إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ثبوت هلال شهر رمضان : بين الشرع والعلم

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الهلال بين العلم والشرع (14)

    شروط رؤية الهلال :

    لا تتحقق الرؤية البصرية للهلال - مع انتفاء الموانع - إلا بتوفر شروط أربعة هي : ولادة الهلال والمكث ، وظهور النور فيه ، وخروجه من تحت شعاع الشمس .
    مولد الهلال: وهو اقترانه بالشمس في نهاية كل شهر قمري .
    ويحدث ذلك في أي لحظة من الليل أو النهار ، ولا هلال قبل ذلك .
    مكث الهلال: لا بد للهلال من مكث بعد غروب الشمس مسبوق باقتران و لا اعتبار للمكث الضئيل الذي يحدث في حالات نادرة جدا قبيل الاقتران . ( وتسمى حالة إجهاض).
    البعد الزاوي وظهور النور : لا يظهر النور في القمر إلا بعد أن يبلغ البعد الزاوي بينه وبين الشمس حدا معينا ، والقول ب8 درجات أمر لم يخضع للتجربة ، والمسألة ما زالت محل عدم اتفاق .
    ارتفاع الهلال : لا يخرج الهلال من حيز شعاع الشمس ما لم تزد زاوية ارتفاعه عن الافق الاقرب عن خمس درجات .
    الحسابات الفلكية لولادة الهلال : الحسابات الفلكية المتعلقة بولادة الهلال متفق عليها ولا نزاع فيها والاختلاف الموجود هو في تقدير الظروف المحيطة بعد ولادة الهلال والتي تكون حدا فاصلا بين إمكانية الرؤية وعدمها.
    رؤية الهلال وكثرة الراصدين : ثبت الهلال شرعا في مرات عديدة ولم يكن قد تحقق فيه الحد الادنى من شروط الرؤية ما عدا حدوث الاقتران قبل غروب الشمس ، وكان للهلال مكث آنا ما .
    وعليه فيمكن ان يثبت الهلال شرعا حتى لو لم يخلق فيه النور الكافي للرؤية حسابيا ، او كان ارتفاعه دون الخمس درجات .
    وهذه الحالة تحدث عندما يكون عدد الراصدين كثيرا .
    يتبع :

    تعليق


    • #17
      الهلال بين العلم والشرع (15)

      خلاصة البحث من الناحية العلمية .
      خلاصة الامر من الناحية العلمية ، هي أنه لا يزال أمامنا مشكلتان لاثبات الهلال شرعيا - هذا من الناحية العلمية - وهما :
      المشكلة الاولى : هي أنه لحد الان لم يتوصل علماء الفلك الى اتفاق على جميع الشرائط العلمية التي يجب توفرها للحكم بإمكان الرؤية ، بل للقول بتولد الهلال شرعا ، إذ اتضح الفرق بين ولادة القمر وولادة الهلال ، فولادة القمر تعني خروجه من تحت شعاع الشمس ، وأما ولادة الهلال فهي ظهور الضوء تجاه الارض ، وهذا يكون بعد ابتعاد القمر عن الشمس عدة درجات ، وتحديدها لا يزال مورد اختلاف بين العلماء كما مر بيانه .
      المشكلة الثانية : هي أنه من خلال التتبع العلمي الذي يرتكز على المراقبة والمقارنة والتجربة العملية ، فقد ثبتت في موارد متعددة نتائج عكسية للدراسات العلمية ، حيث حصلت الرؤية في موارد كان العلماء يحكمون مسبقا بعدم إمكانية الرؤية ، وامتنعت في موارد حكموا بإمكانية الرؤية ، وهو ما ذكرناه مفصلا .
      فنتوصل الى نتيجة بشهادة العلماء الفلكيين اننا لحد الان لا يمكننا ان نعتمد على تلك الدراسات الفلكية في اثبات الهلال لعدم وضوحها ولعدم دقتها .
      وبالتالي فلا يستطيع العالم الشرعي ان يفتي استنادا الى ذلك ، لأن من الشرائط المطلوبة في هذه المسألة حصول العلم بولادة الهلال .
      هذا إذا أغفلنا النظر عن مسألة أخرى مرتبطة بهذا الموضوع وهي مورد اختلاف عند الفقهاء .
      فكما ان المسألة هي مورد اختلاف عند العلماء الفلكيين في تحديد شرائط الرؤية وما يتبع عنها ، فإن المسألة عند الفقهاء لها بحث من جهة أخرى ، وهي أنه إذا ثبتت الرؤيا في مكان ما ، فهل يحكم شرعا بثبوته في بقية البلدان ؟
      هذا مورد بحث وسنشير اليه مختصرا في الحلقة القادمة والاخيرة من هذا البحث.

      تعليق


      • #18
        الهلال بين العلم والشرع (16)

        إذا ثبت الهلال في بلد ، هل يكفي لجميع البلدان ؟ (أ)
        والجواب من الناحية الفقهية هو أن هذه المسألة هي مورد اختلاف عند الفقهاء شيعة وسنة .
        ويتفاوت الامر بين القول بأنه إذا ثبتت رؤية الهلال في بلد ثبتت في جميع البلدان ، وبين القول بأن لكل بلد او منطقة أفق خاص بها ، فإذا ثبت فيها فليس معناه ثبوته في البلدان الاخرى
        وبين هاذين القولين أقوال متعددة فمنها ما يكون الاقرب الى القول الاول ومنها ما يكون الاقرب الى القول الثاني ، فمن الاقوال من يرى انه يكفي الاشتراك في الليل بين البلدان ليكون لها حكم واحد ، ومنهم من يفرق بين ما إذا كانت البلدان الى الشرق فلا يثبت بها وإذا كانت الى الغرب فيثبت ، ومنهم من يرى القاعدة على أساس العالم القديم ، والعالم الجديد ، ومنهم من يرى الاعتماد على خطوط الطول الجغرافية ، فالبلدان التي تقع على خط واحد لها نفس الحكم .
        وكنا قد أشرنا في نهاية الحلقة السابقة من هذا (الحلقة15) بأن هذه الحلقة ستكون الاخيرة بحيث نستعرض فيها خلاصة الموضوع، ولكن لأهمية البحث وتشعبه خاصة البيان الذي ذكره السيد الخوئي قدس سره ووافقه عليه عدد من المراجع العظام فإننا سنتابع بيان الموضوع كاملا ، بداية من بيان السيد الخوئي ثم نستعرض الاراء الاخرى في المقام نظرا لأهمية البحث وعدم اختصاصه بشهر رمضان المبارك إذ أنه ينطبق على الكثير من التكاليف الشرعية .

        تعليق


        • #19
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          الاخوة والاخوات الكرام كنا قد طرحنا هذا الموضوع منذ سنتين وكانت له تتمة في العام الماضي ولكنها فقدت اثناء المشكلة الفنية التي حصلت الشهر الماضي فربما نتمكن من اضافتها مستقبلا ، ولكننا في هذا الشهر المبارك سنكون مع ضيفنا العزيز الذي اقتبسنا منه الموضوع المذكور اعلاه الا وهو جناب المهندس محمد علي الصائغ . حيث يمكن للجميع المشاركة بطرح اسئلتهم واستفتاراتهم عليه . فأهلا به بيننا ، مع اقتراب شهر الله تعالى .

          تعليق


          • #20
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            نظرا لآهمية هذا الموضوع وفائدته فيعاد تثبيته مع اقتراب حلول هذا الشهر المبارك

            تعليق


            • #21
              بسم الله الرحمن الرحيم


              ضاعف الله توفيقاتكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين مولانا ابو محمد انه ولي التوفيق

              تعليق


              • #22
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                نظرا لأهمية الموضوع وما رافق ذلك في هذا الشهر فسأحاول قريبا ان اكتب موضوعا مفصلا

                تعليق


                • #23
                  السلام عليكم
                  عندي استفسار عن موضوع الهلال والكسوف

                  حاليا الكل يعرف إذا حصل كسوف و من الممكن ان يشوفه بعينه (الغير مجردة طبعا) فيصلي صلاة الآيات الكل
                  و في السابق مادري كيف بس سمعت انه البعض يشوفه في بقعة الماء فيصلي و ليي ما يدري انه حصل الكسوف ما عليه حرج.
                  هذا إذا كان الكسوف جزئي و ما يبين بالعين المجردة أو بعبارة أخرى إذا ما يحس له الناس.
                  اما إذا كان كلي أو يبين للناس فالناس بتعرف انه حصل و خلص الموضوع.

                  و الأن الهلال (على اختلاف الآراء) ممكن نشوفه بالعين المجردة أو (الغير مجردة) فإذا رأيناه بعيننا المجردة فنصوم و لكن إذا رأيناه بالوسائل الإخرى تختلف الآراء
                  هنا هل يمكن أن نشبه هذا بما يحصل عند كسوف الشمس؟؟أي إذا رأيناه في وقته بعيننا الغير مجردة نصوم حتى و إن لم نره بالعين مباشرة.




                  وشكرا

                  تعليق


                  • #24
                    لا يمكن ألاخذ بالرأي الذي يقول بالعين المسحلة ما وجدنا في الادلة عليه دليل

                    تعليق


                    • #25
                      ماذا عن الكسوف؟
                      أنا أرى أن الأمرين متشابهين .

                      أو ربما ان رؤية الهلال (بالمنظار مثلا) تختلف في أن الأمر مرتبط بالوقت و الرؤية العينية على سطح الأرض.
                      بينما الكسوف مرتبط بحصول الظاهرة أصلا.

                      تعليق


                      • #26
                        مءجور يا شيخنا وانشاء الله من افضل الشهور

                        تعليق


                        • #27
                          هذه مجموعة من المواقع التي تبين التقويم القمري (الهجري ) .... مع التقدير



                          تعليق


                          • #28
                            اشكرك اخي على هذة المعلومات بارك الله فيك

                            تعليق


                            • #29
                              بارك الله بكم اخي على المعلومات المهمة ونحن في عصر الانترنت والتطور ولكن ايضا لانخالف قول الرسول في حديثه عن الرأيا
                              وكان الامام السيد موسى الصدر (اعاده الله) اول من نادى في اثبات الهلال من خلال الامور العلمية التي تواكب عصرنا الحالي
                              جزاكم الله خيرا

                              تعليق


                              • #30
                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                مع اقتراب شهر رمضان المبارك من نهايته
                                وكما كنا وعدناكم سابقا باستكمال البحث حول مسألة الهلال
                                فإننا سنذكر اليوم البحث الذي ذكره السيد الخوئي قدس سره حول مسألة الهلال.
                                ويتبناه عدد من الفقهاء الاعلام ممن يقول بوحدة الافق
                                ومن هؤلاء سماحة المرجع السيد محمد صادق الحسيني الروحاني. وسماحة المرجع الشيخ حسين الوحيد الخراساني

                                إذا رؤي الهلال في بلد كفى في الثبوت في غيره مع اشتراكهما في الأفق، بحيث إذا رؤي في أحدهما رؤي في الآخر، بل الظاهر كفاية الرؤية في بلد ما في الثبوت لغيره من البلاد المشتركة معه في الليل و إن كان أول الليل في أحدهما آخره في الآخر.
                                بيان ذلك أن البلدان الواقعة على سطح الأرض تنقسم إلى قسمين:
                                أحدهما: ما تتفق مشارقه و مغاربه، أو تتقارب.
                                ثانيهما: ما تختلف مشارقه و مغاربه اختلافا كبيرا.
                                أما القسم الأول: فقد اتفق علماء الإمامية على أن رؤية الهلال في بعض هذه البلاد كافية لثبوته في غيرها، فإن عدم رؤيته فيه إنما يستند- لا محالة- إلى مانع يمنع من ذلك، كالجبال، أو الغابات، أو الغيوم، أو ما شاكل ذلك.
                                و أما القسم الثاني (ذات الآفاق المختلفة): فلم يقع التعرض لحكمه في كتب علمائنا المتقدمين، نعم حكي القول باعتبار اتحاد الأفق عن الشيخ الطوسي في (المبسوط)، فاذن: المسألة مسكوت عنها في كلمات أكثر المتقدمين، و إنما صارت معركة للآراء بين علمائنا المتأخرين: المعروف بينهم القول باعتبار اتحاد الأفق، و لكن قد خالفهم فيه جماعة من العلماء و المحققين فاختاروا القول بعدم اعتبار الاتحاد و قالوا بكفاية الرؤية في بلد واحد لثبوته في غيره من البلدان و لو مع اختلاف الأفق بينها.
                                فقد نقل العلامة في (التذكرة) هذا القول عن بعض علمائنا و اختاره صريحا في (المنتهى) و احتمله الشهيد الأول في (الدروس) و اختاره- صريحا- المحدث الكاشاني في (الوافي) و صاحب الحدائق في حدائقه، و مال إليه صاحب الجواهر في جواهره و النراقي في (المستند)، و السيد أبو تراب الخوانساري في شرح (نجاة العباد) و السيد الحكيم في مستمسكه في الجملة.
                                و هذا القول- أي كفاية الرؤية في بلد ما لثبوت الهلال في بلد آخر مع اشتراكهما في كون ليلة واحدة ليلة لهما معا و إن كان أول ليلة لأحدهما و آخر ليلة للآخر، و لو مع اختلاف وافقهما- هو الأظهر، و يدلنا على ذلك أمران:
                                (الأول): أن المشهور القمرية إنما تبدأ على أساس وضع سير القمر و اتخاذه موضعا خاصا من الشمس في دورته الطبيعية، و في نهاية الدورة يدخل تحت شعاع الشمس، و في هذه الحالة (حالة المحاق) لا يمكن رؤيته في أية بقعة من بقاع الأرض، و بعد خروجه عن حالة المحاق و التمكن من رؤيته ينتهي شهر قمري، و يبدأ شهر قمري جديد.
                                و من الواضح، أن خروج القمر من هذا الوضع هو بداية شهر قمري جديد لجميع بقاع الأرض على اختلاف مشارقها و مغاربها، لا لبقة دون أخرى، و إن كان القمر مرئيا في بعضها دون الآخر، و ذلك لمانع خارجي كشعاع الشمس، أو حيلولة بقاع الأرض أو ما شاكل ذلك، فإنه لا يرتبط بعدم خروجه من المحاق، ضرورة أنه ليس لخروجه منه أفراد عديدة بل هو فرد واحد متحقق في الكون لا يعقل تعدده بتعدد البقاع، و هذا بخلاف طلوع الشمس فإنه يتعدد بتعدد البقاع المختلفة فيكون لكل بقعة طلوع خاص بها.
                                و على ضوء هذا البيان فقد اتضح أن قياس هذه الظاهرة الكونية بمسألة طلوع الشمس و غروبها قياس مع الفارق، و ذلك لأن الأرض بمقتضى كرويتها يكون- بطبيعة الحال- لكل بقعة منها مشرق خاص و مغرب كذلك، فلا يمكن أن يكون للأرض كلها مشرق واحد و لا مغرب كذلك و هذا بخلاف هذه الظاهرة الكونية- أي خروج القمر عن منطقة شعاع الشمس- فإنه لعدم ارتباطه ببقاع الأرض و عدم صلته بها لا يمكن أن يتعدد بتعددها.

                                و نتيجة ذلك: أن رؤية الهلال في بلد ما أمارة قطعية على خروج القمر عن الوضع المذكور الذي يتخذه من الشمس في نهاية دورته و أنه بداية لشهر قمري جديد لأهل الأرض جميعا لا لخصوص البلد الذي يرى فيه و ما يتفق معه في الأفق.
                                و من هنا يظهر: أن ذهاب المشهور إلى اعتبار اتحاد البلدان في الأفق مبني على تخيل ان ارتباط خروج القمر عن تحت الشعاع ببقاع الأرض كارتباط طلوع الشمس و غروبها بها، إلا أنه لا صلة- كما عرفت- لخروج القمر عنه ببقعة معينة دون أخرى فإن حاله مع وجود الكرة الأرضية و عدمها سواء.
                                (الثاني): النصوص الدالة على ذلك، و نذكر جملة منها:
                                1- صحيحة هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه (ع) أنه قال فيمن صام تسعة و عشرين قال: «إن كانت له بينة عادلة على أهل مصر أنهم صاموا ثلاثين على رؤيته قضى يوما».
                                فإن هذه الصحيحة بإطلاقها تدلنا- بوضوح- على أن الشهر إذا كان ثلاثين يوما في مصر كان كذلك في بقية الأمصار بدون فرق بين كون هذه الأمصار متفقة في آفاقها أو مختلفة إذ لو كان المراد من كلمة مصر فيها المصر المعهود المتفق مع بلد السائل في الأفق لكان على الإمام (ع) أن بين ذلك، فعدم بيانه مع كونه عليه السلام في مقام البيان كاشف عن الإطلاق.
                                2- صحيحة أبي بصير عن أبي عبد اللّه (ع) أنه سئل عن اليوم الذي يقضى من شهر رمضان فقال: «لا تقضيه إلا أن يثبت شاهدان عدلان من جميع أهل الصلاة متى كان رأس الشهر، و قال: لا تصم ذلك اليوم الذي يقضى إلا أن يقضي أهل الأمصار فإن فعلوا فصمه».
                                الشاهد في هذه الصحيحة جملتان: (الأولى) قوله (ع) «لا تقضه إلا أن يثبت شاهدان عدلان من جميع أهل الصلاة» (إلخ) فإنه يدل- بوضوح- على أن رأس الشهر القمري واحد بالإضافة إلى جميع أهل الصلاة على اختلاف بلدانهم باختلاف آفاقها و لا يتعدد بتعددها، (الثانية) قوله (ع): «لا تصم ذلك اليوم إلا أن يقضي أهل الأمصار» فإنه كسابقه واضح الدلالة على أن الشهر القمري لا يختلف باختلاف الأمصار في آفاقها فيكون واحدا بالإضافة إلى جميع أهل البقاع و الأمصار، و إن شئت فقل: إن هذه الجملة تدل على أن رؤية الهلال في مصر كافية لثبوته في بقية الأمصار من دون فرق في ذلك بين اتفاقها معه في الآفاق أو اختلافها فيها فيكون مردّه إلى أن الحكم المترتب على ثبوت الهلال- أي خروج القمر عن المحاق- حكم تمام أهل الأرض لا لبقعة خاصة.
                                3- صحيحة إسحاق بن عمار قال سألت أبا عبد اللّه (ع) عن هلال رمضان يغم علينا في تسع و عشرين من شعبان فقال: «و لا تصمه إلا أن تراه فإن شهد أهل بلد آخر أنهم رأوه فاقضه».
                                فهذه الصحيحة ظاهرة الدلالة بإطلاقها على أن رؤية الهلال في بلد تكفي لثبوته في سائر البلدان بدون فرق بين كونها متحدة معه في الأفق أو مختلفة و إلا فلا بد من التقييد بمقتضى ورودها في مقام البيان.
                                4- صحيحة عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه قال سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن هلال رمضان يغم علينا في تسع و عشرين من شعبان فقال «لا تصم إلا أن تراه فإن شهد أهل بلد آخر فاقضه» فهذه الصحيحة كسابقتها في الدلالة على ما ذكرناه.
                                و يشهد على ذلك ما ورد في عدة روايات في كيفية صلاة عيدي الأضحى و الفطر و ما يقال فيها من التكبير من قوله (ع) في جملة تلك التكبيرات: «أسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا».
                                فإن الظاهر أن المشار إليه في قوله (ع) في هذا اليوم هو يوم معين خاص جعله اللّه تعالى عيدا للمسلمين لا أنه كل يوم ينطبق عليه أنه يوم فطر أو أضحى على اختلاف الأمصار في رؤية الهلال باختلاف آفاقها، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى أنه تعالى جعل هذا اليوم عيدا للمسلمين كلهم لا لخصوص أهل بلد تقام فيه صلاة العيد.
                                فالنتيجة على ضوئهما أن يوم العيد يوم واحد لجميع أهل البقاع و الأمصار على اختلافها في الآفاق و المطالع.
                                و يدل أيضا على ما ذكرناه الآية الكريمة الظاهرة في أن ليلة القدر ليلة واحدة شخصية لجميع أهل الأرض على اختلاف بلدانهم في آفاقهم ضرورة أن القرآن نزل في ليلة واحدة و هذه الليلة الواحدة هي ليلة القدر و هي خير من ألف شهر و فيها يفرق كل أمر حكيم.
                                و من المعلوم أن تفريق كل أمر حكيم فيها لا يخص بقعة معينة من بقاع الأرض بل يعم أهل البقاع أجمع، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى قد ورد في عدة من الروايات أن في ليلة القدر يكتب المنايا و البلايا و الأرزاق و فيها يفرق كل أمر حكيم، و من الواضح أن كتابة الأرزاق و البلايا و المنايا في هذه الليلة إنما تكون لجميع أهل العالم لا لأهل بقعة خاصة. فالنتيجة على ضوئهما أن ليلة القدر ليلة واحدة لأهل الأرض جميعا، لا أن لكل بقعة ليلة خاصة.
                                هذا، مضافا إلى سكوت الروايات بأجمعها عن اعتبار اتحاد الأفق في هذه المسألة، و لم يرد ذلك حتى في رواية ضعيفة.
                                و منه يظهر أن ذهاب المشهور إلى ذلك ليس من جهة الروايات بل من جهة ما ذكرناه من قياس هذه المسألة بمسألة طلوع الشمس و غروبها و قد عرفت أنه قياس مع الفارق.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X