى الخضوع والاحترام وما معناه،ولا حاجة إلى القول أن السجود على معناه الحقيقي ولا مانع منه لأنه لم يكن محرما إلا في شريعة الخاتم، لا حاجة إلى كل هذا بل نقول ان السجود لا مانع منه حيث لم يوقع بقصد العبادة.

                              مضافا إلى أنه لو كان منهيا عنه فيمكن أن يأمر الله تعالى به في هذا الموضع ويكون تخصيصا للنهي العام عن السجود لغير الله ولا مانع من تخصيص العام - على الوجه الثاني - حيث أن السجود كان تكريما لآدم، وقد أشارت الروايات من الفريقين إلى أن ابليس كان ومازال يستطيع التوبة بالسجود لآدم فلو سجد لتاب الله عليه، وهذا من سعة حلمه تعالى بعباده إلا أن ابليس أخذته العزة بالاثم فأبى عن السجود.

                              2 ـ ومن أجل الوصول إلى المعنى المراد من السجود في الآيات الكريمة نستعرض عدداً من النقاط:

                              أ ـ نعيد التذكير بأن القرآن كتاب حقائق فعندما نلاحظ لفظ كرر عدة مرات فلا يمكن القول أن التعبير به أمر أدبي بل يكون إشارة إلى ماهية معينة أراد الحق تعالى إفهامها لخلقه وهذا هو ما ذكرناه سابقا في مقدمة البحث.

                              ب ـ عبر في آية 29 من سورة الحجر {فَقَعُوا} حيث لم يكتف بذكر مادة السجود بل عبر بالوقوع الفوري وهذا فيه نوع من التشديد والتأكيد لمعنى الخضوع والتعظيم.
                              ج ـ أن حادثة السجود هي الحلقة المتصلة بين هذه السور السبعة فقد كررت في كل الآيات بخلاف بقية مقاطع قصة آدم.

                              د ـ أن لفظ السجود ومشتقاته تكرر كثيرا حتى في الآية الواحدة مثلا في سورة الحجر كررت 5مرات وفي الاعراف 4مرات وفي الاسراء وص كرر 3مرات،وهذا التكرار لهذه اللفظة لابد له من وجه لا أنه مجرد التحسين اللفظي والأدبي، بل يدل على محورية هذه الماهية وجعلها فيصلا بين الطاعة والمعصية.

                              هـ ـ في بعض الآيات ورد التأكيد على أن الامر بالسجود كان لجميع الملائكة ولم يكتف بدلالة الجمع المحلى بأل (الملائكة) بل أردف بالتأكيد بـ (أجمعون) و(كلهم) للدلالة على الاستغراق.

                              و ـ إنه عندما رفض ابليس السجود لآدم عبر عن ذلك {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ} أي أن منشأ عصيان إبليس هو الإباء والاستكبار وفي مقابله طاعة الملائكة الذي يقابل الاباء والاستكبار وهو الانقياد والمتابعة والخضوع، فمعنى السجود المأمور به فيه زيادة على معنى الاحترام والتكريم بل هو اظهار لمطلق الانقياد (غير العبادي) لآدم، و ابليس لم يستكبر عن عبادة الله في الصورة بل استكبر عن أمر الله بالانقياد لآدم حيث زعم أن آدم أقل مرتبة منه.

                              ز ـ أن قوله تعالى في خطابه لابليس {مَالَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} منطو على ظريفة لا تحصل من التعبير بلفظ الملائكة أو الضمير ما منعك ان تكون معهم إذ وصفهم بالساجدين لبيان حالة الانقياد وهو السجود.

                              ح ـ نسبة آدم لله جل وعلا {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} فيها تشريف لأدم وأن خلقته وتسويته مباشرة من الله من دون توسيط الملائكة.ط ـ يظهر من بعض الآيات الحاكية لهذه الواقعة أن الامر بالسجود وقع مباشرة بعد خلقة آدم من دون وجود تراخي {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} وهذا يدل على التلازم والفورية وأن لا تمر فترة من بعد الخلقة من دون انقياد الملائكة به.
                              ي ـ أن تكرار هذا المقطع بالذات من دون بقية المقاطع فيه دلالة مؤكدة على أن ما جرى من الواقعة هو من باب المقدمة لهذا الأمر، وأن كل ما مضى كان اعداداً لها وبتعبير آخر أن المحاورة من إخبار الملائكة بالخلق وغيره كله جرى تمهيدا وبيانا لمقام هذا المخلوق الجديد حتى لا يكون الامر بالسجود مفاجئا للملائكة ولا تنفر منه ذواتهم.

                              فهذه 10 قرائن وملاحظات عامة على التعابير الواردة في هذا المقطع، أما ما يمكن استظهاره من المعاني في هذا الشأن فهو:

                              1 ـ كما ان انباء آدم للملائكة تعبير عن الهداية الا رائية وأنه استكمال لهم لولاه لما حصل لهم ذلك العلم، فإن السجود لآدم هو تعبير عن الهداية الايصالية والمتابعة العملية التي بدونها لا يحصل لهم أي كمال،وهذا الانقياد لم يكن لمجرد مخلوق بل إنما هو لمقام الخلافة الذي جعله الله تعالى لآدم فلازم مقام الخلافة عند الله هو متابعة وانقياد الملائكة والجن (بناء على القول المشهور ان ابليس من الجن) وهذا هو مفاد الامامة وهي المتابعة العملية والعلمية والهداية الا رائية والايصالية، ويثبت بذلك أن شؤون الامامة ليست للناس فقط وإنما هي تشمل الملائكة والجن.

                              2 ـ أن حدود إمامة آدم لا تقتصر على البشر بل تشمل الملائكة والجن أيضا.

                              3 ـ أن القرآن الكريم قد أثبت للملائكة وظائف وشؤون متعدد منها الحفظة، انزال الذكر، قبض الأرواح، نشر الرياح، اللواقح، المقسمات، نصرة الرسل وتأييدهم، تسبيح الله.....
                              ونتيجة أن علمهم كان من آدم وأن عليهم متابعة آدم والانقياد له وأنه حاز مقام الخلافة فهذه كلها تدل على أن لآدم الولاية التكوينية على الملائكة، وتكون شؤون الملائكة كلها تحت يده وفي تصرفه.

                              4 ـ أن خلافة آدم ليست خلافة مقيدة بل خلافة مطلقة ونستطيع أن نطلق عليها أنها خلافة اسمائية لله عز وجل وذلك لأنه بالعلم بالاسماء الشاعرة الحية العاقلة استحق مقام الخلافة، وأسماء الله لها تأثير في عالم الخلقة حيث أنها حقائق حية واقعية مهيمنة،حيث أن أفعال الله تعرف باسمائه وهي آثار وتوابع اسمائه فتكون بذلك كل القدرات الموجودة في عالم التكوين محاطة بها وهو ذلك المقام.

                              وبالطبع ليس هذا الثبوت بنحو التفويض الباطل العزلي بل هو اقدار من الله سبحانه وتعالى في عين ثبوت القدرة المستقلة الازلية لله عز وجل.

                              الأمر الثاني: إباء ابليس إن من المسلم به أن ابليس كان في جمع الملائكة عندما خاطبهم الله وأمرهم بالسجود لآدم، أما أن ابليس هل هو من الجن أو الملائكة فقد كان موضع خلاف وتعبير القرآن أنه من الجن {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} وهذا وإن كان له تفسيران أنه كان من الملائكة فصار من الجن وأن (كان) هنا بمعنى صار، أو أن يقال أنه من الجن وإنما تواجد في جمع الملائكة لأن الله جل وعلا، كان يكلفه بوظائف الملائكة وهذا نوع تشريف لابليس، والروايات الواردة تشير إلى أن لابليس قبل الامتحان مقاما رفيعا ويدل عليه انضمامه في الخطاب الموجه للملائكة، كما أن تشريفه بالخطاب الالهي يدلل على أنه كان من الموحدين، والمؤمنين بالله وبعالم الغيب والمعاد {أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} وأما انباء آدم للملائكة فقد كان حاضرا بمقتضى تواجده معهم. ومقتضى ذلك أن ابليس استحق الكفر لأنه لم يؤمن بالامامة،مقام خلافة الله، وبالتحديد لعدم طاعته لله عز وجل في الائتمام والانقياد لمن جعله الله اماما، ولم يذكر لابليس فعلا وعصيانا آخر استحق به هذا العقاب، وكانت النتيجة أن مصير ابليس هو جهنم وأن كل ما عمله قد ذهب سدى وهباء.
                              فهذا يثبت أحد معتقدات الامامية وهي ان النجاة مرهونة بالائتمام بخليفة الله في ارضه، وقد وصف ابليس بالكفر وهو على درجات، و يراد منه هاهنا الكفر الاصطلاحي الذي يقابل أصل الايمان ويستوجب الخلود في النار.

                              والكفر على قسمين: أحدهما بحسب الواقع دون الظاهر، والآخر بحسب الواقع والظاهر معا، والظاهري هو ما عليه الكفار الآن، واما الأول فهو ما نشاهده من المقصرين الذين اطلعوا على الادلة الحقة إلا انهم لم يؤمنوا {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}(1)، فهؤلاء وإن كانوا في الظاهر غير كافرين إلا أنهم بحسب الواقع كافرون، ويعاملون في الآخرة على طبق الواقع الحقيقي،وأما في هذه النشأة والدار فيعاملون معاملة ظاهر الاسلام، فالامامة مرتبة من مراتب التوحيد والايمان فهي توحيد في الطاعة كما ذكرنا ذلك مرارا في الفصل الاول،وبالتعبير الوارد في هذه الواقعة رأينا أن الكفر أطلق في قبال الائتمام كما اطلق في مقابل الايمان والتوحيد.

                              تعليق


                              • #45

                                كما أننا نلاحظ أن من أصعب الامتحانات الالهية في العقيدة هو الايمان بالامامة حيث أن هذين الموجودين الملائكة والجن لا يظهر منهم أي تمنع من الاستجابة لنداء التوحيد والنبوة بخلاف الامامة وهو الانقياد المطلق لخليفة الله والخضوع و السجود إليه حيث تمنع ابليس عن ذلك.

                                وبتعبير آخر أن أكمل مراتب التوحيد والايمان هو الامامة أي أن بها تمام التوحيد لا بمعنى أنها الأصل والباقي فرع.

                                ثانياً: الفوائد

                                بعد هذا الاستعراض للمقاطع الواردة في هذه الآيات الشريفة نستعرض الفوائد التي نقتطفها من هذه الآيات:

                                الفائدة الاولى: يمكن القول أن هذه الآيات تعتبر من أمهات الآيات الوارد ذكرها في قوله تعالى {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} وذلك لأنها تبين ركناً من أركان النجاة الاخروية، وتبين كيفية بدء الخليقة ومقام خليفة الله.

                                الفائدة الثانية: أن المفاد الاجمالي هو استخلاف الله عز وجل لخليفة أحد مصاديقه آدم وهذه الخلافة مطلقة غير مقيدة بقيد وهي خلافة اسمائية كما بيناه.

                                الفائدة الثالثة: أن هذا المقام الذي يبينه الحق تعالى في هذه الآيات ليس مقام النبوة والرسالة وإن كان يتصادق معهما بل ينطبق على مقام الامامة، وسوف يأتي مزيد بيان لهذه النقطة في شرح الخطبة القاصعة.

                                الفائدة الرابعة: أن الخلافة ليست محدودة في الارض وغير مقيدة بهذه النشأة وإن كان المستخلف ذات بدن وسنخه أرضيا.

                                الفائدة الخامسة: الذي يظهر من الآيات الكريمة أن آدم كان قد تلقى العلم اللدني قبل نزوله الارض بل قبل دخوله الجنة،وهذا يدفعنا للقول أن الموجود الانساني حقيقته ليست جهته البدنية التي يحيا بها على هذه الأرض بل إن له مدى أعمق من ذلك، وأن وراء تلك الحقيقة البدنية الأرضية حقيقة بعيدة عن عالم البدن هي الروح تكون - بشهادة قصة آدم - سابقة على الوجود الأرضي مخلوقة قبل خلق البدن، وهذا هو المقدار الذي اتفق عليه كثير من الفلاسفة من لدن أفلاطون وحتى صدر المتألهين وإن اختلفوا بعد ذلك في كيفية التقدم وتفسير ذلك التقدم وحدوثه أو قدمه على نظريات مختلفة، لكن القدر المتفق عليه بينهم أن خلق الارواح كان قبل خلق الابدان بمعنى ما، وإن عبّر المشاؤون بأنها حادثة بحدوث البدن.
                                فهذه الروح أيضا ذات درجات مختلفة تبعا لاختلاف درجات العلم كما يظهر من قصة آدم، ووجود هذه الروح يتلاءم مع تفسير العلم أنه من سنخ المجردات.

                                وأخيرا نود ان يسائل الانسان نفسه إذا كان تلك حال آدم وروحه المقدسة ودرجاتها العالية فكيف يكون الحال مع من تكون حقيقته الاسماء التي أشير إليها بلفظ (هؤلاء)؟!

                                الفائدة السادسة: أثبتنا سابقا أن ملاك استخلاف آدم هو العلم اللدني الذي تلقاه من الحق تعالى.

                                الفائدة السابعة: أن متعلق العلم الذي تلقاه آدم حقائق نورية حية عاقلة شاعرة جامعة للعلوم وهي غيب السماوات والارض، وما ورد في بعض روايات العامة والخاصة من أن المراد بالاسماء هي مسميات كل الاشياء في عالم الخلقة فهو لا يتنافى مع ما نذكره،وذلك لأن الفرض أن العلم بالمعلومات التي هي جوامع ومحيطة بما تحتها من مصاديق وأنواع وأجناس، فيكون متعلق العلم اللدني جامع كل العلوم وذلك بجنسية اللام.

                                الفائدة الثامنة: ان هذه الآيات تقودنا إلى ما يثبته الامامية من أبدية الخليفة على وجه الارض ودوام وجود الحجة على هذه الأرض إلى أن يرث الله الارض وما عليها. ويتضح ذلك من خلال تساؤل الملائكة عن الخليفة الارضي حيث أنها نظرت إلى الصفات السلبية، فأجاب الحق تعالى أنه يكفي في صحة الاستخلاف وجود انسان كامل تتمثل فيه الحقيقة البشرية، وهو حاصل العلم اللدني وهو خليفة الله في أرضه، فلو فرضنا انتفاء ذلك الموجود الكامل على وجه الارض فترة وبرهة زمنية ما لصح اعتراض الملائكة وتساؤلهم وأن ما ذكره الله عز وجل غير متحقق ـ والعياذ بالله ـ.
                                الفائدة التاسعة: أن الروايات وردت أن الامامة سفارة ربانية الهية كالنبوة وإن لم تكن نبوة فآدم حل في مقام الخليفة والسفير وهو الحجة صاحب التعليم،وهم ينقادون إليه، فهو ينطبق عليه الحد الما هوي للامامة بدليل اكتمال الملائكة بالعلم الحصولي الذي حصلوا عليه وأنبأهم به آدم وبالانقياد إليه وإلا لما امرهم تعالى بذلك، فهو إمام الإنس والجن.

                                الفائدة العاشرة: أن الخلافة هنا لا تكون بعزل المستخلف عن الأمر بل هي خلافة مع وجوده تعالى ولا انحسار لقدرته تعالى، بل هو اقدار من جانبه لآدم والخليفة هنا حاو وجامع لصفات المستخلف بنحو التنزل في عالم الامكان لا أن الاستخلاف هو عين تلك الصفات.

                                الفائدة الحادية عشر: ذكرنا مرارا أن مراتب التوحيد لا تتم إلا بالمرتبة الأخيرة وهي التوحيد في الطاعة، ومن هنا نجد أن الروايات المختلفة لدى العامة والخاصة تشير إلى أن كفر ابليس ليس كفر شرك فهو لم يعبد غير الله، وإنما كان جحده واستكباره عن توحيد الله في مقام الطاعة وقد ورد في بعضها أنه طلب من ربه اعفائه من السجود لآدم وسوف يعبده عبادة لا نظير لها، وجاء الجواب من الحق تعالى: "إني أريد أن أطاع من حيث أريد لا من حيث تريد"(1)، وفي رواية اخرى "إني أُريد أن اُعبد من حيث أُريد لا من حيث تريد"(2)، وهذه هي الضابطة المهمة في بحث الامامة فالامامة هي توحيد في عبادة وطاعة الباري من حيث يريد لا من حيث الذوات الاخرى تريد.الفائدة الثانية عشر: أنه ورد في بعض الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) "الناس عبيد لنا" وهذه ليست عبادة ربوبية بل هي خضوع وانقياد وعبودية الطاعة ونكران الذات والانقياد المطلق للسفير الإلهي، وهذا التسليم هو الذي نستفيده من الاسجاد الوارد في هذه الآيات.
                                الفائدة الثالثة عشر: أن قبول الاعمال مرهون بالتولي لخليفة الله وسفيره، وهذا نستفيده من الغضب الالهي الذي حل على ابليس لامتناعه عن السجود كما أن عبادته السابقة ذهبت هباء لا اثر لها لعدم التولي والانقياد لخليفته، وقد أشرنا فيما سبق أن قبول الاعمال مرهون بالموافاة أي موت المكلف الحي على موافاة التوحيد أي أن لا يكفر،وقد ذكرنا أن التوحيد المقابل للكفر الاصطلاحي أحد أركانه التوحيد في الطاعة أي تولي ولي الله. وهذا الأمر الذي دلت عليه هذه الواقعة القرآنية مدلل عليه أيضا في علم الكلام والتفسير.

                                وبتعبير آخر أن الثواب على الاعمال هو التكامل، والتكامل هو السير إلى المقامات المعنوية العالية والامام هو صاحب ذلك المقام الملكوتي الذي يسير بالنفوس في سيرها التكاملي من كمال إلى كمال.

                                الفائدة الرابعة عشر: أن الآية تثبت الولاية التكوينية،وذلك لأن سجود الملائكة لآدم كما ذكرنا لم يكن سجودا عباديا بل طاعتيا وهذا يعني إقداره عليهم، وهذا يعني ولايته على أهل السماوات والارضين والغيب ومن ثم الاشراف على كل عمل يسند إلى الملائكة في الكتاب المجيد.

                                ويجب الالتفات إلى أن المقصود بالولاية التكوينية هي اقدار من عند الحق تعالى وفي طوله من دون أن يوجب ذلك حصر قدرته وعزله عن مخلوقاته ومن دون ان يؤدي إلى التفويض الباطل ومن دون أن يحيط المخلوق - الذي أقدره تعالى - بقدرة الباري، وحيثية الشرك ناشئة من عزله تعالى وحصر قدرته بل إن الاعتقاد باستقلالية الممكن استقلالية تامة هو شرك وندية لله تعالى أما الاعتقاد بالطولية واقدار الله وأن كل عالم الامكان هو في حضرته تعالى فهو ليس بشرك بل تمام التوحيد في الافعال.
                                إذن في هذه الآيات بيان لجانب من جوانب الولاية التكوينية وخصوصا إذا لاحظنا أن السجود قامت به كل الملائكة وليس بعضهم، بخلاف المواقف الأخرى في الآيات الكريمة حيث أنه كان بمحضر بعض الملائكة كما يظهر من بعض الروايات، أما مقام السجود فإنه كان بحضور جميع الملائكة كما يظهر من (كلهم، اجمعون، اللام في الملائكة) ويؤيده ما ورد في الحديث أن جبرائيل لا يتقدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي كثير من المواطن يخاطبه الرسول (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، فيعلله من أن الله أسجدنا نحن أجمعون لآدم، وفي صحيح عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما مات آدم (عليه السلام) فبلغ إلى الصلاة عليه،فقال هبة الله لجبرئيل: تقدم يا رسول الله فصل على نبي الله، فقال جبرئيل: إن الله أمرنا بالسجود لأبيك فلسنا نتقدم على ابرار ولده وأنت من أبرهم"(1).

                                الفائدة الخامسة عشر: يستفاد من جعل الخليفة سابقاً على الخلق (أن الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق) وهو تفسير لما ورد "لولا الحجة لساخت الارض".

                                الفائدة السادسة عشر: إن امامة آدم وغيره من خلفاء الله وسفراءه مطلقة وعامة للجميع ـ البشر والملائكة والجن ـ وهذا يستدعي بيان مقدمات:

                                - أشرنا في الفصل الثاني إلى أن الاستخلاف لبني البشر على نحوين أحدهما: استخلاف اصطفاء وهو مقام خليفة الله والامامة، والثاني: الاستخلاف العام لنوع بني الشر وفي هذا النحو اختلفت الآراء في الهدف من هذا الاستخلاف، فذهب جمع من العامة إلى أن الغاية من هذا الاستخلاف هو اعمار الارض تمسكا بظاهر قوله تعالى {هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيَها}(1)، ولكن في هذا الرأي مجانبة للحقيقة والواقع وذلك لأن ظاهر كثير من الآيات القرآنية تدل على خلاف ذلك أو بالاحرى تدل على أن الغاية من الخلقة والاستخلاف في هذه النشأة لا ينحصر بالاعمار، وأوضح تلك الآيات {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } حيث فسرت العبادة بالمعرفة، فالغاية النهائية من الاستخلاف في هذه النشأة هو معرفة الحق تعالى حق معرفته وإطاعته وعبادته بل في قوله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّماوَاتِ...وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} اشارة إلى ان الغاية من خلق الانسان ليس خصوصيته الارضية بل هو أمر أعمق غورا، وآيات تسخير المخلوقات له وأن أكرم الخلق هم بني آدم التي تدل دلالة قاطعة على أنه حشد في هذا المخلوق من الامكانيات والطاقات لا يتناسب مع جعل الغاية هو اعمار جزء عالم الامكان.
                                - وبتعبير فلسفي عرفاني أن الانسان هو المظهر الجامع للاسماء الحسنى، فمظاهر كل اسم من اسماء الله الحسنى يمكن أن تتجلى وتظهر في الانسان وفي أفعاله ودرجات وجوده بخلاف بقية الكائنات، ولذا يوصف الانسان بأنه مظهر الاسم الجامع الله، وإن كان هناك أبرز أفراد البشر وهو النبي (صلى الله عليه وآله) في مظهر اسم الجمع (الله)، أما بقية الافراد مظهر العليم أو غيرها..

                                وعليه فالانسان أتم مخلوق وأشرف مخلوق وأكرم مخلوق، فمن غير الممكن أن يكون المخلوق بتلك الامكانيات والقدرات أن يخلق من أجل أمر سافل بل لا بد أن يكون لأجل شيء أعلى وهدف أسمى.
                                وهذا الامر العقلي يتناسب مع ما ذكرنا من ظواهر الآيات القرآنية أن هدف الخلقة ليس هو مجرد اعمار الارض بل يجب ان يكون أمرا أسمى وأعلى، وأن المطلوب من الانسان غير الذي هو مطلوب من غيره،وهذا من باب الكشف الآني.

                                - أشرنا أيضا إلى أن حادثة السجود حضرها جميع الملائكة بدون استثناء والملائكة هي التي تدير الكون بأمر الله تعالى ورتبتها تفوق كثير من المخلوقات، ومع ذلك فهي تنقاد لخليفة الله فيظهر من ذلك أن الجن وما دون الجن تنقاد أيضا لخليفة الله.

                                الفائدة السابعة عشر: من الامور التي ركّز عليها في قصة آدم هو مسألة خلق آدم من الطين، وأن الله عز وجل تعمد إخبار الملائكة بذلك قبل أمرهم بالسجود، وهذا يدلل على أمر مهم وهو أن الملائكة مع أنهم معصومون إلا أن تكاملهم ورقيهم يتوقف على الامتحان والابتلاء - كما سوف تأتي الاشارة إلى ذلك في الخطبة القاصعة في نهج البلاغة - وذلك بالامر بالسجود مع علمهم انه مخلوق من طين وهو ليس من جنسهم وهذا فيه تشديد في الابتلاء والامتحان، وما ذلك إلا لأن الطاعة حينئذ سوف تكون خالصة لله لا شائبة فيها، فلو كان في خلق آدم مزية على خلق الملائكة وكان له من النور ما يخطف به الابصار لكانت الطاعة مشوبة لا خالصة. وهذا يرشدنا إلى ما يجب أن تكون عليه الواسطة من كونها لمجرد الارشاد والعلامتية والحرفية للذات المقدسة، وأن لا يرى فيها الانسان شيئا سوى حرفيتها، ولهذا كان التنبيه الدائم على الطبيعة الارضية لآدم.

                                فكمال التوحيد وتمامه هو بالائتمام وبه يتم الخلوص في العبادة وهذا ليس شرطا كماليا للعبادة بل يكون شرطا مقوما للتوحيد والعبادة،حيث يرى أن كل ما سوى الله مخلوقا لله.
                                وإذا نظر إليها على نحو الاستقلالية فإنها سوف تكون ربا، وحال الواسطة حال المعنى الحرفي الذي إذا لوحظ في نفسه فلن ينبأ عن معنى في غيره، وإذا لم يلاحظ كذلك فسوف ينبأ عن معنى في غير ه ويؤدي الغرض منه.

                                ومن هنا يجب أن تكون الطاعة خالصة لله عز وجل لا يرى فيها إلا وجه المعبود خالية من الزوائد والشوائب.وهذا لا يكفي فيه الخطور الذهني فقط بل يجب ان يرى في نفسه حقيقة العبودية، والخلوص بهذا المعنى نستفيده من هذه الآية، وأن ما جرى لابليس أنه كان يرى لنفسه استقلالية فقال {لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَر خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَال مِنْ حَمَإ مَّسْنُون} فهو رأى أن لا يليق بشأنه أن يسجد لآدم وهذا نحو من رؤية استقلال الذات ونفي للواسطة التي نصبها الله أي نفي للحاظ الافتقار إلى الباري. ومن هنا يظهر ان الايمان أحد محاوره هو الامامة حيث فيها يظهر كيف يقوم الانسان باماتة الذات ودحر الانانية وأن عدم الاعتقاد بالامامة هو بداية الشرك.

                                الفائدة الثامنة عشر: والحديث حول نفس الوسائط حيث يجب أن يؤمن فيها معنى الحرفية وهذا يعني أنهم لا يشيرون إلى ذواتهم وغرور ذاتهم بل هم في حالة خضوع وتذلل لباريهم، وهذا لا يكون إلا بعصمتهم العلمية والعملية، وذلك لأنه إذا نصب واسطة غير معصومة فإنها سوف لا تكون مشيرة إلى الحق تعالى وسوف تظهر نفسها، ولا تظهر عظمة الله، ولدينا في بعض الروايات "أن من حكم بغير حكم الله فهو طاغوت".

                                وهنا يجب التدقيق في أن منشأ عدم حكمه بما حكم به الله ما هو؟ والجواب: هو غرائزه النفسية فذاته طغت على ما يجب ان تكون عليه الذات الانسانية من حقيقة العبودية لله والحرفية له تعالى، وطاغوت صيغة مبالغة من الطغيان، وقال في المفردات "أنه كل متعد، وكل معبود ما سوى الله"، أي تعدى حدود نفسه ونظر إليها على نحو الاستقلالية، والايمان بالطاغوت هو الايمان بذلك الطاغوت وهي الذوات التي ليس فيها اراءه لله عز وجل، إذن العصمة هي التي تؤمن لنا أن يكون الواسطة دائما مظهرا لله يطوع ارادته لارادة ربه في كل مكان ولا يرى لنفسه شيئا.
                                فيجب على العابد:

                                1 ـ أن لا يلتفت إلى ذاته، وأن يرى نفسه دائما مخلوقا.

                                2 ـ أن تكون الوسائط حقة من عند الله لا أن توسطها له من عند المخلوق بل توسطها منتسب إلى الله ولا استقلالية لها في نفسها وأن الواسطة دائما في حالة خضوع وتذلل إلى الله ولا تشير إلى نفسها ومن هنا كان التنصيب للواسطة من عند الله، وكانت الواسطة معصومة حتى لا ترى لنفسها مكانا سوى مكان الطاعة والخضوع لله عز وجل، بل يجب أن تكون في تمام شئوناتها حاكية عن الله قال تعالى {مَا كَانَ لِبَشَر أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِن دُونِ اللّهِ}(1).

                                وإذا لم تكن الواسطة آية فسوف تكون حجابا {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللّهِ} إذ من الواضح أن المسيحيين لم يؤلهوا أحبارهم وإنما كانوا مستقلين في أحكامهم يحكمون بهواهم ورغباتهم ولم يستقوها من عند الله.

                                وفي كلام بعض أهل المعرفة والتحقيق عند شرحه للسفرين الاولين من الاسفار الاربعة قال: وفي هذين السفرين لو بقي من الانانية شيء يظهر له شيطانه الذي بين جنبيه بالربوبية ويصدر منه (الشطح) والشطحيات كلها من نقصان السالك والسلوك وبقاء الإنية والانانية، ولذلك بعقيدة أهل السلوك لا بد للسالك من معلم، يرشده إلى طريق السلوك، عارفا كيفياته غير معوج عن طريق الرياضات الشرعية، فإن طرق السلوك الباطن غير محصور بل هو بعدد انفاس الخلائق(1).
                                والائمة (عليهم السلام) في حالة خضوع وخشوع وتضعضع لله دائما ومن اقترب منهم فقد اقترب من الحق تعالى لأنهم مرآة له وآيات له.

                                الفائدة التاسعة عشر: أن مقام سفير الله وحجته احد شئونه النازلة هي الزعامة السياسية وأن غصبها منه لا تعني غصب مقام الامامة، وهي أدنى شؤون الامامة، وقد أشرنا أن أعلاها هو الخلافة الاسمائية لاسماء الله حيث يبين في الآيات أن استحقاقه لهذا المقام هو بتعلمه لهذه الاسماء فأدني الدرجات اعتبارية كما في نصبه في حديث الغدير وأعلاها تكويني.

                                الفائدة العشرون: أن الامامة أمر اعتقادي ومن أصول الدين وليست مسألة فرعية ويبتني عليه أن البحث فيها يكون ذا ثمرة خطيرة وليس بحثا متوسط من الفائدة، ولا تنحصر الفائدة منه في كونه مصدرا للاحكام فقط، بل المسألة اعتقادية كمسألة النبوة تناط بالتواجد الفعلي فيجب بحثها حتى مع غيبة المعصوم، كما أنها ليست مسألة فرعية يكون الحكم فيها دائرا مدار وجود الموضوع، ومن الغفلات الشديدة ان يقال أن البحث في الامامة لا محل له الآن.

                                وهذا الامر نستفيده من مقام الولاية على الملائكة الوارد في الآية، وأن هذا المقام حقيقة تكوينية، ويحاول البعض من العامة الاستفادة من غفلة البعض ليعترض بأن الامام الثاني عشر غائب فما الفائدة من البحث في امامته وهذا الامر يؤثر على المبنى المتبع في تنظير الحكم والحكومة في زماننا هذا، حيث أنه مع عدم وجود الامام فقد يقال بالشورى، وهذا كله غفلة عن حقيقة الامام و مقامه التكويني وانه يتصرف في النفوس لا من باب الجبر وقد مضى البحث في هذا مفصلا.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X