إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سلسلة الصوم في التوراة والانجيل ، اقرأ واعجب !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة الصوم في التوراة والانجيل ، اقرأ واعجب !!

    اسباب تشريع الصوم في اليهودية والمسيحية.الحلقة الأولى.
    مصطفى الهادي.
    تلوح كلمة الصوم في التوراة مرات كثيرة وفي كل مرة يكون الصوم فيها شخصيا من دون وحي ومن دون تعيين عدد معين من الأيام او أي حكم آخر يتعلق بهذه الشعيرة المقدسة التي مارستها كل الأمم . حيث نرى أن اول نص ورد بالصوم في التوراة يتعلق بنبي الله داود الذي اعجب جدا ب (بششبع) زوجة صديقه ووزيره (أوريا الحثي) فأرسله للحرب وامر بوضعه في مقدمة الجيش ليموت وعندما مات نزا داود على زوجة صديقه المغدور وانجب منها طفلا ولكن الله غضب على عمل داود فقرر قتل الطفل الذي سيولد من (بششبع) وعرف نبي الله داود بنوايا الله وقرر أن يخدع الله عن طريق الصوم له وهكذا اعتكف داود وصام (صوما) كما يقول النص : سفر صموئيل الثاني 12: 16 (الرب أيضا قد نقل عنك خطيتك. لا تموت فالابن المولود لك يموت فسأل داود الله من أجل الصبي، وصام داود صوما). ولكننا نرى نبي الله دادود ينقلب على صومه ويفطر عندما سمع ان الطفل مات وأن الله نفذ وعده فقال داود ساخرا : (والآن قد مات، فلماذا أصوم؟). فقام واكل خبزا ثم ذهب إلى (بششبع) واضطجع معها .

    وهنا نرى أمرا غريبا جدا ومشينا وهو أن الله قتل الصبي الأول لأنه كان ثمرة زنا دواد بـ (بششبع) ولكننا نرى الله هنا يسمح للطفل الثاني الذي انجبه داود أن يعيش وسمح أن يكون نبيا واطلق عليه إسم (سليمان). سفر صموئيل الثاني 12: 24 (وعزى داود بثشبع، ودخل إليها واضطجع معها فولدت ابنا، فدعا اسمه سليمان، والرب أحبه). حيث نرى أن الله احب سليمان مع انه مثل الطفل الأول ولد من زنا ولا نقول هذا جزافا حيث أننا نرى التوراة نفسها تصف عمل نبي الله داود بأنه مشين : (لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف، وأخذت امرأته لك امرأة،هكذا قال الرب: هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك، وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس). وهكذا يقرر الله بأن يقوم اقرباء داود بأغتصاب نسائه في عين الشمس اي امام الناس بسبب ان داود زنا بإمرأة صديقه (اوريا) سرا.

    وفي كل هذه الاحوال فإن داود لم يجد شيئا يدفع به غضب الله غير أن يصوم له . وهكذا لم نجد في اليهودية سببا للصيام غير هذا.
    وهناك صوم آخر يقوم به اليهود إذا قرروا قتل إنسان وسلب ماله وهم شرّعوا هذا الصيام بأمر امرأة . (إيزابل) التي رأت زوجها (آخاب) حزينا لأنه لم يحصل على ميراثه حقل العنب (كرمة) فقررت قتل أخيه لكي يرث آخاب مزرعة العنب : (فقالت له إيزابل: قم كل خبزا وليطب قلبك. أنا أعطيك كرم نابوت اليزرعيلي). ثم كتبت إيزابل كتابا بإسم زوجها وختمته بختمه من دون علمه امرت كل شيوخ اليهود ان يصوموا ثم كمنوا في رأس شعب الجبل وعندما يقدم (بليعال) يقتلوه : (ثم كتبت رسائل باسم أخآب، إلى جميع الشيوخ وختمتها بخاتمه، وكتبت في الرسائل تقول لهم :نادوا بصوم ــ ففعل ــ رجال مدينته، الشيوخ والأشراف الساكنون في مدينته، كما أرسلت إليهم إيزابل، فأخرجوه خارج المدينة ورجموه بحجارة فمات وأرسلوا إلى إيزابل يقولون: قد رجم نابوت ومات. ولما سمعت إيزابل قالت لأخآب: قم رث كرم نابوت اليزرعيلي الذي أبى أن يعطيك إياه).

    فالصيام هنا إنما كان بسبب غدر آخاب بأخيه وغدر ومكر إيزابل لقتل انسان وسلبه ماله. ولا نرى لذلك سببا آخر.
    والملاحظ أن اليهود يصومون اصواما لا يقبلها الله حتى أنهم يتسائلون لماذا نصوم كما نقرأ في سفر إشعياء 58: 3 (يقولون: لماذا صمنا ولم تنظر، ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟ ها إنكم في يوم صومكم تسخرون. ها إنكم للخصومة والنزاع تصومون، ولتضربوا بلكمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم أختاره؟هل تسمي هذا صوما ويوما مقبولا للرب؟). وقد اخبرهم الله بأن صيامهم لم يكن له لأنه لم يأمر به كما نقرأ في سفر زكريا 7: 5 (قل للكهنة : لما صمتم في الشهر الخامس والشهر السابع، وذلك هذه السبعين سنة، فهل صمتم صوما لي أنا؟). فيتبين من هذا النص أن اليهود صاموا سبعين سنة لم يقبله الله منهم لأنه ليس له وإنما هي اصوام من بدعهم.

    وهكذا نرى في التوراة أصوام أخرى كلها من بدع الانسان ، واما في الإنجيل فإن الصوم ورد أيضا في هذا الكتاب ولكن بصورة تعكس لنا أن السيد المسيح لم يكن يصوم ولا تلاميذه وهذا ما نراه يلوح في إنجيل متى 9: 14 (حينئذ أتى إليه تلاميذ يوحنا قائلين: لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرا، وأما تلاميذك فلا يصومون؟ تلاميذك يأكلون ويشربون؟). فقد رأى هؤلاء التلاميذ انهم يصومون على الشريعة اليهودية ولكن تلاميذ المسيح (الحواريون) لم يكونوا يصومون ولم يأمرهم المسيح بذلك.(1)

    وكذلك رأينا صوما آخر في الإنجيل امر به المسيح عليه السلام وهو الصوم من أجل اخراج الشياطين فقط كما نرى في إنجيل متى 17: 21 (ولما جاءوا تقدم إليه رجل قائلا: يا سيد، ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا، فأجاب يسوع وقال: قدموه إلي ههنا! فانتهره يسوع، فخرج منه الشيطان. فشفي الغلام من تلك الساعة. فقال لهم يسوع وأما هذا الجنس ــ من الشياطين ــ فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم).

    وأما بولص الذي تعتبره المسيحية مصدر آخر للتشريع فهو يرى أن الصوم فقط لدفع الشياطين كما نقرأ في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 5 (لكي تتفرغوا للصوم والصلاة، لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم. ولكن أقول هذا على سبيل الإذن لا على سبيل الأمر). وبولص هنا لا يخفي نواياه بل يعلنها فيقول بأن هذا الأمر بالصوم إنما هو أمرٌ منه وليس من الله (أقول هذا على سبيل الإذن).

    ولكن الصوم الكبير الذي تعلنه المسيحية ولا تعمل به هو أن الشيطان سحب يسوع للبرية فتبعه يسوع لكي يجربه الشيطان هناك ــ ولانعلم لماذا يجربه ــ فصام اربعين يوما ثم جاع وأكل (ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس. فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة ولم يأكل شيئا في تلك الأيام جاع أخيرا).(2) اي ان السيد المسيح صام اربعين يوما ثم فشل في الاختبار والغريب أن السيد المسيح صام أربعين يوما لا يأكل ولا يشرب شيئا ولكننا نرى اتباعه يأكلون ويشربون في صيامهم ولكنهم فقط يصومون عن اللحوم وغيرها من الاشياء الدسمة اما الماء والتدخين وغيرها من ماكولات ومشروبات فهم يشربونها.
    في هذه الجولة السريعة عرفنا بأن جميع اصوام اليهود والنصارى اصوام اعتباطية لا اساس تشريعي لها وإنما كانت نتيجة لنزوات الانسان وبدعه ثم دوّنوها على أنها تشريع . (3)
    المصادر:
    1- وهذا له دلالتان ، إما ان تكون اصوام اليهود كلها باطلة ولذلك لا يصومها السيد المسيح مع التلاميذ ، او ان تشريع الصيام في المسيحية لم ينزل بعد. وكلا الامرين فيهما مغالطات لا يُمكن حجبها ، احدها أن السيد المسيح قال بأنه جاء ليُكمل الناموس ولا ينقض منه حرف واحد ، فإذا كان كذلك فلماذا لم يصم عيسى عليه السلام والصوم موجود في التوراة وبكثرة ؟ فلربما رأى أن التوراة الحالية التي بين يديه لم تكن هي التوراة نفسها التي قال عنها (بأنه لم يأت لينقضها بل ليُتمها). وأن الاصوام التي فيها كلها باطلة ولذلك لم يعترف بالاصوام التي وردت فيها.
    2- إنجيل متى 4: 2.
    3- أين هذا من تشريع الصوم في الاسلام آيات تُمثل قطعة جميلة متناغمة وضع الله فيها الصوم وكل ما يتعلق به من تشريعات ثم ختمها كلها بقوله تعالى : (يُريدُ اللهُ بكم اليُسر ولا يُريدُبكم العُسر).
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ * أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183 - 187].

  • #2
    سلسلة الصوم في التوراة والانجيل الحلقة الثانية .


    هل امر السيد المسيح اتباعه بعدم الصيام؟ الحلقة الثانية.
    مصطفى الهادي.
    (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم).

    نستدل بهذه الآية على أن الصوم واجبٌ مارسته جميع الأمم ولكن صورة الصيام في تلك الاديان غير معروفة نظرا لكثرتها في الكتب المقدسة وكلها صدرت عن اشخاص وليس تشريع إلهي نزل به الوحي على انبياءهم كما يتضح ذلك من خلال النصوص التي ذكرناها في بحث سابق من انهم صاموا إذا أرادوا قتل شخص وسلب ماله ، وأن داود صام لكي يخدع ربه فيعفوا عن ولده الذي انجبه من زنى وهكذا في المسيحية فإن الصوم فيها ورد من أن إبليس قاد السيدالمسيح للصحراء لكي يختبره فصام اربعين يوما من دون أن يأكل شيئا ثم جاع أي فشل في الامتحان. ولكن ما نريد قوله هو أن في الاناجيل الأربعة توجد نصوص تُشير إلى أن السيد المسيح عليه السلام لم يأمر اتباعه بالصوم بل امرهم أن لا يصوموا إلى أن يُرفع عنهم إلى السماء وهذا ما نقرأه في ثلاث اناجيل بينما سكت الإنجيل الرابع عن ذكر اي شيء يتعلق بذلك .فهل كان السيد المسيح عائقا عن صيام من يتبعه ويؤمن به؟

    ففي نص غريب أورده كل من متى وولوقا ومرقص يقولون فيه : (وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون، فجاءوا وقالوا له: لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين، وأما تلاميذك فلا يصومون؟ وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون؟ فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا والعريس معهم؟ ما دام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا. ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون في تلك الأيام).(1)

    إذن يتبين من هذا النص أن يوحنا ابن خالة السيد المسيح وكان نبيا محليا كان يأمر أتباعه بالصيام على الديانة اليهودية وكان اليهود يعتقدون أيضا أن السيد المسيح ايضا نبي محلي حيث فهموا من قوله : (بأنه لم يأت لكي ينقض رسالة موسى بل ليُتمها) ولذلك استغربوا عدم صيام السيد المسيح وتلاميذه واتباعه يأكلون ويشربون ليلهم ونهارهم. ولذلك طرحوا هذا السؤال ، لأنهم يعلمون بأن أي نبي يأتي إما ان يكون تابعا للنبي الذي قبله ، او يكون مستقلا في رسالة خاصة تنزل عليه ولذلك كان لابد له من ان يأتي اتباعه بالعبادات مثل الصوم والصلاة وغيرها.
    ولكن السائلين فاجأهم جواب السيد المسيح من أن أتباعه لا يصومون ما دام هو فيهم ولكن متى ما يُغادرهم ويرتفع عنهم إلى السماء ، عندها سوف يصومون، وهذا من أغرب الأجوبة حيث أن النبي يجب ان يكون القدوة في كل شيء فلا يُمكن أن يأمر أتباعه بشيء لم يُمارسه هو امامهم فيتأسون به .
    وفي هذا النص اشارة لطيفة جدا لربما لم يلتفت لها احد من قبل وهي قول السيد المسيح (متى ما ارتفع عنهم العريس) . فهذه إشارة إلى أن السيد المسيح سوف يتم رفعه وسط حشد من الملائكة كأنه عرّيس يُزف إلى عروسه. وعندها سوف يصوم المسيحيون احتفالا بمناسبة نجاة نبيهم من الموت ، كما أن اليهود يصومون ابتهاجا بنجاة موسى من فرعون.وكما احتفل المسلمون بقدوم النبي محمد (ص) ونجاته من قريش .

    السؤال المطروح على الاخوة المسيحيين هو : هل كان السيد المسيح عائقا عن صيام من يتبعه ويؤمن به؟ وهل فعلا أمر السيد المسيح اتباعه بعدم الصيام إلا بعد رفعه إلى السماء ؟ فإذا كان كذلك أين آيات الصيام ومن الذي سوف ينزلها بعد رحيل السيد السيد المسيح هل سوف ينزل الوحي على أحد غير السيد المسيح ، كيف سيكون ذلك ؟
    المصادر :
    1- إنجيل مرقس 2: 19. إنجيل لوقا 5: 34.وإنجيل متى.







    صورة ‏‎Mostafa Hossein‎‏.

    تعليق


    • #3
      الحلقة الثالثة : سلسلة الصيام في التوراة والانجيل الحلقة الثالثة.

      أربعاء الرماد والصوم الكبير في المسيحية. هل سنّ إبليس صيام المسيحية؟
      الحلقة الثالثة.
      مصطفى الهادي.
      من أجل ان يُشغل الانظار عما في كتابه المقدس من طامات لا تغطيها الاعذار يعمد (براذر رشيد المغربي) في برنامجه سؤال جريء إلى اثارة الشبهات تلو الشبهات حول شهر رمضان وصيام المسلمون فيه وهو يتعامى عما في كتابه من مصائب اوردنا بعضها في بحوث مستقلة نشرناها تباعا.

      مما يقوله رشيد : (يقول المسلمون بأن الصيام يُهذب الروح ويزيد في إيمان الانسان ، فهل تهذبت اخلاق المسلمين وهم يصومون منذ الف واربعمائة سنة ؟ وهل تحسن إيمانهم؟).

      ونقول لهذا التعيس المتنطع هلا نظرت في كتابك ورأيت ما فيه ثم توجهت بالنقد إلى غيرك؟
      أولا ان الصيام عند المسلمين هو هو امتداد لصيام الامم التي سبقته لا بل أن الاسلام هذّب هذه الشعيرة وقننها وجعلها ضمن قوانين راعى فيها الحالة الصحية والمكانية والزمانية للصائم ، واستثنى الكثير من الصيام (الحائض ، النفساء ، المسافر ، المريض الضعيف ) وغيرهم حتى يخال إليك بأن الصيام إنما كُتب على الاقوياء الاصحاء الذين يُطيقونه.

      واما الصيام في اليهودية والمسيحية فهو لا رأس له ولا أساس ولا يُعرف ممن ولمن ومن اجل ماذا يصوم هؤلاء وقد بينا في بحوثنا بأن صيام هؤلاء إنما جاء بأمر الشيطان كما نرى ذلك في ثلاث أناجيل التي تقول بكل وضوح بأن الصيام الكبير في المسيحية سببه أن الشيطان سحب السيد المسيح إلى البرية وامره بالصيام فصام أربعين يوما ثم جاع.

      ورأينا الصيام في التوراة مجرد وسيلة للضحك على ربهم وخداعه كما في قصة داود وصيامه، او سيلة للسطو على اموال الغير بعد قتلهم بطريقة بشعة رجما بالحجارة ثم الاستيلاء على اموالهم ورأينا أن صياما مهما في اليهودية إنما شرعته (إيزابل) التي امرت كبار الكهنة والشعب أن يصوموا ثم يقتلوا (نابوت اليزرعيلي) لكي يستولوا على بستانه.

      ولو توجهنا إلى الدين الذي يؤمن به (براذر رشيد المغربي) المسيحية لرأينا ان هناك صوما مسخا لا علاقة له حتى بالكتاب المقدس حيث أن السيد المسيح عندما اجبره إبليس على الصوم ، صام أربعين يوما ثم جاع . ولكننا نرى في الصوم الكبير هذه الايام أنهم يصومون خمسين يوما في طقوس غريبة عجيبة تختلف الكنائس في اداء طقوس الصيام حتى تكاد تخرجها من حدود العقل والمعقول.

      فما هو الصيام الكبير في المسيحية يا براذر رشيد المغربي؟
      كما صام السيد المسيح أربعين يوما استجابة لاختبار إبليس فإن النصارى يصومون هذه الأربعين يوما ولكن يُزيدون عليها عشرة أيام أخرى لا يُعرف من أين جاءت حيث يخلو الانجيل منها . فالصوم الكبير عندهم خمسين يوما (40) يوما منها هي أيام الصوم التي تسبق اسبوع الآلام ثم يُضاف عليه سبت النور وأربعة أيام تعويضية عن أيام الآحاد ثم يُضاف عليه (أربعاء الرماد).(1)

      يقول التفسير المسيحي للصوم الكبير : (يذكر في العهد الجديد في إنجيل متى ولوقا أن يسوع قد سنّ شريعة الصوم بصومه أربعين نهارًا وأربعين ليلة. في يوم أربعاء الرماد في يوم أربعاء الرماد، يذهب المسيحيون لحضور القداس وتُرسم على جباههم إشارة الصليب بالرماد. وهو تذكير في التقاليد المسيحية بأنّ الإنسان هو رماد إلى رماد).(2)

      فيا (رشيد المغربي) إن بيتك من زجاج فلا ترمي على بيوت الناس الحجر . أن اساس صومكم من إبليس وتشريعه من الشيطان حيث قاد مسيحكم مخشوشا بثوبه يدور به في البرّية واجبره على الصوم اربعين يوما فهذا الصيام ليس تشريع من الله بل من إبليس ، ثم من أين جاء العشر أيام الأخرى التي اضفتموها إلى الأربعين فأصبحت خمسين يوما صياما لا تأكلون فيه اللحم والدسم ولكنكم تشربون الخمر وتمارسون الجنس والزنا وغيرها فإي صيام هذا يا رشيد؟
      اعيد عليك النص لكي لا تقول بأننا نتقول عليكم . في إنجيل متى 4: 1 (ثم أصعد يسوع إلى البرية لُيجرب من إبليس. فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة، جاع أخيرا).والطامة الكبرى التي اوردها مرقص في إنجيله أنه اضاف إلى ابليس الوحوش فأصبح السيد المسيح صائما بين ابليس والوحوش في البرية إنجيل مرقس 1: 13(وكان هناك في البرية أربعين يوما يجرب من الشيطان وكان مع الوحوش ). زه زه لهذا النبي الذي يُقاد من الشيطان ليطرحه مع الوحوش حتى يسنّ لقومه صوما.

      ثم انك تقول بأن المسلمين يصومون منذ الف واربعمائة سنة ولم تتحسن اخلاقهم ولم يتحسن إيمانهم فلماذا لا تسأل نفسك اولا يا رشيد انكم تصومون منذ اكثر من ألفين سنة وتصومون خمسين يوما بينما المسلمون يصومون ثلاثون يوما ، فهل تحسنت اخلاقكم انتم وهل زاد إيمانكم وانتم سبب البلاء في الأرض وسبب الحروب والشر وفي كل يوم تزدادون شرا وعنفا واجراما.
      أليس الاحرى بكم لكونكم اقدم بالصيام وامضى في السنين ان تتحسن اخلاقكم اولا؟ هذا إضافة إلى انكم تلقون الرماد على رؤوسكم وترسمون علامة الصليب بالرماد على جباهكم كدليل على التوبة والندم ولكنها توبة العقرب إذا قُلع زبانها.
      المصادر:
      1- أربعاء الرماد هو أول يوم من زمن الصوم المسيحي (50 يوما) ويرمز في التقاليد والعقيدة المسيحية على التوبة. خلال زمن الصوم،ولا يُعرف عن هذا الاربعاء شيئا فهو لا أساس له في الانجيل إنما هو من تقاليد الكنيسة وبدعها تم احتسابه ضمن الصوم الكبير.
      2- لا أدري لماذا قالوا بأن الانسان رماد إلى رماد واضافوا هذا النص إلى التراب ؟


      [IMG][/IMG]





      صورة ‏‎Mostafa Hossein‎‏.

      تعليق


      • #4
        سلسلة الصيام في التوراةوالانجيل الحلقة الرابعة هل نزل الكتاب المقدس في شهر رمضان ؟

        حوار بين صيام موسى وعيسى. الحلقة الرابعة.
        هل نزلت الكتب المقدسة في شهر رمضان؟
        مصطفى الهادي.
        أولا أقول : نستفيد من نص التوراة ــ على ما فيها ــ بأن نزولها تم أثناء صيام موسى ، فقبل أن يتم موسى صومه على جبل الدخان نزلت عليه التوراة حيث تجلى له ربه وأمره أن ينحت له لوحين من حجر الجبل ثم يكتب فيهما أولى وصايا الله للبشر سفر الخروج 34: 1(ثم قال الرب لموسى: انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين، فأكتب أنا على اللوحين الكلمات). وهكذا نزلت التوراة وموسى صائم وهذا يدل على أن التوراة نزلت في أيام صيام ، وأما عيسى عليه السلام فبما أن صيام موسى نفسه جرى على عيسى عليه السلام حيث كان صائما في البرية فهذا يدل على أن الحدث ايضا حصل في فترة صيام ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لرأيناه يُرسخ هذا المبدأ حيث يقول تعالى : (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن). وبما أن القرآن نزل في الأيام الأخيرة من شهر الصيام ، فهذا يدل على أن قوله هذه صحيح وأن كل الكتب المقدس نزلت في أيام صيام لربما هي شهر رمضان خصوصا قوله تعالى : (كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم).يدل دلالة واضحة على أن نزول الكتب المقدسة كلها قد نزل في أواخر هذا الشهر فإذا كُتب نزول القرآن على المسلمين كما كتب على الذين قبلهم وبما أن نزول القرآن نزل في أواخر هذا الشهر الكريم فهذا يدل على ان نزول التوراة والانجيل والزبور والفرقان قد تم نزولها في هذا الشهر أيضا وهذا ما نلاحظه وبوضوح هذه الأيام في (إسرائيل) 12/6/2016 الموافق 7/ رمضان/ 1437 هجرية . حيث تجري اجراءات أمنية مشددة بمناسبة نزول التوراة واحتفال الشعب اليهودي بنزولها وهو ما يُعرف بعيد نزول التوراة شفوعوت.
        ثانيا :
        الغريب فيما نقرأ كأن الإنجيل كُتب بقلم اليهود حيث نرى اقتباسات كثيرة غير مبررة إلا لربما لسد الفراغات وجعل الانجيل يبدو كتابا كبيرا حاله حال الكتب السماوية الأخرى.

        ففي صيام السيد المسيح نرى أنه صام أربعين نهارا وأربعين ليلة دون طعام او شراب في صحراء قاحلة تحت وهج الشمس الساطع الذي يقتل الحياة في كل اخضر. وبالرجوع إلى التوراة نرى أن موسى صام هذه الاربعين يوما ايضا من دون طعام او شراب وهو على الجبل المضطرم نارا (جبل الدخان) حيث نقرأ في سفر الخروج : (وكان هناك عند الرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا ولم يشرب ماء). (1)

        والمشكلة التي تعترضنا هي الرقم (40) حيث أن موسى عندما ذهب إلى جبل حوريب يقوده الروح اكل أكلة واحدة صمدت في بطنه (أربعين نهارا وأربعين ليلة) كما نقرأ : (فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة إلى جبل حوريب).(2)

        نفس هذه الحالة نراها في صيام السيد المسيح في الإنجيل وكأنهم اقتبسوا ذلك حرفيا لسبب نجهله حيث نرى السيد المسيح يُقاد من قبل الروح إلى الصحراء اللاهبة ليصوم أربعين نهارا وأربعين ليلة من دون خبز ولا ماء (ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس.
        فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة، جاع أخيرا).(3)
        والأغرب ان المفسر المسيحي عندما لا يجد تفسيرا لذلك يقول: (وفي تاريخ الكنيسة نلتقي ببعض القديسين الذين صاموا أيضًا أربعين يومًا، وبلا شك أنه عندما تكون الروح نشيطة فأنها تستطيع أن تحمل الجسد الجائع).
        فهذا التبرير مبالغ فيه لأننا لو قلنا بأن موسى وعيسى أنبياء ولذلك اكرمهم الله بتلك الكرامة لما كان هناك أي اشكال ، اما ما يقوله المفسر المسيحي من أن كل من هب ودب قادر على تحمل أربعين ليلة وأربعين نهارا من دون أن يدخل جوفه ماء او طعام فهذه تحتاج وقفة نراجع فيها عقل المفسر المسيحي .
        من كل ذلك نرى أن القمص حلمي عندما اخذت بخناقه غرابة صيام موسى (أربعون يوما من دون طعام ولا ماء) اطلق سؤاله المشكك في نص التوراة حول صيام موسى فقال : (هل صوم موسى أربعين يومًا الوارد في سفر الخروج يعد أسطورة؟).(4)

        وبعد ان عجز عن إيجاد المبررات لذلك ترك الجواب فإنبرى القمص تادرس يعقوب ملطي ليقتبس من قول العلامة ترتليان في تفسيره لصيام موسى أربعين يومًا فيقول : (إن الله صار طعامهما المشبع. إذ كان موسى عند الرب لم يحتاج إلى خبز وماء، إذ كان الرب هو شبعه وسر ارتوائه). (5) والأحرى بهذا القمص أن يُبرر ذلك لعيسى وليس لموسى ولا ندري سبب تحاشيه ذلك.
        فهل أن صيام عيسى هو نسخة (كوبي) من صيام موسى فقط تم تبديل الاسماء؟
        المصادر:
        1- سفر خر 34: 28 وتكرر هذا النص أيضا في سفر الخروج أيضا خر 24: 18 . وكذلك في سفر التثنية 9: 9.
        2- سفر الملوك الأول 19: 8.
        3- إنجيل متى 4: 1.
        4- كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها - أ. حلمي القمص يعقوب.
        5- تفسير سفر الخروج القمص تادرس ص 165، 224.

        تعليق


        • #5
          .............................

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X