إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المتجدد في جواب التحدي السند الصحيح للخطبة الفدكية لسيدتنا الزهراء عليها سلام الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نثر الدر- الآبي
    الباب الأول
    كلام للنساء الشرائف
    فاطمة ابنة رسول الله
    عليها السلام
    قالوا:
    قالوا:لما بلغ فاطمة عليها السلام إجماع أبي بكر منعها فدكا لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، وارتج المجلس ثم أمهلت هنيهة، حتى إذا سكن نشيج القوم، وهدأت فورتهم افتتحت كلامها بحمد الله والثناء عليه 347 والصلاة على رسوله صلى الله عليه، ثم قالت


    " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " . فإن تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، فبلغ الرسالة صادعاً بالنذارة، بالغاً بالرسالة، مائلاً عن سنن المشركين، ضارباً لشبحهم، يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، آخذاً بأكظام المشركين، يهشم الأصنام ويفلق الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشيطان، وتمت كلمة الإخلاص، " وكنتم على شفا حفرة من النار " ، ثهزة الطامع، ومذقة الشارب، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد، أذلة خاسئين، يخطفكم الناس من حولكم، حتى أنقذكم الله برسوله صلى الله عليه بعد اللتيا واللتي، وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله " . أو نجم قرن للشيطان، أو فغرت فاغرة للمشركين، قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويطفئ عادية لهبها بسيفه - ويخمد لهيبها بحده مكدوداً في ذات الله. وأنتم في رفاهة فكهون آمنون وادعون.
    حتى إذا اختار الله لنبيه صلى الله عليه دار أنبيائه ظهرت حسكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه صارخاً بكم، فدعاكم فألقاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة ملاحظين؛ ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً وأحمشكم فألفاكم غضاباً؛ فوسمتم غير إبلكم، وأوردتم غير شربكم، هذا والعهد قريب والكلم رحيب، والجرح لما يندمل. أبماذا زعمتم: خوف الفتنة؟ " ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين " ، فهيهات فيكم، وأنى بكم، وأنى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، زواجره بينة، وشواهده لائحة، وأوامره واضحة، أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ " بئس للظالمين بدلا " " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها تشربون حسوا في ارتغاء، ونصير منكم على مثل حز المدى وأنتم الآن تزعمون لا إرث لنا " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون " إيها معشر المسلمة المهاجرة؛ أأبتز إرث أبيه؟ أبى الله في الكتاب يا بن قحافة، أن ترث أباك ولا أرث أبيه. لقد جئت شيئاً فرياً، فدونكها مخطومة مرحولة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم لله، والزعيم محمد صلى الله عليه، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون " ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون " ثم انكفأت على قبر أبيها صلى الله عليه فقالت:
    قد كان بعدك أنباء وهنبشة ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
    إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ... واختل أهلك فاحضرهم ولا تغب

    وذكر أنها لما فرغت من كلام أبي بكر والمهاجرين عدلت إلى مجلس الأنصار فقالت: يا معشر الفئة، وأعضاد 348 الملة، وحضنة الإسلام، ما هذه الفترة في حقي؟ والسنة في ظلامتي؟ أما كان لرسول الله صلى الله عليه أن يحفظ في ولده؟ لسرع ما أحدثتم! وعجلان ذا إهانة أتقولون: مات محمد صلى الله عليه؟ فخطب جليل استوسع وهيه، واستنهر فتقه وفقد راتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، واكتأبت خيرة الله لمصيبته، وخشعت الحبال، وأكدت الآمال، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته صلى الله عليه، وتلك نازلة علن بها كتاب الله في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم، تهتف في أسماعكم ولقبله ما حلت بأنبياء الله ورسله صلى الله عليهم. " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين " .

    إيها بني قيلة؛ أأهتضم تراث أبيه وأنتم بمرأى مني ومسمع؟ تلبسكم الدعوة، وتشملكم الحيرة، وفيكم العدد والعدة، ولكم الدار، وعندكم الجنن، وأنتم الألى نخبة الله التي انتخب لدينه، وأنصار رسوله صلى الله عليه، وأهل الإسلام والخيرة التي اختار الله لنا أهل البيت فنابذتم العرب، وناهضتم الأمم، وكافحتم البهم، لا نبرح نأمركم فتأتمرون، حتى دارت لكم بنا رحا الإسلام، ودر حلب الأيام وخضعت نعرة الشرك، وباخت نيران الحرب، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق نظام الدين، فأنى حرتم بعد البيان، ونكصتم بعد الإقدام، وأسررتم بعد التبيان، لقوم نكثوا " أيمانهم اتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين " .
    ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة، فعجتم عن الدين، ومججتم الذي وعيتم، ولفظتم الذي سوغتم " إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد " ألا وقد قلت الذي قلته عن معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم، واستشعرته قلوبكم. ولكن قلته فيضة النفس، ونفثة الغيظ. وبثة الصدر، ومعذرة الحجة فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناقبة الخف، باقية العار مرسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة. فبعين الله ما تفعلون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعلموا إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون.

    قالوا: لما مرضت فاطمة عليها السلام دخل النساء عليها وقلن: كيف أصبحت من علتك يا بنة رسول الله؟ قالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم، قاليةً لرجالكم؛ لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنئتهم بعد أن سبرتهم، فقبحاً لفلول الحد، وخطل الرأي " ولبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون " لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وشنت عليهم غارتها فجدعاً وعقراً وبعداً للقوم الظالمين.
    ويحهم. أين زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين، والطبن بأمر الدنيا والدين " ألا ذلك هو الخسران المبين " ما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته وتنمرة في ذات الله، وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلى الله عليه لاعتقله، ولسار بهم سجحاً لا يكلم خشاشه ولا يتعتع 349 راكبه، ولأوردهم منهلاً روياً فضفاضاً، تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطاناً، وقد تحيز بهم الرأي، غير مستحل منه بطائل، إلا بغمر الناهل، أو دعة سورة الساغب، ولفتحت عليهم بركات من السماء، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون.
    ألا هلم فاستمع. وما عشت أراك الدهر عجباً وإن تعجب فعجب لحادث إلى ملجأ لجئوا واستندوا، وبأي عروة تمسكوا، " لبئس المولى ولبئس العشير " .
    واستبدلوا والله الذنابى بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " ويحهم " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون " .
    أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريث ما تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا، وذعافاً ممقراً، فهنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غب ما أسس الأولون، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفساً، وطامنوا للفتنة جأشاً، وأبشروا بسيف صارم، وبهرج شامل، واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً فيا حسرة بكم، وقد عميت عليكم " أنلزمكموها وأنتم لها كارهون " .




    تعليق


    • مما قالته الزهراء عليها السلام بعد خطبتها الفدكيه في رواية الخطبة الفدكية
      جاء في كتاب للأستاذ إبراهيم محمد حسن الجمل
      أبناء النبي البنون والبنات وامهاتهم رضي الله عنهم أجمعين ص152-153 / دار الفضيلة

      ووقفت فاطمة - رضي الله عنها - على قبر أبيها صلى الله عليه وسلم ، وأخذت قبضة من تراب القبر ، فوضعتها على عينيها وبكت وأنشأت تقول
      :

      ماذا على من شم تربة أحمد * أن لايشم مدى الزمان غواليا

      صبت علي مصائب لوأنها * صبت على الأيام عدن لياليا

      وكان إذا أصابها شيئ بعده ، ذهبت إلى قبره تبثه أشجانها وتقول مخاطبة إياه كأنه ماثل أمامها :

      إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ** وغاب مذ غبت عنا الوحي والكتب
      فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما نعيت وحالت دونك الكتب اهـ


      الكتاب : سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد
      المؤلف : محمد بن يوسف الصالحي الشامي


      وقالت الزهراء: قل للمغيب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا قد كنت ذات حمى لظل محمد * لا أخشى من ضيم، وكان جماليا فاليوم أخشع للذليل وأتقي * ضيمي، وأدفع ظالمي بردائيا فأذا بكت قمرية في ليلها * شجنا على غصن بكيت صباحيا فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي * ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا وقالت فاطمة الزهراء: أغير آفاق السماء وكورث * شمس النهار، وأظلم العصران فالأرض من بعد النبي كئيبة * أسفا عليه، كثيرة الرجفان فليبكه شرق البلاد وغربها * ولتبكه مضر، وكل يمان وليبكه الطود المعظم جوده * والبيت ذو الأستار والأركان يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه * صلى عليك منزل القرآن نفسي فداؤك، ما لرأسك مائلا * ما وسدك وسادة الوسنان وقالت الزهراء: إذا مات قرم قل والله ذكره * وذكر أبي مذ مات والله أزيد تذكرت لما فرق الموت بيننا * فعزيت نفسي بالنبي محمد فقلت لها: إن الممات سبيلنا * ومن لم يمت في يومه مات في غد وقالت الزهراء: إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * وغاب مذ غبت عنا الوحي والكتب فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما نعيت وحالت دونك الكتب
      وقالت فاطمة: ماذا على من شم تربة أحمد * أن لم يشم مدى الزمان الغواليا صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا وقالت الزهراء: قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * إذ غاب مذ غبت عنا الوحي والكتب وزاد جرمي بعد أبي العلاء بيتا ثالثا روي بروايتين: واختل لقومك لما غبت وانقلبوا * لما قضيت، وحالت دونك الكثب فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما قضيت، وحالت دونك الكثب وقد أورد بعضهم بعد البيتين الأولين: أبدى رجال لنا نجوى صدورهم * لما مضيت، وحالت دونك الترب تجهمتنا أناس، واستخف بنا * لما فقدت، وكل الأرث مغتصب وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذى العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا * وإذ فقدت فكل الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما مضيت وحالت دونك الكثب إنا رزينا بما لم يرز ذو شجن * من البرية، لا عجم ولا عرب اهـ

      (12/289)
      التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 03-12-2016, 01:28 AM.

      تعليق


      • إخبار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمايجري على الزهراء عليها السلام من غصب حقها في كتب السنه والشيعه وهذه من معجزاته صلى الله عليه واله وسلم في الاخبار بالمغيبات :


        جاء في كتاب كنز الفوائد للعلامة الكراكجي ط2ص 64 قال :

        (( ومما حدثنا به الشيخ الفقيه أبو الحسن بن شاذان رحمه الله قال حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا ابن الوليد محمد بن الحسن قال حدثنا الصفار محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن زياد عن مفضل بن عمر عن يونس بن يعقوب رضي الله عنه قال :
        سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول ملعون ملعون كل بدن لا يصاب في كل أربعين يوما قلت ملعون قال ملعون فلما رأى عظم ذلك علي قال إلي يا يونس ان من البلية الخدشة واللطمة والعثرة والنكبة والفقر وانقطاع الشسع وأشباه ذلك يا يونس ان المؤمن أكرم على الله تعالى من أن يمر عليه أربعون يوما لا يمحص فيها من ذنوبه ولو بغم يصيبه لا يدري ما وجهه وان أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيراها فيجدها ناقصة فيغتم بذلك فيجدها سواء فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه يا يونس ملعون ملعون من آذى جاره ملعون ملعون رجل يبدأه اخوه بالصلح فلم يصالحه ملعون ملعون حامل للقرآن مصر على شرب الخمر ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جوره ملعون ملعون مبغض علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه ما أبغضه حتى أبغض رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أبغض رسول الله صلى الله عليه وآله لعنه الله تعالى في الدنيا والآخرة ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله يا يونس قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلــــها ثم قال يا فاطمة البشرى فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين يا فاطمة لو أن كل نبي بعثه الله وكل ملك قربه شفعوا في كل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه الله من النار ابدا ملعون ملعون قاطع رحمه ملعون ملعون مصدق بسحر ملعون ملعون من قال الايمان قول بلا عمل ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشئ إما سمعت ان النبي صلى الله عليه وآله قال صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته ملعون ملعون من عق والديه ملعون ملعون من لم يوقر المسجد أتدري يا يونس ...إلخ



        تصحيح السيد المحقق الروحاني للسند :



        وفي كتب أهل السنه من كتاب الحمويني الشافعي أستاذ الذهبي وقد اعترف بأنه من اهل السنه مركز الفتوى رقم الفتوى: 52163 في جوابه هنا عن روايه رواها هو و القندوزي الحنفي في أسماء الاثني عشر عليهم السلام

        http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=52163


        ينقل روايه من كتبنا بسنده الي رواتها بنفس النص والذي حكم علي رواته المجلسي بالمعتبر كما ورد في جلاء العيون ج4ص186



        جاء في فرائد السمطين، ج 2، ص 34—36 :
        -انباني ابوطالب علي بن انجب بن عبيدالله بن الخازن عن کتاب الامام برهان الدين ابي‏الفتح ناصر بن ابي‏ المكارم المطرزي عن ابي‏ المؤيد ابن الموفق، انبانا علي بن احمد بن موسي الدقاق قال انبانا محمد بن ابي‏ عبدالله الكوفي قال: انبانا موسي بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن حمزة عن ابيه عن سعيد بن جبير عن ابن‏ عباس قال: ان رسول‏ الله صلي الله عليه و آله كان جالسا ذات يوم اذا اقبل الحسن فلما رآه بكي... ثم اقبلت فاطمه عليهاالسلام فلما راها بكي ثم قال: الي يا بنية فاطمة. فاجلسها بين يديه... فقال صلي الله عليه و آله والذي بعثني بالنبوة واصطفاني علي جميع البرية، اني و اياهم لاكرم الخلائق علي الله عزوجل و ما علي وجه الارض نسمة احب الي منهم...
        و اما ابنتي فاطمة فانها سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين... و اني لما رايتها ذكرت ما يصنع بها بعدي؛ كاني بها و قد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها و غصب حقها و منعت ارثها و كسر جنبها واسقطت جنينها و هي تنادي يا محمداه، فلا تجاب و تستغيث فلا تغاث...
        فتكون اول من يلحقني من اهل ‏بيتي فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، يقول رسول‏ الله صلي الله عليه و آله عند ذلك اللهم العن من ظلمها و عاقب من غصبها و ذلل من أذلها و خلد في نارك من ضرب جنبها حتي القت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين .

        حال رواة السند مع أن النص محفوظ ونفسه في كتب الشيعه مما يدل على وثاقة الرواه ولايضر مافيه من سقط فهو مبني على الإتصال :

        - ابن الساعي الشافعي الخازن

        علي بن الساعي (593 - 674 ه) (1197 - 1275 م) علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الرحيم البغدادي، الخازن الشافعي، المعروف بابن الساعي (أبو طالب، تاج الدين) مؤرخ، لغوي، مفسر، فقيه، محدث، ولي خزانة الكتب المستنصرية، وتوفي ببغداد.
        من تصانيفه الكثيرة: الجامع المختصر في عنوان التاريخ وعيون السير، نساء الخلفاء من الحرائر والاماء، شرح كبير لمقامات الحريري، لطائف المعاني في ذكر شعراء زماني، ونزهة الابصار في الحديث.
        (7/41)

        - أبوالفتح المطرزي (538-610) هو ناصر بن عبدالسيد أبي المكارم بن علي ، أبوالفتح ، برهان الدين الخوارزمي المطرزي ، أديب ، عالم باللغة ، من فقهاء الحنفية ، قرأ ببلدع على أبيه عبد السيد وعلى أبي المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد المكي خطيب خوارزم وتفقه على 353
        النعالي ، من تصانيفه : (( الإيضاح )) في شرح مقامات الحريري ، و(( المغرب في ترتيب المعرب )) ، و(( الإقناع بماحوى تحت القناع )) ( الفوائد البهية 218 ، والجواهر المضيئة 2/190، والأعلام 8/311) (1)

        - خطيب خوارزم قال عنه إسماعيل باشا : خطيب خوارزم أبو الوليد الوليد الموفق بن أحمد بن محمد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم ولد سنة 484 وتوفي سنة 568 ثمان وستين وخمسمائه صنف مناقب الامام ابو حنيفه (2)

        اقول : وماكان إخراج الجويني الشافعي لهذه الروايه في كتابه الا لأنه مطمئن بصحتها قال العلامه ابن القيم :
        وهو آخذ بقول الشيعه : إن فقهاء الإمامية من أولهم إلى آخرهم ينقلون عن أهل البيت أنه لا يقع الطلاق المحلوف به وهذا متواتر عندهم عن جعفر بن محمد وغيره من أهل البيت وهب أن مكابرا كذبهم كلهم وقال قد تواطئوا على الكذب عن أهل البيت ففي القوم فقهاء وأصحاب علم ونظر في اجتهاد وإن كانوا مخطئين مبتدعين في أمر الصحابة فلا يوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب والجهل وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم واحتج به المسلمون ولم يزل الفقهاء ينقلون خلافهم ويبحثون معهم والقوم وإن أخطأوا في بعض المواضع لم يلزم من ذلك أن يكون جميع ما قالوه خطأ حتى يرد عليهم هذا لو انفردوا بذلك عن الأمة..(3)

        الكافي - الكليني - 8\245
        باب إذا قام القائم (عليه السلام) مدّ الله في أسماع الشيعة وأبصارهم
        340- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) عَنْهُمَا فَقَالَ يَا أَبَا الْفَضْلِ مَا تَسْأَلُنِي عَنْهُمَا فَوَ اللهِ مَا مَاتَ مِنَّا مَيِّتٌ قَطُّ إِلا سَاخِطاً عَلَيْهِمَا وَمَا مِنَّا الْيَوْمَ إِلا سَاخِطاً عَلَيْهِمَا يُوصِي بِذَلِكَ الْكَبِيرُ مِنَّا الصَّغِيرَ إِنَّهُمَا ظَلَمَانَا حَقَّنَا وَمَنَعَانَا فَيْئَنَا وَكَانَا أَوَّلَ مَنْ رَكِبَ أَعْنَاقَنَا وَبَثَقَا عَلَيْنَا بَثْقاً فِي الإسْلامِ لا يُسْكَرُ أَبَداً حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَوْ يَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمُنَا ثُمَّ قَالَ أَمَا وَاللهِ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا أَوْ تَكَلَّمَ مُتَكَلِّمُنَا لأبْدَى مِنْ أُمُورِهِمَا مَا كَانَ يُكْتَمُ وَلَكَتَمَ مِنْ أُمُورِهِمَا مَا كَانَ يُظْهَرُ وَاللهِ مَا أُسِّسَتْ مِنْ بَلِيَّةٍ وَلا قَضِيَّةٍ تَجْرِي عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلا هُمَا أَسَّسَا أَوَّلَهَا فَعَلَيْهِمَا لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.



        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏26، ص: 212
        حسن أو موثق

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        (1) الموسوعة الفقهيه ج31 ص353 -354 عموم – غيلة ، اصدار وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت ط1 1414 هـ -1994 م مطابع دار الصفوة
        (2) هدية العارفين – الوراق ( (2/ 198 ) - ( 1/199 )
        (3) الصواعق المرسله ج2 ص 616 ، 617 ط . دار العاصمة / الرياض سنة 1312 هـ

        تعليق


        • المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          أنقل هذا التوثيق وفيه الإمام علي عليه السلام يقول أنه الأعلم بالقرآن ويفسر مايطلب منه فيه:












          هو عليه السلام أقضى الصحابه :

          - قال عمرُ رضِي اللهُ عنه : عليٌّ أقضانا وأُبيٌّ أقرأُنا ، وإنَّا لندعُ كثيرًا من لحنِ أُبيٍّ إن أنبأَ بقولِ : سمِعتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولم ولنْ أدعَه لشيءٍ ، واللهُ يقولُ { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِهَا }
          الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث :ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق
          الصفحة أو الرقم: 2/563 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
          وهو باب مدينة العلم ومن أراد العلم يأتيه :

          - أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أتى العلم فليأت الباب
          الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 123
          خلاصة حكم المحدث: حسن

          هو مع القرآن والقرآن معه لن يفترقا حتى يردا على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الحوض
          عليٌّ مع القرآنِ، والقرآنُ مع عليٍّ، لن يفترِقا حتى يرِدا عليَّ الحوضَ
          الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 5594
          خلاصة حكم المحدث: حسن
          أقول : ومن ضمن آيات القرآن ماجاء فيه أن الأنبياء يورثون ، لهذا أتت السيده فاطمه عليها السلام لابي بكر وإحتجت عليه أن الأنبياء يورثون وبما جاء في كتاب الله وأتت بالإمام علي عليه السلام كشاهد على صدقها مما يعني بلاشك وريب أن الأنبياء في القرآن أخبرنا الله عنهم أنهم يورثون المال :
          كتاب (تاريخ المدينة) لابن شبة، الجزء الأول، الصفحة 124، برقم 554 ، من طبعة دار الكتب العلمية ـ بيروت، ونص الرواية :
          - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثنا فضيل ابن مرزوق، قال: حدثني النميري بن حسان، قال: قلت لزيد بن علي - رحمة الله عليه - وأنا أريد أن أهجِّن أمر أبي بكر: إنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - انتزع من فاطمة - رضي الله عنها - فدك.
          فقال: إن أبا بكر - رضي الله عنه - كان رجلاً رحيماً، وكان يكره أن يغير شيئاً تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتته فاطمة - رضي الله عنها - فقالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني فدك.
          فقال لها: هل لك على هذا بينة؟ فجاءت بعلي - رضي الله عنه - فشهد لها، ثم جاءت بأم أيمن فقالت: أليس تشهد أني من أهل الجنة؟ قال: بلى.
          قال أبو أحمد: يعني أنها قالت ذاك لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، قالت: فأشهد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاها فدك.
          فقال أبو بكر رضي الله عنه: فبرجل وامرأة تستحقينها أو تستحقين بها القضية؟ قال زيد بن علي: وأيم الله لو رجع الأمر إلي لقضيت فيها بقضاء أبي بكر رضي الله عنه.
          انتهى بنصه من المصدر المذكور
          قال محقق الكتاب : إسناده حسن اهـ

          فالإمام علي عليه السلام يعلم بتفسير قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) (26 ) - الإسراء
          جاء في تفسير الدر المنثور :

          وأخرج البزار ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك .
          [ ص: 321 ] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله فاطمة فدك .
          https://library.islamweb.net/newlibr...no=203&ID=1525
          أقول : وابن ابي حاتم إشترط الصحه على ماأخرجه من روايات في كتابه

          وسبق وألزمت من يكذب بحق الزهراء عليها السلام بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن زيدآ إبنه يرثه ويرثه

          جاء في فتوى من مركز الفتوى في أن التبني كان عمول آبه أول الإسلام الى أن نزلت آية تحريمه ففي كل هذه الفتره لم نجد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أنا الأن من الأنبياء ولايرث مالي زيد ولاأرثه بل حاله حال بقية البشر يورث المال حتى نزلت آية التحريم للتبني ، وهذا رد قاصم على من يقول أن هذا الكلام قبل البعثه وهو لم يكن نبيآ لكي نلزمه وإلا فهو صلى الله عليه وآله وسلم من الأنبياء وآدم بين الروح والجسد (1)

          السؤال :
          إذا كان التبني حراما في الإسلام, كيف تبنى الرسول عليه الصلاة والسلام زيد بن حارثة وقال عليه الصلاة والسلام " يرثني و أرثه"؟
          الفتوى :
          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
          فالتبني محرم في الإسلام وسبق بيانه في الفتوى رقم: 58889
          وأما كيف تبنى الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، فإن ذلك كان قبل نزول آيات تحريم التبني، فإن التبني كان معمولا به في أول الإسلام ثم نسخ وحرم، قال القرطبي رحمه الله في التفسير: قوله تعالى:
          وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ. أجمع أهل التفسير على أن هذه نزلت في زيد بن حارثة، وروى الأئمة أن ابن عمر قال: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ {الأحزاب: 5} وقال أيضا: قوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ. نزلت في زيد بن حارثة على ما تقدم بيانه وفي قول ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد، دليل على أن التبني كان معمولاً به في الجاهلية والإسلام يتوارث به ويتناصر، إلى أن نسخ الله ذلك بقوله: ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ. أي أعدل. فرفع الله حكم التبني ومنع من إطلاق لفظه، وأرشد بقوله إلى أن الأولى والأعدل أن ينسب الرجل إلى أبيه نسباً، .... وقال النحاس: هذه الآية ناسخة لما كانوا عليه من التبني وهو من نسخ السنة بالقرآن، فأمر أن يدعوا من دعوا إلى أبيه المعروف، فإن لم يكن له أب معروف نسبوه إلى ولائه، فإن لم يكن له ولاء معروف قال له يا أخي ، يعني في الدين ، قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات: 10}. انتهى
          وكان زيد فيما روي عن أنس بن مالك وغيره من الشام سَبَتْه خيل من تهامة، فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد، فوهبه لعمته خديجة، فوهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه فأقام عنده مدة، ثم جاء عمه وأبوه يرغبان في فدائه، قال في روح المعاني : "وكان من أمره رضي الله تعالى عنه على ما أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال:.. ركب معه أبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة فلقوا رسول الله فقال له حارثة: يا محمد أنتم أهل حرم الله تعالى وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير ابني عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه فإنك ابن سيد قومه وإنا سنرفع إليك في الفداء ما أحببت فقال له رسول الله: أعطيكم خيرا من ذلك قالوا: وما هو؟ قال: أخيّره، فإن اختاركم فخذوه بغير فداء، وإن إختارني فكفوا عنه فقال: جزاك الله تعالى خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال: يا زيد أتعرف هؤلاء قال: نعم هذا أبي وعمي وأخي فقال عليه الصلاة والسلام: فهم من قد عرفتهم، فإن اخترتهم فاذهب معهم، وإن اخترتني فأنا من تعلم قال له زيد: ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت معي بمكان الوالد والعم قال أبوه وعمه: أيا زيد أتختار العبودية قال: ما أنا بمفارق هذا الرجل، فلما رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حرصه عليه قال: اشهدوا أنه حر وإنه ابني يرثني وأرثه، فطابت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه عليه الصلاة والسلام، فلم يزل في الجاهلية يدعى زيد بن محمد حتى نزل القرآن: ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ. فدعي زيد بن حارثة. انتهى.
          والله أعلم
          http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=71330

          .
          -
          جاء في تفسير الطبري وغيره أن الأنبياء يرثون المال ج18 / دار المعارف :
          وقوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) يقول : يرثني من بعد وفاتي مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة ، وذلك أن زكريا كان من ولد يعقوب .
          وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
          ذكر من قال ذلك :
          حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) يقول : يرث مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة .
          حدثنا مجاهد ، قال : ثنا يزيد ، قال : أخبرنا إسماعيل ، عن أبي صالح في قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : يرث مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة .
          حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قال : يرثني مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة اهـ
          - وجاء في صحيح مسلم مطالبة الإمام علي عليه السلام بالميراث من عمر :
          فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجِئْتُمَا تَطْلُبُ مِيرَاثَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ وَيَطْلُبُ هَذَا مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ " ، فَرَأَيْتُمَاهُ كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ ، فَرَأَيْتُمَانِي كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ "
          أقول : ولمن يحتج أن العباس والإمام علي عليه السلام قالا نعم في الحديث بأنهما سمعا أن النبي لايورث هذا من الإشكالات إذ كيف يعلما ذلك ويطالبا به !!
          والإجابه : أن عمر ناشدهما بهذا : لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ ، : أي لانورث ماتركناه صدقه فقط وليس كل ماتركوه يكون صدقه هذا إن سلمنا بالحديث أويكون الإقرار بنعم فيما تقول فيه عليه صلى الله عليه وآله وسلم من أبي بكر في حياة الزهراء عليها السلام وشيوعه بعد ذلك
          جاء في كتاب سنن الترمذى كتاب السير مع شرح العلامة المباركفورى فى تحفة الاحوذى (بَابُ مَا جَاءَ فِي تَرِكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
          وَقَوْلُهُ إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُورَثُ (قَالُوا نَعَمْ) قَدِ اسْتُشْكِلَ هَذَا وَوَجْهُ الِاسْتِشْكَالِ أَنَّ أَصْلَ الْقِصَّةِ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الْعَبَّاسَ وَعَلِيًّا قَدْ عَلِمَا بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَيْفَ يَطْلُبَانِهِ مِنْ أبي بكر وإن كانا إنما سمعاه من أبي بكر فِي زَمَنِهِ بِحَيْثُ أَفَادَ عِنْدَهُمَا الْعِلْمَ بِذَلِكَ فَكَيْف يَطْلُبَانِهِ بَعْد ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ
          وَأُجِيبَ بِحَمْلِ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمَا اعْتَقَدَا أَنَّ عُمُومَ لَا نُورَثُ مَخْصُوصٌ بِبَعْضِ مَا يُخَلِّفُهُ دُونَ بَعْضٍ
          وَلِذَلِكَ نَسَبَ عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَعْتَقِدَانِ ظُلْمَ مَنْ خَالَفَهُمَا كَمَا وَقَعَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ اهـ
          - كيف تكذب الصادقه !:
          - عن عائشةَ قالت ما رأيْتُ أفضلَ مِن فاطمةَ غيرَ أبيها قالت وكان بينَهما شيءٌ فقالت يا رسولَ اللهِ سَلْها فإنَّها لا تكذِبُ وفي روايةٍ قالت ما رأيْتُ أحدًا قَطُّ أصدقَ مِن فاطمةَ
          الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث :الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
          الصفحة أو الرقم: 9/204 | خلاصة حكم المحدث : رجالهما رجال الصحيح‏‏
          - زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسألن ميراثهن :

          -أن أزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أردن أن يبعثْن عثمانَ إلى أبي بكرٍ يسألنَه ميراثَهن، فقالت عائشةُ: أليس قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا نورَثُ، ما تركْنا صدقةً.
          الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث :البخاري | المصدر : صحيح البخاري
          الصفحة أو الرقم: 6730 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
          - نجد أن أبابكر هو من ألزم نفسه بتصويب مايقع فيه من أخطاء لكن للأسف لم يستجيب :

          أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فإن أحسنتُ فأَعِينوني وإن أسأتُ فقوِّموني الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ والضعيفُ منكم قويٌّ عندي حتى أزيحَ عِلَّتَه إن شاء اللهُ والقويُّ فيكم ضعيفٌ حتى آخذَ منه الحقَّ إن شاء اللهُ لا يدعُ قومٌ الجهادَ في سبيل اللهِ إلا ضربَهم اللهُ بالذُّلِّ ولا يشيعُ قومٌ قطُّ الفاحشةَ إلا عمَّهم اللهُ بالبلاء أَطيعوني ما أَطعتُ اللهَ ورسولَه فإذا عصيتُ اللهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم قوموا إلى صلاتِكم يرحمْكم اللهُ
          الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
          الصفحة أو الرقم: 5/218 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
          أقول : والعجب أنه ورد أنه كتب لها بحقها وشق عمر الكتاب :
          ـ[السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون]ـ
          المؤلف: علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبو الفرج، نور الدين ابن برهان الدين (المتوفى: 1044هـ)
          الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
          الطبعة: الثانية - 1427هـ
          وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله أنه رضي الله تعالى عنه كتب لها بفدك، ودخل عليه عمر رضي الله تعالى عنه فقال: ما هذا. فقال: كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها فقال: مماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه.

          دمتم برعاية الله
          كتبته / وهج الإيمان
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          (1) - قلتُ يا رسولَ اللهِ متى بُعِثْتَ نبيًّا قال وآدَمُ بينَ الرُّوحِ والجسدِ
          الراوي: ميسرة الفجر المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 411
          خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
          - كنتُ نبيًّا وآدمُ بينِ الروحِ والجسدِ
          الراوي: ميسرة الفجر وابن أبي الجدعاء و ابن عباس المحدث:
          السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 6424
          خلاصة حكم المحدث: صحيح


          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صل على محمد وال محمد

          الامام علي عليه السلام يحتج على أبي بكر بآيات توريث الأنبياء عندما نفى أن الأنبياء يورثون يوافق بذلك الزهراء عليها السلام وهو أقضى الصحابه وهو مع القرآن والقرآن معه وهو العالم بتفسيره تأمل أخي القارئ هذا الحديث عن الامام الباقر عليه السلام الذي أخرجه ابن سعد كاتب الواقدي في الطبقات عن شيخه واستاذه وثقته الواقدي الذي قال عنه :


          (محمد بن عمر بن واقد الواقدي مولى لبني سهم من أسلم، وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد، وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين، وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح، وباختلاف الناس في الحديث والأحكام، واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها).(1)



          أقول : فهو أعلم الناس بالسير وأخبار النبي صلى الله عليه واله وسلم والأحداث التي كانت في وقته وبعد وفاته :

          قال عنه الخطيب البغدادي : (وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات، وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، والأحداث التي كانت في وقته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك، وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء). (2)

          أقول :
          واحتج به الحاكم في مستدركه على الصحيحين قال في كتاب معرفة الصحابة : أما الشيخان فإنهما لم يزيدا على المناقب ، وقد بدأنا في أول ذكر الصحابي بمعرفة نسبه ووفاته ، ثم بما يصح على شرطهما من مناقبه مما لم يخرجاه ، فلم أستغن عن ذكر محمد بن عمر الواقدي وأقرانه في المعرفة. (3)





          وقال بصدقه العلامه ابن كثير : والواقدي عنده زيادات حسنة وتاريخ محرر غالبا، فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار، وهو صدوق في نفسه مكثار (4)


          ومن رد حديثه قبله في المغازي والسير والفقه وأخبار الصحابه قال الامام الذهبي: "الواقدي، المديني، القاضي، صاحب التصانيف والمغازي، العلامة، الإمام، أبو عبد الله، أحد أوعية العلم على ضعفه، المتفق عليه ..، وجمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين، فاطرحوه لذلك، ومع هذا، فلا يستغنى عنه في المغازي، وأيام الصحابة، وأخبارهم". (5)
          وقال الحافظ الدراوردي ومحمد بن الحسن الشيباني: الواقدي أمير المؤمنين في الحديث، وقال محمد بن إسحاق: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه. وابوبكر بن العربي وثق الواقدي في عارضة الأحوذي 3 /222

          وغيرهم ممن وثقه

          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          (1) طبقات ابن سعد 5/425 .

          (2) تاريخ بغداد 3/3 .

          (3) http://library.islamweb.net/newlibra..._no=74&ID=1886

          (4) البداية والنهاية، 3/234.
          (5) سير أعلام النبلاء 9/454

          وبعد وفاته صلى الله عليه واله وسلم حدثت حادثة فدك وهو أعلم الناس بهذه الأحداث كما مر عليك فالحديث لاشك في صحته يؤكد صحته موافقة أمير المؤمنين الزهراء عليها السلام وشهادته أن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم أعطاها فدك في حياته يلزمه موافقته لكلامها في آيات التوريث التي أستشهدت بها في خطبتها الفدكية وهذا هو الحديث لايقل عن الحسن عند من يرى وثاقة رجاله ممن وثقهم فيكون السند ثقه على مبانيهم : «أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني هشام بن سعد،عن عبّاس بن عبد الله بن معبد، عن أبي جعفر قال: جاءت فاطمة الى أبي بكر تطلب ميراثها، وجاء العبّاس بن عبد المطّلب يطلب ميراثه، وجاء معهما علي، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا نورّث ما تركنا صدقة، وما كان النبي يعول فعليَّ. فقال علي (وَوَرِثَ سُلَيَْمانُ دَاوُودَ) وقال زكريّا: (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) قال أبو بكر: هو هكذا، وأنت تعلم مثل ما أعلم. فقال علي: هذا كتاب الله ينطق. فسكتوا وانصرفوا» (1)

          أقول : عبّاس بن عبد الله بن معبد ثقة وهشام بن سعد القرشي احتج به مسلم واستشهد به البخاري وقال أبو داود : هو ثقة ، أثبت الناس في زيد بن أسلم.
          وهذا مارواه عن زيد بن اسلم عن ابيه:

          قال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب

          :ولعمري لقد دل قول الثاني، على ما قد فعلوه، حين توفى رسول الله فجاء حتى دخل على علي (عليه السلام) بما نحن ذاكروه.
          176 - رواه الواقدي قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه، قال: سمعت عمر يقول: لما توفى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) خرجت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على علي بن أبي طالب، وهو في بيت فاطمة، وعنده المهاجرون، فقلت: ماذا تقول يا علي ؟ قال: أقول خيرا، نحن أولى برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وما نزل، قلت والذي قال: نعم قلت: نعدل قال: نعم، قلت: كلا، والذي نفسي بيده حتى تحزوا رقابنا بالمناشير. (2)

          ــــــــــ
          (1) الطبقات الكبرى 2:315. أخرجه السيوطي عنه كذلك :
          27556- عن أبى جعفر قال : جاءت فاطمة إلى أبى بكر تطلب ميراثها وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه وجاء معهما على فقال أبو بكر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نورث ما تركناه صدقة وما كان النبى يعول فقال على ورث سليمان بن داود وقال زكريا {يرثنى ويرث من آل يعقوب} [ مريم : 6 ] قال أبو بكر هو هكذا وأنت والله تعلم مثل ما أعلم فقال على هذا كتاب الله ينطق فسكتوا وانصرفوا (ابن سعد) [كنز العمال 14101]
          أخرجه ابن سعد (2/315) .
          (25/13)
          http://islamport.com/d/1/mtn/1/37/1049.html
          وأورده النويري ج18ص397
          (2) جاء في هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين - إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي - (ج 2 / ص 12( " :الكنجي: محمد بن يوسف الكنجي أبو عبد الله الشافعي المتوفى سنة 659 ثمان وخمسين وستمائة. من تصانيفه البيان في أخبار صاحب الزمان كفاية الطالب في مناقب أبي طالب "
          وجاء في ذيل المرآة الزمان -اليونيني - (1/148 ) : :" الفخر محمد بن يوسف الكنجي كان رجلاً فاضلاً أديباً وله نظم حسن قتل في جامع دمشق بسبب دخوله مع نواب التتر ومن شعره في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى آله: يحب الآله والآله يحبه ... به يفتح الله الحصون كما هيا
          فخص به دون البرية كلها ... عليا وسماه الوصي المواخيا
          رحمه الله وإيانا " اهـ ، قال في مقدمة كتابه - كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب - ما نصه : " فاني لما جلست يوم الخميس لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة 647 بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ودار الحديث المهاجرية حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وأرباب الحديث، فذكرت بعد الدرس احاديث وختمت المجلس بفضل في مناقب اهل البيت عليهم السّلام فطعن بعض الحاضرين لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن ارقم في غدير خم، وفي حديث عمار في قوله صلى اللّه عليه وآله: طوبى لمن احبك وصدق فيك، فدعتني الحمية لمحبتهم على إملاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه عن مشايخنا في البلدان من احاديث صحيحة من كتب الائمة والحفاظ في مناقب امير المؤمنين علي كرم اللّه وجهه الذي لم ينل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فضيلة في آبائه وطهارة في مولده إلا وهو قسيمة فيها " .

          تعليق


          • من القصيدة التائيه لدعبل الخزاعي التي ألقاها على مسامع الإمام الرضا عليه السلام والتي ذكرها العلامة العصامي في سمط النجوم وقدم لها هكذا : دخل عليه دعبل الخزاعي الشاعر بمرو فقال: يابن رسول الله، إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي لا أنشدها أحدا قبلك.فقال له الرضا: هاتها. فأنشد من الطويل:


            أَرَى فَيْئَهُم فِي غَيْرِهم مُتَقَسمَا ... وأَيْدِيَهُمْ مِنْ فَيئهمْ صفرَاتِ



            وختم العلامه الصامي في ذكر دعبل بالتالي :
            قلت: دعبل هذا محب لأهل البيت، ومن ذا الذي لا يحبهم فمن لا يحبهم لا يحبه الله، ولكنه كان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس، هجا الخلفاء وغيرهم، هجا المأمون بأبيات منها من الكامل:
            إني مِنَ القَوْمِ الذِينَ سُيُوفُهُم ... قَتَلَتْ أَخَاك وشَرَفَتْكَ بِمَقْعَدِ
            شَادُوا بحُسْنِ فعَالِهِمْ لَكَ مَنصِباً ... واستَرفَعُوكَ مِنَ الحَضِيضِ الأَوْهَدِ
            يُشيرُ بذلك إلى ما فعله طاهر بن الحسين، مقدم عساكر المأمون فإنه خزاعي، ودعبل هذا خزاعي. ولما بلغ هذا المأمون قال: تعس دعبل، ومتى كنت خاملاً رفعني قومه. وطال عمر دعبل، وكان يقول لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلك. كان مولده بين واسط العراق وكور الأهواز سنة ثمان وأربعين ومائة. والدعبل بكسر الدال المهملة إسكان العين وكسر الباء الموحدة اسم الناقة الشارف وهو لقبه. واسمه علي بن رزين بن سليمان، قاله ابن الأثير.

            http://www.islamport.com/b/4/trajem/...%ED%20027.html

            تعليق


            • ميراث الأنبياء


              المفتي
              عطية صقر .
              مايو 1997

              المبادئ
              القرآن والسنة

              السؤال
              هل يرث ابن النبى أباه فى النبوة، أو أنها هبة من الله سبحانه لمن يصطفيه ؟

              الجواب
              يقول الله تعالى عن دعاء زكريا ربه { فهب لى من لدنك وليا . يرثنى ويرث من آل يعقوب } مريم : 5 ، 6 ويقول : { وورث سليمان داود } النمل : 16 ويقول صلى الله عليه وسلم "إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " رواه البخارى ومسلم "الجامع الكبير للسيوطى ص 1047" ويقول " إن العلماء ورثة الأنبياء " رواه أبو داود والترمذى وابن ماجه وابن حبان وغيرهم .
              تحدث القرطبى فى تفسيره "ج 11 ص 81" عن التوارث بين الأنبياء ، وذكر أن هناك ثلاثة آراء للعلماء فى النصوص التى تثبت الوراثة ، هل هى وراثة نبوة ، أو وراثة حكمة ، أو وراثة مال ؟ وبيَّن أن وراثة النبوة مستحيلة ، ولو كانت تورث لقال قائل : الناس ينتسبون إلى نوح عليه السلام وهو نبى مرسل -يعنى يمكن لأى إنسان أن يقول أنا نبى ، أو معى قسط من النبوة حتى الكفار- ووراثة العلم والحكمة رأى حسن ولا مانع منه ، ومثلها وراثة العلماء لعلم الأنبياء ، ووراثة سليمان لداود هى من هذا القبيل ، أما وراثة المال فهى غير ممنوعة، لكن كيف ذلك والحديث يمنع؟ وأجاب عن ذلك بأن وراثة زكريا ووراثة داود ، لا مانع منها، وما جاء فى الحديث فهو خاص بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وعبَّر بصيغة الجمع ويقصد نفسه هو، فهذا التعبير سائغ ، ويمكن أن يراد به أن ما تركناه على سبيل الصدقة لا يورث كالتركة .
              يؤخذ من هذا أن وراثة النبوة ممنوعة، فهى هبة من الله يعطيها من يصطفيه من عباده ، يقول ابن عطية : داود من بنى إسرائيل وكان ملكا ، وورث سليمان ملكه ومنزلته من النبوة بمعنى صار إليه ذلك بعد موت أبيه ، فسمى ميراثا تجوزا ، يعنى أن الله هو الذى أعطاه ذلك باصطفائه له ، وليس إرثا حتميا من أبيه كما تورث الأموال .
              ومهما يكن من شىء فإن ذلك أمر لا يعنينا بعد أن ختمت النبوة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس لأحد من بعده -وبخاصة ممن ينتسبون إليه ، أن يدعيها كميراث ، وكان من حكمة الله أنه لم يجعل لنبيه ولدا يعيش من بعده حتى لا يدعى وراثة النبوة وعلينا أن نهتم بميراثه الذى تركه لنا وهو العلم ، الذى نبه أحد الصحابة إليه ، حيث قال لهم : أنتم هنا وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم يقسم فى المسجد، فلما ذهبوا لم يجدوا إلا حلقة العلم فعرفوا أنها المقصودة بالميراث .
              وهو شرف كبير أن يكون العلماء هم ورثة هذا الهدى النبوى الذى أوصى بالتمسك به كما جاء فى الحديث " تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدى أبدا ، كتاب الله وسنتى " رواه الحاكم وصححه
              (8/155)




              http://islamport.com/w/ftw/Web/953/3655.htm

              أقول : يقصد الشيخ عطية صقر هذا الحديث والذي علق عليه الشيخ المنجد والذي قال في فتوى الإسلام سؤال وجواب رقم الفتوى209483 عنه :

              ورواه الحاكم في "المستدرك" (318) من طريق إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: ( ... إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
              وقال الحاكم عقبه : " وَذِكْرُ الِاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ غَرِيبٌ " .

              وإسماعيل بن أبي أويس ، قال أحمد: لا بأس به.
              وقال ابن أبى خيثمة، عن يحيى: صدوق، ضعيف العقل، ليس بذاك.
              وقال أبو حاتم: محله الصدق مغفل، وقال النسائي: ضعيف.
              وقال الدارقطني: لا أختاره في الصحيح.
              وقال ابن عدى: قال أحمد بن أبى يحيى: سمعت ابن معين يقول: هو وأبوه يسرقان الحديث.
              وقال ابن عين أيضا : لا يساوى فلسين.
              وقال الذهبي : فيه لين .
              "ميزان الاعتدال" (1 /223)
              وأبوه أبو أويس فيه لين أيضا :
              قال أحمد، ويحيى: ضعيف الحديث.
              وقال يحيى - مرة: ليس بثقة.
              وقال - مرة: صدوق، وليس بحجة.
              وقال ابن المدينى: كان عند أصحابنا ضعيفا.
              وقال النسائي وغيره: ليس بالقوى.
              "ميزان الاعتدال" (2 /450). اهـ



              وقال الشيخ المنجد أيضآ في نفس الفتوى السابقه : لا تنافي بين الوصية بكتاب الله ، والوصية بالسنة ، والوصية بآل البيت ، بل الكل متلازم ، فالوصية بكتاب الله تتضمن الوصية بالسنة ، كما في قوله تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) المائدة/ 92 ، وقوله تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) الحشر/ 7 ، ونحو ذلك من الآيات .
              كما تتضمن الوصية بكتاب الله الوصية بآل البيت ، كما في قوله تعالى : ( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى/ 23 اهـ


              تعليق


              • قال الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت في شرح كتاب رياض الصالحين عن حديث سعد بن ابي وقاص لما مرض في حجة الوداع بمكة وعاده النبي صلى الله عليه واله وسلم :




                - عادني النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في حجةِ الوداعِ، مِن وجعٍ أشفيتُ منهُ على الموتِ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، بلغ بي منَ الوجعِ ما ترى، وأنا ذو مالٍ، ولا يرثُني إلا ابنةٌ لي واحدةٌ، أفأتصدقُ بثلثَيْ مالي ؟ قال : ( لا ) . قلتُ : أفأَتصدَّقُ بشَطرهِ ؟ قال : ( لا ) . قلتُ : فالثلثُ ؟ قال : ( والثلثُ كثيرٌ، إنك أن تذرَ ورثتَكَ أغنياءَ خيرٌ من أن تذرَهم عالةً يتكفَّفونَ الناسَ، ولستَ تُنفقُ نفقةً تبتغي بها وجهَ اللهِ إلا أُجرْتَ بها، حتى اللقمةَ تجعلُها في فِي امرأتِكَ ) . قلتُ : يا رسولَ الله، أأخلَّفُ بعدَ أصحابي ؟ قال : ( إنك لن تُخلَّفَ، فتعمل عملًا تبتغي بهِ وجهَ اللهِ، إلا ازددْت بهِ درجةً ورفعةً، ولعلك تخلَّفُ حتى ينتفع بك أقوامٌ ويضرُّ بك آخرونَ، اللهم أمضِ لأصحابي هجرتَهم، ولا تردَّهم على أعقابِهم، لكنِ البائسُ سعدُ بنُ خولةَ ) . رثَى لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن تُوفِّيَ بمكةَ .

                الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
                الصفحة أو الرقم: 4409 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |

                التالي :


                أراد سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في مرضه هذا الذي خشي منه الموت، أن يتصدق بالثلثين، فمنعه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: النصف، فمنعه، فقال: الثلث، فقال: ((الثلث، والثلث كثير))، وهذا يدل على أن الوصية غايتها الثلث، وما زاد على الثلث في الوصايا فإنها تلغى أي الزيادة، بل لا يجوز تنفيذها، بل ليس ذلك من الخلف في الوصية.
                وهل المستحب أن يوصي الإنسان بالثلث أو يوصي بأقل من هذا؟ ظاهر الحديث أن الثلث كثير، ولهذا قال كثير من السلف -رضي الله تعالى عنهم-: إنه يوصي بالربع، وبعضهم قال أقل من ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والثلث كثير)).

                قوله-صلى الله عليه وسلم-: ((إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس))، هذا يدل على أن القيام على شئون العيال ومن استرعاك الله -عز وجل- أولى من أن يكون إحسانك وبرك إلى الأبعدين، ولهذا فإن الله -عز وجل- يقول: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [الإسراء: 26]، فذكر المحتاجين بعد ذوي القرابات، وذكر القرابة بعد ذكْر الوالدين قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:23]، ثم بعد ذلك قال: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} فيبدأ الإنسان أولاً بمن يعول، ثم بقرابته من المحتاجين، ثم بعد ذلك بعامة الناس. اهـ
                أقول : وهذه الآيه عندما نزلت أعطى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أرض فدك للزهراء عليها السلام

                جاء في تفسير الدر المنثور للامام السيوطي :
                وأخرج البزار ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك .
                [ ص: 321 ] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله فاطمة فدك .
                https://library.islamweb.net/newlibr...no=203&ID=1525
                أقول : وابن ابي حاتم إشترط الصحه على ماأخرجه من روايات في كتابه



                قال الشيخ إبراهيم الأميني في الفصل السابع من كتابه فاطمة الزهراء (س) المرأة النموذجية في الإسلام :


                يستفاد من هذه الروايات، وروايات أخرى وردت في أسباب نزول الآية الشريفة، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان مأموراً بإعطاء فدك ـ بعنوان حقّ ذوي القربى ـ لفاطمة عليها السلام ليدعم البناء الإقتصادي لأسرة الإمام علي عليه السلام المجاهدة المضحية في سبيل الدين.
                وقد يقال: إنّ الآية (وآت ذا القربى حقّه) في سورة الإسراء وهي مكية، والنبيّ صلّى الله عليه وآله أقطع فدكاً فاطمة في المدينة، بعد فتح خيبر؟!
                ويجاب على ذلك بأحد جوابين:
                أولاً: إنّ سورة الإسراء مكيّة، ولكن بعض آياتها مدنية، ومنها هذه الآية. عن الحسن أنّها مكيّة إلاّ خمس آيات منها، وهي قوله: (ولا تقتلوا النفس) الآية (ولا تقربوا الزنا) الآية (أولئك الذين يدعون) (اقم الصلاة) (وآت ذا القربى).
                وثانياً: إنّ حقّ ذوي القربى شرّع في مكة، ونفّذه النبيّ صلّى الله عليه وآله في المدينة
                .اهـ
                التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 07-01-2017, 09:57 PM.

                تعليق


                • الكتاب : خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى
                  المؤلف : السمهودي

                  وهذه الصدقات مما طلبته فاطمة من أبي بكر رضي الله عنه مع سهمه صلى الله عليه وسلم بخيبر وفدك كما في الصحيح إنها كانت تسأل أبا بكر نصببها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا علمت به فأني أخشى إن تركت شيأ من أمره أن أزيغ ثم دفع عمر رضي الله عنه صدقته بالمدينة إلى عليّ وعباس وأمسك خيبر وفدك وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانتا لحقوقه التي تعروه وفيه إن أبا بكر رضي الله عنه احتج عليها بقوله صلى الله عليه وسلم ر نورث ما تركناه صدقة فغضبت وفي الصحيح أيضا إن عليا والعباسّ جاء إلى عمر رضي الله عنه يطلبان منه ما طلبته فاطمة من أبي بكر مع اعترافهما له بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة فالوجه إنهما مع فاطمة فهموا من قوله ما تركناه صدقة الوقف ورأوا إن حق النظر على الوقف يورث دون رقبتهورأى أبو بكر إن الأمر في ذلك له ولذا لما أعطاها عمر عليا وعباسا أخذ عليهما إن يعملا بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعده وكانت هذه الصدقة بيد عليّ منعها العباس فغلبه عليها ثم كانت بيد الحسن ثم بيد الحسين ثم بيد علي بن الحسين والحسن بن الحسن ثم بيد زيد بن الحسن رضي الله عنه قال معمر ثم كانت بيد عبد الله بن حسن حتى ولى هؤلاء يعني بني العباس فقبضوها قال أبو غسان صدقات النبيّ صلى الله عليه وسلم اليوم بيد الخليفة يولي عليها ويعزل عنها ويقسم ثمرها وغلتها في أهل الحاجة من أهل المدينة على قدر ما يرى من هي في يده وقال الشافعي رحمه الله فيما نقله البيهقيّ وصدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمة عندنا وصدقة الزبير قريب منها وصدقة عمر قائمة وصدقة عثمان وصدقة عليّ وصدقة فاطمة وصدقة من لا أحصى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأعراضها قلت ثم تغيرت الأمور بعد ذلك والله المستعان وذكرنا في الأصل ما روى إن فاطمة قالت في فدك إن النبي صلى الله عليه وسلم أنحلنيها وما أنفق فيها.ة في كتاب صدقة عليّ رضي الله عنه والقير لي كما قد علمتم صدقة في سبيل الله انتهى وخفي هذا على بعضهم فقال في حديث سلمان قوله بالفقير الوجه إنما هو التفقير انتهى والصواب إنه اسم موضع وأهل المدينة اليوم والبرزتان لكعب بن أسد القرظيّ قبضها النبيّ صلى الله عليه وسلم لأضيافه وكان الفقير لعمر بن سعد وصار لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وسمعت من يقول كانت بئر غاضر والبرزتان من طعم أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم من أموال بني النضير انتهى والبرزتان حديقتان متجاورتان بالعالية يقال لأحدهما اليوم البرزة وللأخرى البربزة مصغرة وبئر غاضر غير معروفة وأما الصدقات السبع المتقدّمة فالصافية معروفة اليوم شرقي المدينة بجزع زهيرة تصغير زهرة وبرقة معروفة اليوم أيضا في قبلة المدينة ومما يلي المشرق ولناحيتها شهرة بها والدلال جزع معروف أيضا قبليّ الصافيه قرب المليكي وقف المدرسة الشهابية والميثب غير معروفة اليوم ويؤخذ مما سبق من كون هذه الأربعة مجاورات قريبة من الثلاث قبله والأعواف جزع معروف بالعالية تقدّم في بئر الاعواف ومشربة أم إبراهيم معروفة بالعالية تقدّمت في المساجد وحسنا ضبطه المراغي بخطه بضم الحاء وسكون السين المهملتين ثم نون مفتوحة قال رأيته كذلك في أبن زبالة ولا يعرف اليوم ولعله تصحيف من الحناء بالنون بعد الحاء وهو معروف اليوم قلت هو بحاء ثم سين ثم نون في عدّة مواضع من كتابي أبن شبة وأبن زبالة وغيرهما وقد سبق إنها بالقف تشرب بمزور والحناء شرقي الماجشونية لا تشرب بمهزور وسيأتي في القف ما يبين إنه ليس في هذه الجهة والذي ظهر لي إن حسنا اليوم هي الموضع المعروف بالحسينيات قرب جزع الدلال إذ هو بجهة القف ويشرب بمهزور وهذه السبع الصدقات النبوية وقول رزين إن الموضع المعروف بالبويرة بقياء صدقة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تزل معروفة للمساكين فتغلب عليها بعض الولاة وإن بها حصن النضير وحصون قريظة وهم كما أوضحناه في الأصل ويشير إليه في ترجمة البويرة وهذه الصدقات مما طلبته فاطمة من أبي بكر رضي الله عنه مع سهمه صلى الله عليه وسلم بخيبر وفدك كما في الصحيح إنها كانت تسأل أبا بكر نصببها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا علمت به فأني أخشى إن تركت شيأ من أمره أن أزيغ ثم دفع عمر رضي الله عنه صدقته بالمدينة إلى عليّ وعباس وأمسك خيبر وفدك وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانتا لحقوقه التي تعروه وفيه إن أبا بكر رضي الله عنه احتج عليها بقوله صلى الله عليه وسلم ر نورث ما تركناه صدقة فغضبت وفي الصحيح أيضا إن عليا والعباسّ جاء إلى عمر رضي الله عنه يطلبان منه ما طلبته فاطمة من أبي بكر مع اعترافهما له بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة فالوجه إنهما مع فاطمة فهموا من قوله ما تركناه صدقة الوقف ورأوا إن حق النظر على الوقف يورث دون رقبته ورأى أبو بكر إن الأمر في ذلك له ولذا لما أعطاها عمر عليا وعباسا أخذ عليهما إن يعملا بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعده وكانت هذه الصدقة بيد عليّ منعها العباس فغلبه عليها ثم كانت بيد الحسن ثم بيد الحسين ثم بيد علي بن الحسين والحسن بن الحسن ثم بيد زيد بن الحسن رضي الله عنه قال معمر ثم كانت بيد عبد الله بن حسن حتى ولى هؤلاء يعني بني العباس فقبضوها قال أبو غسان صدقات النبيّ صلى الله عليه وسلم اليوم بيد الخليفة يولي عليها ويعزل عنها ويقسم ثمرها وغلتها في أهل الحاجة من أهل المدينة على قدر ما يرى من هي في يده وقال الشافعي رحمه الله فيما نقله البيهقيّ وصدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمة عندنا وصدقة الزبير قريب منها وصدقة عمر قائمة وصدقة عثمان وصدقة عليّ وصدقة فاطمة وصدقة من لا أحصى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأعراضها قلت ثم تغيرت الأمور بعد ذلك والله المستعان وذكرنا في الأصل ما روى إن فاطمة قالت في فدك إن النبي صلى الله عليه وسلم أنحلنيها وما أنفق فيها.

                  http://islamport.com/w/tkh/Web/420/279.htm

                  جاء في كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج3ص155 -159 الشاملة

                  طلب فاطمة من أبي بكر صدقات أبيها
                  وهذه الصدقات مما طلبته فاطمة رضي الله تعالى عنها من أبي بكر رضي الله تعالى عنه، وكذلك سهمه صلى الله عليه وسلم بخيبر وفدك.
                  وفي الصحيح عن عروة بن الزبير أن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها أخبرته أن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر رضي الله تعالى عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا نورث، ما تركنا صدقة» فغضبت فاطمة، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، قال: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك. وقال: لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا إذا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانتا لحقوقه التي تعروه.
                  ورواه ابن شبة، ولفظه: أن فاطمة رضي الله تعالى عنها أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال» وإني والله لا أغير شيئا من صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأعملنّ فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر، رضي الله تعالى عنهم.
                  وفي رواية له أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر، وذكره مختصرا كما في رواية الصحيح أيضا، وقال فيه: فهجرته فاطمة فلم تكلمه في ذلك المال حتى ماتت، وكذا نقل الترمذي عن بعض مشايخه أن معنى قول فاطمة لأبي بكر وعمر «لا أكلمكما» أي في هذا الميراث، ولا يرده قوله «فهجرته» إذ ليس المراد الهجر الحرام، بل تركها للقائه، والمدة قصيرة، وقد اشتغلت فيها بحزنها ثم بمرضها، ويؤيد ذلك ما رواه البيهقي بإسناد صحيح إلى الشعبي مرسلا أن أبا بكر عاد فاطمة فقال لها علي: هذا أبو بكر يستأذن عليك، قالت: أتحبّ أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له، فدخل عليها فرضّاها حتى رضيت عليه.
                  أما سبب غضبها مع احتجاج أبي بكر بما سبق فلاعتقادها تأويله، قال الحافظ ابن حجر: كأنها اعتقدت تخصيص العموم في قوله «لا نورث» ورأت أن المنافع لكل ما خلفه

                  من أرض وعقار لا يمنع أن يورث، وتمسك أبو بكر بالعموم، فلما صمم على ذلك انقطعت عنه.
                  قلت: بقي لذلك تتمة، وهي أنها فهمت من قوله «ما تركنا صدقة» الوقف ورأت أن حق النظر على الوقف وقبض نمائه والتصرف فيه يورث، ولهذا طالبت بنصيبها من صدقته بالمدينة، فكانت ترى أن الحق في الاستيلاء عليها لها وللعباس رضي الله تعالى عنهما، وكان العباس وعلي رضي الله تعالى عنهما يعتقدان ما ذهبت إليه، وأبو بكر يرى الأمر في ذلك إنما هو للإمام، والدليل على ذلك أن عليا والعباس جاءا إلى عمر يطلبان منه ما طلبت فاطمة من أبي بكر
                  ، مع اعترافهما له بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا نورث، ما تركنا صدقة» لما في الصحيح من قصة دخولهما على عمر يختصمان فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من مال بني النضير، وقد دفع إليهما ذلك ليعملا فيه بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به وأبو بكر بعده، وذلك بحضور عثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد والزبير، قال في الصحيح: فقال الرّهط عثمان وأصحابه: يا أمير المؤمنين اقص بينهما وأرح أحدهما من الآخر، فقال عمر: على تيدكم، أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا نورث، ما تركنا صدقة» يعني نفسه؟ فقال الرهط: قد قال ذلك، فأقبل عمر على العباس وعلى عليّ فقال: أنشد كما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك؟ قالا:
                  قد قال ذلك، قال عمر: فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله عز وجلّ قد خّص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفئ بشيء لم يعطه أحدا غيره، ثم قرأ وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ إلى قوله قَدِيرٌ [الحشر: 6] فكانت هذه خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم، قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حياته، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم قال لعلي وعباس: أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم، قال عمر: ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله يعلم إنه فيها لصادق بارّ راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر فكنت أنا وليّ أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي، والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم جئتماني تكلمانّي وكلمتكما وحدة وأمركما واحد، جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا- يريد عليا- يسألني نصيب امرأته من أبيها، فقلت لكما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا نورث، ما تركنا صدقة» فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملانّ فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها

                  أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها، فقلتما: ادفعها إلينا، فبذلك دفعتها إليكما، فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك؟ قال الرهط: نعم، الحديث من رواية مالك بن أوس، وهو صريح في مطالبتهما مع اعترافهما بحديث «لا نورث» فليس محله إلا ما تقدم من أنهما فهما أن ذلك من قبيل الوقف، وأن ورثة الواقف أولى بالنظر على الموقوف، سيما وما قبضاه من أموال بني النضير هو صدقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ولهذا زاد شعيب في آخر الحديث المذكور:
                  قال ابن شهاب: فحدثت بهذا الحديث عروة، فقال: صدق مالك بن أوس، أنا سمعت عائشة رضي الله تعالى عنها تقول، فذكر حديثها، قال: وكانت هذه الصدقة بيد علي منعها العباس فغلبه عليها، ثم كانت بيد الحسن، ثم بيد الحسين، ثم بيد علي بن حسين والحسن بن الحسن، ثم بيد زيد بن الحسن، وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا.
                  وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مثله، وزاد: قال معمر: ثم كانت بيد عبد الله بن حسن حتى ولي هؤلاء، يعني بني العباس، فقبضوها، وزاد إسماعيل القاضي أن إعراض العباس عنها كان في خلافة عثمان.
                  وفي سنن أبي داود عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر قصة بني النضير، وقال في آخرها: فكانت نخل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، أعطاها الله إياه، فقال وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ [الحشر: 6] الآية، قال: فأعطى أكثرها للمهاجرين، وبقي منها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في أيدي بني فاطمة.
                  وقال ابن شبة: قال أبو غسان: صدقات النبي صلى الله عليه وسلم اليوم بيد الخليفة: يولى عليها، ويعزل عنها، ويقسم ثمرها وغلتها في أهل الحاجة من أهل المدينة على قدر ما يرى من هي في يده.
                  قال الحافظ ابن حجر، بعد نقل نحو ذلك عنه: وكان ذلك على رأس المائتين، ثم تغيرت الأمور، والله المستعان.
                  قلت: قال الشافعي فيما نقله البيهقي: وصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي- قائمة عندنا، وصدقة الزبير قريب منها، وصدقة عمر بن الخطاب قائمة، وصدقة عثمان، وصدقة عليّ، وصدقة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدقة من لا أحصي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وأعراضها.
                  وذكر المجد في ترجمة فدك ما يقتضي أن الذي دفعه عمر إلى علي والعباس رضي الله تعالى عنهم ووقعت الخصومة فيه هو فدك، فإنه قال فيها: وهي التي قالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحلنيها، فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: أريد بذلك شهودا، فشهد لها عليّ، فطلب شاهدا آخر، فشهدت لها أم يمن، فقال: قد علمت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز إلا شهادة رجل وامرأتين، وانصرفت، ثم أدّى اجتهاد عمر لما ولي وفتحت الفتوح، وكان علي يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها في حياته لفاطمة، وكان العباس يأبى ذلك، فكانا يختصمان إلى عمر، فيأبى أن يحكم بينهما، ويقول: أنتما أعرف بشأنكما، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره برد فدك إلى ولد فاطمة، فكانت في أيديهم أيامه، فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها، فلم تزل في بني أمية حتى ولي أبو العباس السفاح الخلافة، فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فكان هو القيم عليها يفرقها في ولد علي، فلما ولي المنصور وخرج عليه بنو حسن قبضها عنهم، فلما ولي ابنه المهدي أعادها عليهم، ثم قبضها موسى بن الهادي ومن بعده إلى أيام المأمون، فجاءه رسول بني عليّ فطالب بها، فأمر أن يسجّل لهم بها، فكتب السجل وقرئ على المأمون، فقام دعبل وأنشد:
                  أصبح وجه الزمان قد ضحكا ... بردّ مأمون هاشم فدكا
                  قلت: ورواية الصحيح السابقة عن عائشة ترد ما ذكره من دفع عمر فدك لعلي وعباس واختصامهما فيها؛ لقول عائشة رضي الله تعالى عنها: وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر، وكذلك ما ذكره من أن عمر بن عبد العزيز رد فدك إلى ولد فاطمة موافق لما نقله هو عن ياقوت من أن عمر بن عبد العزيز لما ولي خطب الناس، وقص قصة فدك وخلوصها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنفاقه منها ووضع الفضل في أبناء السبيل، وأن أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا رضوان الله عليهم فعلوا كفعله، فلما ولي معاوية أقطعها مروان بن الحكم، وأن مروان وهبها لعبد العزيز وعبد الملك ابنيه، قال: ثم صارت لي وللوليد وسليمان، وأنه لما ولي الوليد سألته فوهبها لي وسألت سليمان حصّته فوهبها لي، فاستجمعتها، وأنه ما كان لي مال أحبّ إليّ منها، وإني أشهدكم أني رددتها على ما كانت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم والأربعة بعده، فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناء السبيل.
                  قلت: وقيل إن الذي أقطع فدك لمروان عثمان رضي الله تعالى عنه، قال الحافظ ابن حجر: إنما أقطع عثمان فدك لمروان؛ لأنه تأول أن الذي يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون للخليفة بعده، فاستغنى عثمان عنها بأمواله، فوصل بها بعض قرابته.
                  وأما ما ذكره المجد من أن فاطمة رضي الله تعالى عنها ادّعت نحل فدك فروى ابن شبة ما يشهد له عن النمير بن حسان قال: قلت لزيد بن علي وأنا أريد أن أهجّن أمر أبي بكر:
                  إن أبا بكر انتزع من فاطمة رضي الله تعالى عنها فدك فقال: إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه كان رجلا رحيما، وكان يكره أن يغير شيئا تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتته فاطمة رضي الله تعالى عنها فقالت: إن رسول الله أعطاني فدك، فقال لها: هل لك على هذا بينة؟ فجاءت بعلي رضي الله تعالى عنه، فشهد لها، ثم جاءت بأم أيمن، فقالت: أليس تشهد أني من أهل الجنة؟ قال: بلى، قالت: فأشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها فدك: فقال أبو بكر: فبرجل وامرأة تستحقينها أو تستحقين لها القضية؟ قال زيد بن علي: وأيم الله لو رجع لي الأمر لقضيت فيها بقضاء أبي بكر رضي الله تعالى عنه.
                  وروى ابن شبة أيضا عن كثير النوي قال: قلت لأبي جعفر: جعلني الله فداءك أرأيت أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما هل ظلماكم من حقكم شيئا أو ذهبا به؟ قال: لا والذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ما ظلمانا من حقنا مثقال حبة من خردل، قال: جعلت فداءك فأتولاهما؟ قال: نعم، ويحك! تولهما في الدنيا والآخرة، وما أصابك ففي عنقي، ثم قال: فعل الله بالمغيرة وبكيان فإنهما كذبا علينا أهل البيت.
                  قلت: وبذلك الكذب تعلقت الرّوافض، ولم يفهموا الأحاديث المتقدمة على وجهها، والله أعلم. اهـ

                  أقول : لأن كثير النواء من العامه أجابه الإمام هكذا واتبع هواه في فهم الإجابه وفي إجابة الإمام التولي يأتي بمعنى الإعراض والتخلي

                  جاء في التعليقة على إختيار معرفة الرّجال - ج 2

                  المؤلف:السيّد محمّد باقر الحسيني الاسترآبادي المحقق: السيد مهدي الرّجائي ص92- 94
                  :

                  في أم خالد وكثير النواء وأبى المقدام‌

                  439 - على بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان الحكم ابن عيينة وسلمة وكثيرا وابا المقدام والتمار يعني سالما، أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء، وانهم ممن قال الله عزوجل: " ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الاخر وماهم بمؤمنين "(1).
                  440 - علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال أبوعبدالله عليه السلام: اللهم اني اليك من كثير النواء برئ في الدنيا والاخرة.
                  441 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن السحن بن فضال، عن العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبي بصير، قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام اذ جاء‌ت أم خالد التي كان قطعها

                  ___________________________________
                  1) سورة البقرة: 8

                  يوسف تستأذن عليه، قال، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أيسرك أن تشهد كلامها؟ قال، فقلت: نعم جعلت فداك، فقال: اما لا فأذ ن، قال: فأجلسني على الطنفسة، ثم دخلت فتكلمت فاذا هي أمرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان، فقال لها: توليهما ! قالت: في أم خالد وكثير النواء وأبي المقدام قوله (ع): أما لا من باب الحذف للاختصار، أي أما أنا فلا يسرني مخاطبتها ومكالمتها، أو أما اذا كان لابد من ذلك فادن مني.
                  وانما مثل هذا الحذف لكون سياق الكلام متضمنا للدلالة عليه، لان اما فيها معنى الشرط والتفصيل، ولذلك وجب التزام الفاء في جوابها.
                  قوله: الطنفسة في النهاية الاثيرية: قد تكرر في الحديث ذكر " الطنفسة " وهي بكسر الطاء والفاء وبضمهما وبكسر الطاء وفتح الفاء، البساط الذي له حمل رقيق، وجمعه طنافس(1).
                  وفي القاموس: والطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس واحدة الطنافس، للبسط والثياب ولحصير من سعف عرضه ذراع(2).
                  قوله (ع): توليهما قوله عليه السلام " توليهما " كانه من تولى بمعنى ولي أي أدبر، يقال: تولاه وولاه وتولى عنه وولي عنه، اذا أدبر وأعرض عنه وتركه وتخلاه، ومنه في التنزيل الكريم " أفرايت الذي تولى "(3) يعنى به عثمان بن عفان.
                  ___________________________________
                  1) نهاية ابن الاثير: 3 / 140.
                  2) القاموس: 2 / 227.
                  3) سورة النجم: 33.

                  فأقول لربي اذا لقيته انك أمرتني بولايتهما، قال: نعم.
                  قالت: فان هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراء‌ة منهما، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما أحب اليك؟ قال: هذا والله وأصحابه أحب إلى من كثير النواء وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون، فلما خرجت، قال: اني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة، اللهم اني اليك من كثير النوا برئ في الدنيا والاخرة.
                  442 - حدثني محمدبن مسعود، عن علي بن الحسن، قال: يوسف بن عمر هو الذي قتل زيدا، وكان على العراق، وقطع يد أم خالد وهي امرأة صالحة على التشيع، وكانت مائلة إلى زيد بن على عليهما السلام.
                  وروي عن محمد بن يحيى، قال، قلت لكثير النواء: ما أشد استخفافك بأبي جعفر عليه السلام قال: لاني سمعت منه شيئا لا أحبه أبدا، سمعته يقول: ان الارض السبع تفتح بمحمد وعترته.
                  قال في الكشاف: تولى المركز يوم أحد(1).
                  وفي الاساس: ولي عني وتولي(2).
                  وفي القاموس: ولى تولية أدبر كتولى والشئ، وعنه أعرض أو نأى(3).
                  قوله: قالت فان هذا الذي معك يظهر من اعادته السؤال وقولها فان هذا الذي معك إلى قولها فأيهما أحب اليك، أنها تشككت في قوله عليه السلام توليهما أنه بمعنى ولايتهما ومحبتهما، أو بمعنى التخلي والاعراض عنهما.
                  ___________________________________
                  1) الكشاف: 4 / 33.
                  2) أساس البلاغة: 689.
                  3) القاموس: 4 / 402.
                  التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 08-01-2017, 01:53 AM.

                  تعليق



                  • جاء في كتاب صراط النجاة تأليف السيد الخوئي تعليق الميرزا جواد التبريزي

                    سؤال 1264: هل هناك خصوصية للزهراء (ع) في خلقتها، وبالنسبة للمصائب التي جرت عليها بعد أبيها (ص) من ظلم القوم لها، وكسر ضلعها واسقاط جنينها، ما رأيكم بذلك؟

                    التبريزي: نعم، فان خلقتها كخلقة سائر الائمة (سلام الله عليهم أجمعين) بلطف من الله سبحانه وتعالى، حيث ميزهم في خلقهم عن سائر الناس، بما أنه يعلم أنهم يعبدون الله ويخلصون الطاعة له، وخصص في خلقتهم خصيصة يمتازون بها عن سائر الخلق، كما يشهد بذلك خلقه عيسى (ع) حيث تكلم وهو في المهد، (قال اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا). وكانت فاطمة (ع) في بطن أمها محدثة، وكانت تنزل عليها الملائكة بعد وفاة الرسول (ص)، ويشهد بذلك الروايات المتعددة، منها صحيحة أبي عبيدة عن أبي عبد الله (ع) قال: ان فاطمة (ع) مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوما، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرئيل (ع) فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن ابيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي (ع) يكتب ذلك، وكذا غيرها من الروايات الواردة في المقام.

                    وأما ما جرى عليها من الظلم فهو متواتر اجمالا، فان خفاء قبرها (ع) إلى يومنا هذا، ودفنها ليلا بوصية منها شاهدان على ما جرى عليها بعد أبيها، مضافا لما نقل عن علي (ع) من الكلمات (في الكافي ج 1 ـ ح 3 ـ باب مولد الزهراء (ع) من كتاب الحجة) حال دفنها قال: (وستنبئك ابنتك بتظافر امتك على هضمها).

                    فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكل من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثة سبيلا، وستقوله ويحكم الله وهو خير الحاكمين) وقال (ع): (فبعين الله تدفن ابنتك سرا، وتهضم حقها، وتمنع ارثها جهرا، ولم يتباعد العهد، ولم يخلق منك الذكر، والى الله يا رسول الله المشتكى).


                    (وح2 من نفس الباب) بسند معتبر عن الكاظم (ع) قال: ان فاطمة (ع) صديقة شهيدة، وهو ظاهر في مظلوميتها وشهادتها، ويؤيده أيضا ما في البحار (ج 43 باب 7 رقم 11) عن دلائل الامامة للطبري بسند معتبر عن الصادق (ع): (... وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسنا). اهـ (1)

                    ـــــــــــــــــــــ

                    (1) راجع كتاب صراط النجاه ج3 باب فصل في العقائد و بعض المعتقدات و الأحكام

                    تعليق



                    • الكتاب: التذكرة الحمدونية المؤلف: محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون، أبو المعالي، بهاء الدين البغدادي (المتوفى: 562هـ) الناشر: دار صادر، بيروت الطبعة: الأولى، 1417 هـ ج6ص 255 الى 259 - الشاملة :

                      [628]-قيل لما بلغ فاطمة عليها السلام ما أجمع عليه من منعها فدكا لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، رضي الله عنهم أجمعين، وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء وارتجّ المجلس، ثم أمهلت هنيهة «1» حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم افتتحت كلامها بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله «2» صلّى الله عليه «3» وسلم ثم قالت: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ
                      (التوبة: 128) . فإن تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم، فبلّغ الرسالة صادعا بالنّذارة بالغا بالرسالة، مائلا عن سنن «4» المشركين، ضاربا لثبجهم، يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، آخذا بأكظام المشركين، يهشم الأصنام ويفلق الهام، حتى انهزم الجمع وولّوا الدّبر، وحتى تفرّى الليل عن صبحه، وأسفر الحقّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين «5» ، وتمّت كلمة الإخلاص، وكنتم على شفا حفرة من النار، نهزة الطامع، ومذقة الشارب، وقبسة العجلان، وموطىء الأقدام، تشربون الطّرق وتقتاتون القدّ «6» ، أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، حتى أنقذكم الله تعالى برسوله صلّى الله عليه وسلم، بعد اللّتيّا والتي، وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان «7» ، أو فغرت فاغرة للمشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفىء حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويطفىء عادية لهبها بسيفه،- (أو قالت: يخمد لهبها بحدّه) - مكدودا في ذات الله تعالى، وأنتم في رفاهيةفاكهون «1» آمنون وادعون «2» ، حتى إذا اختار الله لنبيّه صلّى الله عليه وسلم دار أنبيائه، ظهرت حسكة «3» النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الآفلين «4» ، وهدر فنيق «5» المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه صارخا بكم، فدعاكم فألفاكم لدعوته «6» مستجيبين، وللغرّة ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، وأوردتم غير شربكم؛ هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لمّا يندمل. بماذا زعمتم: خوف الفتنة؟ ألا في الفتنة سقطوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ* (التوبة: 49، العنكبوت: 54) . فهيهات منكم وأنى بكم وأنّى تؤفكون، وكتاب الله تعالى بين أظهركم، زواجره بيّنة، وشواهده لائحة، وأوامره واضحة، أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون؟ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
                      (الكهف: 50) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ
                      (آل عمران: 85) . ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفس نغرتها، تسرّون حسوا في ارتغاء «7» ، ونصبر منكم على مثل حزّ المدى، وأنتم الآن تزعمون ألا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون «8» ؟ إيها معشر المسلمة المهاجرة، أأبتزّ إرث أبي؟! أبى الله؛ أفي الكتاب يا ابن أبي قحافة أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريّا. فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمّد صلّى الله عليه وسلم، والموعد القيامة، وعند الله يحشر المبطلون، ولكل نبأ مستقرّ، وسوف تعلمون.
                      ثم انكفأت على قبر أبيها صلّى الله عليه وسلم وقالت: [من البسيط]
                      قد كان بعدك أنباء وهنبثة «1»
                      ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
                      إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ... واختلّ أهلك فاحضرهم ولا تغب

                      وذكر أنها لما فرغت من كلام أبي بكر رضي الله عنه والمهاجرين عدلت إلى مجلس الأنصار فقالت: يا معشر الفئة، وأعضاء الملّة، وحضنة «2» الإسلام، ما هذه الفترة في حقّي والسّنة في ظلامتي؟ أما كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يحفظ في ولده؟ لسرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة «3» ؟ أتقولون مات محمد صلّى الله عليه وسلم فخطب جليل استوسع وهيه، واستنهر «4» فتقه، وفقد راتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، واكتأبت خيرة الله لمصيبته، وخشعت الجبال، وأكدت الآمال، وأضيع الحريم، وأذيلت الحرمة عند مماته صلّى الله عليه وسلم، وتلك نازلة أعلن «5» بها كتاب الله تعالى في فتنتكم «6» ، في ممساكم ومصبحكم، تهتف في أسماعكم، ولقبله ما حلّت بأنبياء الله ورسله صلّى الله عليه وعليهم، وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
                      (آل عمران: 144) . إيها بني قيلة، أأهتضم تراث أبيه وأنتم بمرأى مني ومسمع، تلبسكم الدعوة، وتشملكم الحيرة، وفيكم العدد والعدّة، ولكم الدار وعندكم الجنن، وأنتم الألى، نخبة الله التي انتخب لدينه، وأنصار رسوله صلّى الله عليه، وأهل الإسلام، والخيرة التي اختار الله تعالى لنا أهل البيت، فنابذتم العرب، وناهضتم الأمم، وكافحتم البهم، لا نبرح نأمركم فتأتمرون، حتى دارت لكم بنا رحى الإسلام، ودرّ حلب الأيام، وخضعت نعرة الشرك، وباخت «1» نيران الحرب، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق «2» نظام الدين، فأنّى جرتم بعد البيان، ونكصتم بعد الإقدام، وأسررتم بعد الإعلان «3» ، لقوم نكثوا أيمانهم؟ أتخشونهم؟ فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين «4» . ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدّعة، فعجتم عن الدين، ومحجّتكم التي وعيتم، ولفظتم التي سوّغتم. إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (ابراهيم: 8) . ألا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم، واستشعرته قلوبكم، ولكن قلته فيضة النّفس، ونفثة الغيظ، وبثّة الصدر، ومعذرة الحجّة.
                      فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظّهر، ناقبة الخفّ، باقية العار، موسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطّلع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (الشعراء: 227)
                      ، وأنا ابنة نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ(سبأ: 46) ، فاعملوا إِنَّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ((هود: 121- 122) .

                      [628] بلاغات النساء: 16 ونثر الدر: 4: 8.


                      http://shamela.ws/browse.php/book-10...2456#page-2456



                      أقول : وقيل ليس هنا صيغة تضعيف جاء في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج لمحمد بن شهاب الدين الرملي
                      :
                      ( قوله : قيل ) أي قال بعضهم ، وليس الغرض تضعيفه


                      http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=25&ID=344

                      تعليق


                      • بحث نفيس للشيخ محمد صنقور أنقله للقارئ الكريم فيه إجابه على الشبهات التي تعلق بها من حمل الوراثه لأنبياء الله على غير المال

                        وورث سليمان داوود


                        المسألة:
                        ذكر بعضهم انَّ قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([1]1) معناه وراثة سليمان لنبوة داود وعلمه وملكه وقال: انَّه يصح استعمال كلمة الوراثة في ذلك كما في قول النبي (ص): (العلماء ورثة الأنبياء).

                        الجواب:
                        لا ريب في ظهور الآية المباركة في انَّ المراد من قوله تعالى ﴿وَوَرِثَ﴾ هو المعنى الحقيقي للميراث والذي هو انتقال أموال الميت الى أقربائه، وأيُّ معنًى آخر يُراد حمل لفظ الميراث عليه يكون هو المفتقر للقرينة، وذلك لانَّ حمل اللفظ على غير معناه الحقيقي يكون من حمل اللفظ على غير ما وُضع له، وهو ما يُعبَّر عنه بالمجاز، وهو خلاف الاصل، إذ انَّ الاصل هو استعمال كلِّ لفظٍ فيما وُضع له أي في معناه الحقيقي، فإذا أراد المتكلِّم تجاوز المعنى الموضوع له اللفظ فإنَّ عليه ان ينصب قرينةً على مراده وإلا كان كلامه جاريًا على خلاف ما تقتضيه قواعد اللغة وعلى خلاف ما عليه العقلاء من أهل المحاورة وأرباب الخطاب، وذلك ما يُنزَّه عنه القرآن الكريم حيث يجب الاعتقاد في انَّ آياته كانت في اعلى درجات الفصاحة والبلاغة.

                        ونظرًا لوضوح ما ذكرناه وانَّه لا محيص عن التسليم به لذلك تصدى الكثير من علماء العامة للفحص عن القرينة التي يصح التعويل عليها لصرف ظهور استعمال الآية لكلمة الميراث عن معناها الحقيقي، فما منهم من أحد الا وهو مذعن بأنَّ المعنى الحقيقي للفظ ﴿وَوَرِثَ﴾ هو انتقال أموال الميت إلى ورثته إلا انَّهم يزعمون انَّ القرآن استعمل هذا اللفظ في هذه الآية في غير معناه الحقيقي ولذلك وجدوا انفسهم مُلزَمين ببيان القرينة على ارادة الآية للمعنى المجازي دون المعنى الحقيقي. فتمحَّلوا لذلك قرائنَ ادَّعوا انَّها صالحة لاثبات انَّ المراد من الميراث في الآية هو انتقال النبوة أو العلم أو الحكمة وليس هو انتقال المال.

                        والقرائن التي ذكروها بعضها قرائن خارجيَّة اي انَّها مستفادة من غير مساق الآية المباركة وبعضها قرائن داخلية أي انَّها مستفادة من سياق الآية المباركة.

                        أما القرائن الخارجية: فاستدلوا بالحديث المنسوب للنبي (ص): (نحن معاشر الانبياء لا نوِّرث)([2]) وهذا الحديث لم يرد من طرقنا فلا يصح الاحتجاج به علينا بل انَّه قد ثبت عندنا انَّ السيدة فاطمة وأهل البيت (ع) قد كذَّبوا هذا الخبر([3]) ووصفوه بالوضع. فهو ساقط عن الحجيَّة عندنا قطعًا.

                        ومما يؤيِّد انَّ هذا الحديث كان موضوعاً هو انَّ نساء النبي (ص) أرسلن عثمان بن عفان أو أردن انْ يرسلنه الى ابي بكر يسألنه ميراثهنَّ من رسول الله (ص) وقد روى ذلك الكثير من المحدِّثين كالبخاري في صحيحه وابن حبَّان في صحيحه وأحمد في مسنده وغيرهم([4]).

                        فكيف يخفى على عليٍّ (ع) وفاطمة (ع) ونساء النبي (ص) مجتمعات سوى عائشة انَّ النبي (ص) لا يورِّث؟! أيصحُّ القبول بذلك رغم انَّهم مورد الابتلاء بهذه المسألة والسكوت عن بيانها لهم يقتضي الجري على وفق ما تقتضيه قاعدة التوارث المنصوص عليها في القرآن، هل أراد النبي (ص) إحراجهم فخصَّ بيان حكم هذه المسألة بغيرهم؟! أو انَّهم علِموا بحكم هذه المسألة ولكنَّهم أرادوا الاستحواذ على غير ما يستحقون؟! أو انَّهم جميعاً علياً وفاطمةَ ونساء النبي الثمان نسوا مجتمعين حكم هذه المسألة رغم انَّ النبي (ص) قد بيَّنها لهم، أيصحُّ القبول بذلك؟!

                        إنَّ خصوصيَّة هذه المسألة بهم وعدم اشتمالها على تفاصيل تقتقضي النسيان لبعضها، فهي ليست أكثر من نفي التوارث مع الالتفات الى ما لِنفي التوارث عن الوارث من وقْعٍ على نفسه، انَّ كلَّ ذلك يجعل من احتمال النسيان مستبعداً غايته، خصوصاً بعد افتراض اجتماعهم على النسيان وبعد الالتفات الى انَّ أحدهم هو عليُّ بن أبي طالب (ع) الذي وصفه الرسول بباب مدينة علمه([5]).

                        واستدلوا أيضًا بأنَّ لداود (ع) أولادًا كثيرين، فلو كان المراد من وراثة سليمان لداود هي وراثة المال لما كان لسليمان خصوصيَّة، إذ انَّ استحقاق الميراث يكون لجميع الاولاد وليس لبعضهم دون البعض الآخر، ولذلك يتعيَّن إرادة الوراثة للنبوة، فهي التي اختص بها سليمان دون سائر اخوته.

                        والجواب عن ذلك انَّه لم يثبت انَّ لداود (ع) اولادًا كثيرين وإنَّ ما ورد في ذلك لا يعدوا خبر الآحاد الذي لم تثبت صحته عندنا([6]) بل وكذلك لم تثبت صحته عندهم فهو عندهم خبرٌ مرسل أرسله مثل الكلبي وقتادة([7]) كما ذكر ذلك بعض المفسرين منهم على انَّه لم يُنسب للرسول الكريم (ص) فهذا الخبر في أدنى درجات الضعف.

                        هذا مضافًا الى انَّ الآية المباركة لم تنفِ الوراثة عن بقية أبناء داوود (ع) لو كان له أبناء فإنَّ أقصى ما أفادته الآية هو انَّ سليمان ورث داود، فهي قضية اثباتيَّة أي انَّها ظاهرة في اثبات وراثة سليمان لداود، واثبات شيءٍ لشيء لا يدلُّ على نفي ذلك الشيء المثبت لغيره. فلو قيل انَّ زيدًا شاعر فإنَّ ذلك لا يقتضي انَّ عمرًا ليس بشاعر، وهكذا لو قيل إنَّ زيدًا ورث أباه فإنَّ ذلك لا يعني انَّ اخا زيدٍ لم يرث أباه. وانما لانَّ المتكلِّم كان بصدد الحديث عن زيد وأحواله لذلك أفاد انَّ زيدًا ورث اباه، فلا دلالة لكلامه على انَّ اخوة زيد لم يرثوا أباهم، نعم لو كان في الخطاب ما يقتضي الحصر لأفاد كلامه نفي الوراثة عن بقية اخوة زيد إلا انَّ الامر لم يكن كذلك بحسب الفرض، وهكذا الحال بالنسبة للآية المباركة فإنَّها لم تشتمل على ما يقتضي الحصر وكلُ ما أفادته الآية انَّ سليمان ورث داود، لذلك لو ورد لنفس المتكلِّم خطاب آخر في مقامٍ آخر أفاد فيه انَّ غير سليمان من أبناء داود قد ورثوه لما عُدَّ ذلك بنظر العرف تناقضًا بين الكلام الاول والثاني. فالمصحِّح للتنصيص على وراثة سليمان وإغفال سائر اخوته لو كان له اخوة هو انَّ القرآن كان بصدد الحديث عن أحوال سليمان ولم يكن بصدد الحديث عن أحوال اخوته، فلا يكون إهمالهم في الذكر قرينة على انَّ مراده من الوراثة هو ما اختصَّ به سليمان دون سائر اخوته والتي هي النبوة، فلأنَّ القرآن كان في مقام الحديث عن أحوال سليمان (ع) لذلك فهو غير معنيٍّ بالحديث عن أحوال اخوته.

                        ومن القرائن الخارجية: التي تمسَّك بها بعضهم هي ما روي عن النبي الكريم (ص) انَّه قال: (العلماء ورثة الانبياء) ([8]) فالنبي (ص) قد قصد من ذلك وراثة العلم، إذا انَّ الانبياء لم يورِّثوا للعلماء مالاً، وكذلك هو الشأن في داود (ع) ، فهو انما ورَّث ابنه سليمان العلم والنبوة.

                        والجواب عن ذلك هو انَّ الاستدلال بمثل هذا الحديث ينبغي ان يُعدَّ من الغرائب، لأنَّه من الاستدلال على أمرٍ أجنبيٍّ عن محل النزاع، إذ انَّ أحدًا لم يدع انَّ الوراثة لا تُستعمل في وراثة العلم اذا كان في الكلام قرينة على إرادته دون إرادة الوراثة للمال، ومن الواضح انَّ الحديث قد اشتمل على قرينة تدلُّ على إرادة النبي (ص) لوراثة العلم دون وراثة المال لذلك فاستعمال النبي (ص) للفظ الوراثة كان استعمالاً مجازيًا دون ريب، وكون اللفظ قد استُعمل في المعنى المجازي لا يدلُّ على انَّه قد استُعمل في المعنى المجازي في تمام موارد الاستعمال، ولذلك لا يصح الاستدلال على انَّ زيدًا أراد من قوله رأيت أسدًا انَّه أراد الرجل الشجاع لانَّه قد قال هو أو قال غيره في موردٍ من الموارد انَّ أسدًا في المدينة يضرب بالسيف، فإنَّ المراد من الأسد في قوله انَّ أسدًا يضرب بالسيف هو الرجل الشجاع دون ريب إلا انَّ ذلك لا يدلُّ على انَّه كلما استعمل لفظ الأسد كان مراده الرجل الشجاع بل لا بدَّ من ملاحظة كلِّ استعمال على حده فإنْ كان مشتملاً على قرينة تدلُّ على إرادة الرجل الشجاع وإلا تعيَّن كون المراد من الأسد هو معناه الحقيقي وهو الحيوان المفترس.

                        فالمقام من هذا القبيل فالنبي (ص) قد استعمل لفظ الوراثة في معنًى مجازي وكان كلامه مكتنفًا بقرينة تدلُّ على ذلك، وأما الآية فإنَّها لم تكتنف بقرينة تدلُّ على إرادة المعنى المجازي من لفظ الوراثة لذلك لا يصح حمل لفظ الوراثة على المعنى المجازي بل يتعيَّن حمله على إرادة المعنى الحقيقي للفظ الوراثة، ومجرَّد استعمال النبي (ص) للفظ الوراثة في المعنى المجازي لا يقتضي إرادة المعنى المجازي في كل موردٍ اسْتُعمل فيه لفظ الوراثة.

                        وما ذكرناه أوضح مِن انْ يحتاج الى بيان لو لا خشية التوهُّم مِمَّن لاحظ له بمعرفة أصول الكلام وضوابط اللغة.

                        وأما القرائن الداخلية: فهي قرينة واحدة تمسَّك بها البعض لاثبات دعوى انَّ المراد من الوراثة في الآية هي وراثة العلم والنبوة، وحاصل هذه القرينة المدعاة انَّ الآية وقعت في سياق بيان ما امتنَّ الله تعالى به على داود وسليمان وما اختصا به من فضلٍ، فأفادت الآية التي سبقت آية الوراثة انَّ الله تعالى آتى داود وسليمان علمًا ثم اشارت على تفضيلهما على كثيرٍ من عباده المؤمنين وبعد انْ أخبرت الآية عن وراثة سليمان لداود اشارت الى انَّ الله تعالى علَّمهما منطق الطير وآتاهما من كلِّ شيء وانَّه تعالى حشر لسليمان جنودًا من الجن والانس والطير.

                        فالوراثة وقعت في سياق التعداد لنعمٍ لم تكن قد اُعطيت لكثيرٍ من عباد الله فالمناسب انْ يكون المراد مِن الوراثة هي وراثة العلم والنبوة، إذ انَّ وراثة الابن لاموال ابيه ليست من المِنح ذاتِ الشأن لعدم اختصاص سليمان (ع) بها دون غيره، ولانَّها اذا ما قيست الى النعم التي وقعت الوراثة في سياقها فإنَّها تُعدُّ من النعم المُستحقرَة فيكون التنويه بها مُستهجَن لو كان المراد منها وراثة المال، ولذلك يتعيَّن المراد في وراثة النبوة والعلم والحكمة.

                        والجواب عن هذه القرينة نقضيٌ وحلَّي:
                        أما الجواب النقضي فنذكر له نموذجين:
                        النموذج الأول:قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ / وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ﴾([9]) فقوله تعالى:﴿وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ والذي هو مثل الطعام والشراب وقع في سياق تعداد ما أنعم الله به على بني اسرائيل فما سبق هذه النعمة في الذكر هي انَّ الله تعالى انزل عليهم الكتاب وأعطاهم الحُكم والمُلك وجعل فيهم النبوة ثم بعد ذلك نوَّه على انَّه رزقهم الطعام الطيب والشراب ثم أفاد انَّه فضلهم على العالمين وآتاهم بيناتٍ من الأمر.

                        فاطعام بني اسرائيل للطيِّب من الطعام اذا ما قيس الى النعم التي عددتها الآية فإنَّها لن تكون من النعم ذات الشأن ورغم ذلك نوَّهت عليها الآية في سياق التنويه على النعم الكبرى التي انعم الله تعالى بها على بني اسرائيل.

                        فالكتاب الذي نزل على بني اسرائيل هو التوراة والذي وصفه القرآن بالامام والرحمة في قوله تعالى: ﴿وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً﴾([10]) ووصفه بالهدى والنور والشريعة التي يحكم بها النبيون الذين جاؤوا من بعد موسى (ع) قال تعالى:﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ﴾([11]).

                        وقال تعالى:﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾([12]) وقال تعالى:﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾([13]).

                        وأما الحكم فهو انَّه تعالى أهلك عدوَّهم فرعون والذي كان يسومهم سوء العذاب يذبِّح ابناءهم ويستحيِّ نساءهم ويقطِّع أيديهم وأرجلهم من خلاف ثم ملَّكهم سلطانه على مصر قال تعالى:﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ﴾([14]).

                        وأما النبوة فكانت فيهم منذ انَّ بعث الله تعالى اليهم نبيَّه يعقوب (ع) ثم في ذريته، وظلَّت تتعاقب فيهم دون انقطاع الى انْ بُعث منهم موسى (ع) ثم تعاقبت النبوات في بني اسرائيل الى انْ استقرَّت في زكريا وبعده يحيى وعيسى والمسيح (ع).

                        وأما البيِّنات من الامر فهي المعجزات التي أظهرها لهم على أيدي أنبيائهم ليبصِّرهم طريق الحق والهدى. قال تعالى:﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾([15]). وقال تعالى:﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ﴾([16]).

                        وقال تعالى:﴿وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾([17]).

                        ففي سياق تعداد النعم العظمى التي انعم الله بها على بني اسرائيل تنوِّه الآية من سورة الجاثية على انَّه تعالى رزقهم من الطيبات وهي نعمةٌ اذا ما قيست الى النعم التي عددتها الآية لا تكون ذات شأن خصوصًا وانَّ الله تعالى قد أكرم بها أكثر عباده قال تعالى:﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ﴾([18]).

                        فلم يكن بنوا اسرائيل وحدهم مَن رزقهم الله تعالى من الطيبات فكان المناسب عدم التنويه على هذه النعمة في سياق التنويه على النعم العظمى التي انعم الله بها على بني اسرائيل لوصح ما ذكره هذا الذي ادعى انَّ المراد من وراثة سليمان لداود هي وراثة النبوة لانَّ من غير المناسب إرادة الوراثة للمال لانَّها اذا ما قيست الى النعم التي عددتها الآية لكانت مستحقرة.

                        النموذج الثاني: قوله تعالى:﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾([19]).

                        فهذه الآية المباركة بدأت بالاشارة الى أمرٍ عظيم لم يكن مسبوقًا في تاريخ الرسالات بل ولا اتفق وقوعه بعد ذلك وهو انَّه تعالى قدَّر ان تلد مريم (ع) بغير زوج، فكان مولودها آيةً في تخلُّقه وولادته، وهو آية حيث تكلَّم في المهد وهو آية حيث آتاه الله تعالى علم الكتاب والنبوة في المهد، وهو آية لانَّه كان يُبرء الاكمه والابرص بإذنِ الله ويُحي الموتى بإذنِ الله ويخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله ثم انَّه تعالى وفي سياق التنويه بهذه الآيات العظمى قال: ﴿وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾([20]). أي انَّه تعالى اسكنهما موضعًا مستقرًا وفيه ماء. فإما انْ تكون دمشق أو فلسطين أو ظهر الكوفة أو أيُّ موضعٍ من بلاد الله تعالى، فإنَّ هذا الامر لا يكون ذو بالٍ إذا ما قيس الى ما بدأت به الآية المباركة من التنويه على انَّه تعالى جعل ابن مريم وامه آية، على انَّ الإيواء الى تلك الربوة ذات المعين لم تكن قد مُنحت لابن مريم وامه (ع) دون غيرهما.

                        ومن ذلك يتضح انتقاض ما تمسَّك به مدَّعي إرادة النبوة من الوراثة في قوله تعالى:﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([21]). إذ انَّ هذه الآية وهي قوله ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ﴾ قد اشارت الى أمرٍ ليس بذي بالٍ اذا ما قيس الى الامر الاول الذي نوَّهت عليه الآية المباركة وهو انَّه تعالى جعل ابن مريم وامه آية.

                        فكما صحَّ التنويه في الآية المباركة على أمرين احدهما ليس بذي بالٍ اذا ما قيس الى الامر الآخر فإنَّه يصح انْ ينوِّه الله تعالى في آية الوراثة على وراثة المال رغم انَّه ليس بذي بالٍ اذا ما قيس الى المنح الالهية الاخرى التي اعطاها لداود وسليمان (ع).

                        وأما الجواب الحلِّي: عن القرينة المذكورة فهو انَّ الآية ليست ظاهرة في انَّها بصدد تعداد ما أنعم الله تعالى به على داود وسليمان وانَّما هي بصدد الحديث عن بعض أحوال داود وسليمان نعم، مآلُ البيان لاحوالهما هو الوقوف على ما أنعم الله تعالى به عليهما إلا انَّ ذلك شانٌ آخر.

                        والقرينة على انَّ الآيات كانت بصدد البيان لاحوال داود وسليمان هو انَّ الآيات بدأت بالإخبار عن انَّ الله تعالى قد آتاهما علمًا ثم أخبرت عن انَّهما حمدا الله تعالى على هذه النعمة ﴿وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾([22]) فهذه الفقرة انَّما تُناسب البيان للحال ووقع في سياق ذلك قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([23]) ثم قال تعالى:﴿وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ﴾([24]) فقوله تعالى: ﴿وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا﴾([25]) بيانٌ لبعض أحوال سليمان (ع).

                        فما سبق قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([26]) وما لحِقه واقعٌ في سياق البيان لحال سليمان (ع)، وذلك ما يؤكد دعوانا انَّ الآية بصدد بيان بعض أحوال سليمان ولم تكن بصدد التعداد للنعم.

                        ويؤكد ذلك أيضًا الآيات التي تلت قوله ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([27]) وهي سبعٌ وعشرون آيةً كلها تتحدث عن أحوال سليمان.

                        فبعد قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([28]) قال تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ / حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ﴾([29]) ثم بعد ذلك قال تعالى: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾([30]) ثم قال تعالى بعد آيات:﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾([31]) ثم قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم﴾([32]) ثم قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾([33]) الى ان قال تعالى:﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾([34]).

                        فالآيات كما تلاحظون ظاهرة جدًا في انَّها كانت بصدد البيان لاحوال سليمان (ع) وبذلك يسقط منشأ استظهار إرادة الوراثة للنبوة من قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([35]) فهي ليست بصدد التعداد للمنح الالهية التي خصَّ الله بها سليمان (ع) حتى يُقال إنَّ وراثة الابن لابيه من الشئون التي تتفق لاكثر الناس فيكون التنويه عليها مستهجنًا، وليست بصدد التعداد للنعم الالهية التي فضَّل الله بها سليمان على كثيرٍ من عباده حتى يكون التنويه على الوراثة بمعناها الحقيقي مستهجنًا نظرًا لوقوعها في سياق نعمٍ لو قيست الوراثة بمعناها الحقيقي اليها لكانت من النعم المُستحقرَة التي لا يُناسب التنويه عليها في سياق التنويه على النعم الالهية الكبرى.

                        فهذه الدعوى وانْ لم تكن تامة حتى لو كانت الآيات بصدد التعداد للنعم الالهية لكنه لو سلَّمنا جدلاً بتماميتها إلا انَّ الواضح انَّ الآيات لم تكن بهذا الصدد وانَّما كانت بصدد البيان لاحوال سليمان (ع) وحينئذٍ ينتفي المقتضي لاستهجان الإخبار عن وراثة سليمان لابيه داود(ع).

                        وبما ذكرناه يتضح انَّه لا موجب لصرف ظهور قوله تعالى:﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([36]) عما يقتضيه المعنى الحقيقي للفظ الوراثة، حيث ذكرنا أنَّ أيَّ معنًى آخر غير المعنى الموضوع له لفظ الوراثة يكون استعمال لفظ الوراثة فيه استعمالًا مجازيًا ولهذا فهو مفتقر الى قرينة، فمع عدم نصب القرينة على إرادة المعنى غير الموضوع له يكون المتعيَّن هو حمل الاستعمال على إرادة المعنى الحقيقي كما هو مقتضى اصول الكلام وضوابط اللغة، وحيث لا قرينة على إرادة غير المعنى الحقيقي في المقام لذلك فالمتعيَّن هو استظهار إرادة الوراثة الحقيقية من الآية المباركة. وبذلك يثبت المطلوب.

                        ثم إنَّ البناء على إرادة الوراثة الحقيقية من الآية وإن لم يكن بحاجةٍ الى دليل بعد عدم قيام القرينة على إرادة المعنى المجازي إلا انَّه ورغم ذلك نُشير الى عددٍ من المؤيِّدات على إرادة الوراثة الحقيقية من الآية المباركة:
                        المؤيد الأول: انَّه لم يُعهد من القرآن الكريم والسنَّة الشريفة استعمال التوريث في جعل النبوة، ولا يصح الاستدلال بهذه الآية وبآية ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾([37]) لانَّهما محل النزاع فالقرآن عندما يُخبر عن اعطاء النبوة لأحد فإنَّه يعبِّر عن ذلك بالاصطفاء والاجتباء والاختيار أو ما يناسب هذه المفردات.

                        قال تعالى:﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾([38]) وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ﴾([39]) وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء﴾([40]) وقال تعالى: ﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾([41]).

                        فلم يُعهد عن القرآن انَّه عبَّر عن الاعطاء للنبوة بالتوريث نعم عبَّر القرآن عن تمكين المستضعفين بالتوريث فقال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾([42]) وقال تعالى: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا..﴾ ([43]).

                        وعبَّر القرآن عن اعطاء الكتاب لأُمم الانبياء بالتوريث قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ..﴾ ([44]).


                        يتبع ......

                        تعليق


                        • إلا انَّه لم يعبِّر عن اعطاء النبوة لأولاد الانبياء بالتوريث رغم انَّ الكثير من أولاد الانبياء قد جُعلت لهم النبوة كما جُعلت لآبائهم.

                          قال تعالى حكاية عن ابراهيم (ع): ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا﴾([45]) وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾([46]) وقال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ..﴾ ([47]).

                          فهذه الآيات كما تلاحظون عبَّرت عن اعطاء النبوة لأولاد ابراهيم (ع) بالجعل فلم تعبِّر هذه الآيات رغم اختلاف مواردها عن اعطاء النبوة بالتوريث.

                          وقال تعالى حكاية عن عيسى (ع): ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا / وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ..﴾ ([48]).

                          فلم يعبِّر القرآن عن جعل النبوة لعيسى (ع) بالتوريث رغم انَّ عيسى (ع) كان من آل عمران.

                          نعم ورد في السنَّة التعبير عن اعطاء العلم بالتوريث وليس عن اعطاء النبوة، وذلك في الحديث المروي عن النبي (ص): (العلماء ورثة الانبياء) ([49]) إلا انَّ إرادة التوريث للعلم من قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([50]) في غاية البُعد نظرًا لتقدم الاشارة الى اعطاء العلم لسليمان وداود في الآية التي سبقت هذه الآية قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾([51]) ثم قال: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([52]) فدعوى انَّه ورث علمه معناه انَّ في الآية تكرار لا موجب له، على انَّ الظاهر من قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا﴾([53]) انَّ إيتاء سليمان (ع) للعلم كان في حياة أبيه داود وانَّ العلم الذي آتاه الله تعالى داود هو عينه الذي آتاه سليمان (ع) فأيُّ معنًى حينئذٍ لوراثته داود، ويؤيد ذلك انَّه تعالى بعد انْ حكى عن إيتائه العلم لكلٍّ مِن داود وسليمان أخبر عن انَّهما ﴿وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾([54]) فإنَّ ظاهر ذلك انَّ الحمد قد صدر عنهما في زمن واحد أو متقارب. ثم انَّ ما يؤكد ايتاء الله تعالى العلم لسليمان في حياة ابيه داود قوله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ / فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾([55]) فالآية المباركة تشير الى خصومةٍ قد وقعت في عهد داود وانَّ كلاً من داود وسليمان قد حكما في هذه الخصومة فأفادت الآية انَّ الحكم الذي حكم به سليمان (ع) في الواقعة من تفهيم الله تعالى له ثم أفادت انَّ كلاهما قد آتاه الله تعالى الحكم والعلم فهي صريحة في انَّ الله قد آتى سليمان العلم والحكم في عهد ابيه داود (ع) ومن ذلك يتأكد انَّ وراثة سليمان لداود لم تكن وراثةً لعلمه.

                          المؤيد الثاني: انَّ الظاهر من قوله تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾([56]) انَّ سليمان كان نبيًا في عهد أبيه داود (ع) وذلك بقرينة انَّ الله تعالى اسند تفهيم سليمان الى نفسه وكان ذلك اشارة الى قضيةٍ حكَمَ فيها داود بحكم، ولا يصح لسليمان انْ يأتي بحكم مخالفٍ لحكم نبيِّ الله تعالى داود إلا عن وحي من الله تعالى، إذ انَّ ما حكم به داود (ع) إما انْ يكون وحيًا كما هو الصحيح أو يكون اجتهادًا كما ذكر البعض، فلو كان ما حكم به داود (ع) وحيًا من الله تعالى فحينئذٍ لا يصح لسليمان (ع) انْ يأتي بحكمٍ مخالفٍ لوحي الله تعالى استنادًا الى اجتهاده ورأيه، وانْ كان ما جاء به داود من حكمٍ صَدَر عنه اجتهادًا فهو حجَّة أيضًا لانَّ الله تعالى قد جعله حاكمًا قال تعالى: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾([57]) فلا يصح نقض اجتهاده باجتهادٍ مثله، فلا بدَّ وانْ يكون ما جاء به سليمان (ع) من حكمٍ مخالفٍ لحكم داود قد تلَّقاه بواسطة الوحي، وهذا هو المستفاد من قوله تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾([58]).

                          واذا ثبت انَّ تفهيم سليمان (ع) كان بالوحي من الله تعالى ثبت انَّه نبي، لأنَّ الوحي لا يكون إلا للانبياء.

                          وببيان أكثر استحكامًا: إنَّ سليمان (ع) علِم بحكم داود في الخصومة التي كانت بين صاحب الغنم وصاحب الزرع، فسليمان (ع) إما انْ يكون قد علِم بأن داود قد فصل في الخصومة، وإما ان يكون قد علم بحكم داود الذي عقد العزم على انْ يفصل به -على اختلاف الروايات([59])- وعلى كلا التقديرين فإنَّ ما حكم به داود يكون مطابقًا للحق جزمًا نظرًا لعصمته، فلا يصح لغيره انْ ينقض حكمه بل ولا يصح له التنظُّر في حكمه، لانَّ ذلك يساوق التنظُّر في حكم الله تعالى بعد التسليم بعصمة الانبياء، وعليه لو صحَّ لسليمان ان يتنظَّر في حكم داود اعتمادًا على اجتهاده ورأيه لصحَّ لكلِّ أحدٍ في زمن داود ان يتنظَّر في حكمه اعتمادًا على اجتهاده ورأيه، إذ لا فرق بين سليمان وغيره لو لم يكن سليمان (ع) نبيًا اعتمد في معاودة داود على ما عنده من علم النبوة أو ما تلَّقاه من وحيٍّ في شأن هذه القضية.

                          وبذلك يثبت انَّ تفهيم الله تعالى لسليمان كان تعبيرًا عن نبوته، وحيث انَّها كانت في عهد داود (ع) فلا معنى لتوريثه اياها بعد موته والحال انَّها ثابتة له في حياته.

                          وبتعبيرٍ آخر: إنَّ ابداء سليمان لحكمٍ في مقابل حكم نبيِّ الله ثم تصدِّي القرآن لامتداح حكمه وترجيحه على حكم داود وإسناد تفهيمه الى الله تعالى ظاهرٌ جدًا في انَّ الحكم الذي جاء به سليمان في مقابل حكم داود كان قد تلَّقاه وحيًا من عند الله تعالى، وذلك لا يتفق إلا للانبياء، وحينئذٍ كيف يصح القول بأنَّ سليمان قد ورث النبوةَ من داود والحال انَّه كان واجدًا لها في عهد داود (ع).

                          المؤيد الثالث:قوله تعالى على لسان زكريا (ع): ﴿فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا / يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾([60]) فإنَّ الوراثة في هذه الآية المباركة ظاهرةٌ جدًا في الوراثة الحقيقية، ولذلك فإنَّ الكثير من مفسِّري العامة مِمَّن فسر آية ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([61]) بوراثة النبوة ذهب الى انَّ المراد من الوراثة في هذه الآية هي الوراثة الحقيقية([62]).

                          ويمكن التأكيد على انَّ المراد من الوراثة في هذه الآية هي الوراثة الحقيقية بهذه القرينة وهي انَّ زكريا بعد انْ سَأل ربَّه ولدًا يرثه سَال ربَّه انْ يجعل هذا الولد رضيًا، فلو كان مراده من قوله (يرثني) هو انَّه يرثه في النبوة فحينئذٍ لا معنى لانْ يسأل ربَّه بعد ذلك انْ يكون رضيَّا، إذ انَّه لن يكون نبيَّا حتى يكون رضيَّا، فالرضيُّ إما انْ يكون بمعنى الرضيُّ لله تعالى أو المرضيَّ لزكريا أو يكون بمعنى الراضي بأمر الله وقضائه أو بمعنى المرتضى لخدمة الله وعبادته أو بمعنى الصالح والزكي أو بما يقرب من هذه المعاني التي ذكرها المفسِّرون.

                          وكل هذه المعاني تكون مُستَدرَكةٌ لو كان مراد زكريا (ع) من قوله ﴿يَرِثُنِي﴾ هو انَّه طلب انْ يرثه في النبوة، فليس من نبيٍّ إلا ويكون واجدًا لهذه الصفات وأكثر منها، فلا معنى لسؤالها بعد انْ سأل لولده انْ يكون نبيًّا.

                          وبذلك يثبت انَّ مقصوده من قوله ﴿يَرِثُنِي﴾ هو الوراثة الحقيقية فهي التي لا يستلزم سؤالها انْ يكون الولد الوارث رضيًا، فلذلك اتجه وحَسُنَ انْ يسأل لولده الاتصَّاف بالرضي.

                          وأما ما ذكره البعض من استبعاده إرادة الوراثة الحقيقية من الآية نظرًا لما هو المعروف عن زكريا انَّه كان نجارًا ولم يكن من أهل الثروة حتى يحرص على انْ يكون له ولد يرث أمواله، ولو كان لزكريا (ع) ثروة فإنَّ من المُستبعد أيضًا على مثل زكريا (ع) انْ يخشى على أمواله من الضياع بعد موته بحيث يدفعه ذلك الى انْ يسأل الله تعالى ولدًا يرث أمواله فإنَّ ذلك من الحرص على حطام الدنيا وهو ما يتنزَّه الانبياء عنه.

                          إلا انَّ هذا الاستبعاد ينتفي بمجرَّد الالفتات الى انَّ من المحتمل قويَّا انْ يكون منشأ حرصه على انْ يكون له ولد رضي يرث أمواله انَّ في امواله ما يضنُّ بها على الضياع وان تتحول الى من لا يرعاها من بني عمومته([63]) أو يعمد الى تبديدها أو اتلافها أو تحريفها فإنَّ صريح قوله تعالى: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي﴾([64]) انَّ بني عمومته وعصبته لم يكونوا من أهل الصلاح بل ظاهرها انَّهم من الاشرار.

                          فإذا كان في أمواله ما كان يكتبه من وحي الله تعالى، وكان في أمواله ما صار في يده من تراث الانبياء الذين سبقوه أو كان في أمواله بعض مدَّخرات الانبياء والاوصياء من سلاحٍ أو لباسٍ، فأيُّ محذور في انْ يخشى على مثلها من ان تصير في ايدي غير الصالحين من بني عمومته (الْمَوَالِيَ) وما هو المحذور في انْ يحرص على انْ يكون له ولد رضي يحفظ هذه الأموال ويحجب سائر الورثة من انَّ تُصبح من أملاكهم، فإنَّ من الواضح انَّ الميت اذا كان له ولد فإنَّه يحجب العصبة وسائر الأقرباء من الميراث.

                          وبانتفاء الاستبعاد المذكور يتأكد انَّ الآية ظاهرةٌ جدًا في انَّ المراد من قوله ﴿يَرِثُنِي﴾ هو الوراثة الحقيقية.

                          ومن ذلك تكون هذه الآية مؤيِّدًا آخر على انَّ المراد من الوراثة في قوله تعالى ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([65]) هي الوراثة الحقيقية، وذلك لانَّ القائلين بأنَّ المراد من وراثة سليمان هي وراثة النبوة انما اعتمدوا على انَّ الانبياء لا توِّرث فإذا ثبت انَّ زكريا النبي سأل ربَّه انْ يرزقه ولدًا يرث أمواله فإنَّ هذا المانع المذكور يصبح منتفيًا، وحينئذٍ لا يكون ثمة من موجبٍ لصرف لفظ الوراثة الوارد في قوله ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([66]) عن معناه الحقيقي.

                          والمتحصَّل مما ذكرناه انَّ المراد من قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾([67]) هو الوراثة الحقيقية، إذ هي المعنى الموضوع له لفظ الوراثة كما عليه علماء اللغة وهي المعنى المتبادر عرفًا وعند أهل الخطاب والمحاورة، ولذلك يتعيَّن البناء على إرادتها في كلِّ موردٍ استُعمل فيه لفظ الوراثة إلا انْ ينصب المتكلِّم قرينةً على إرادة معنًى آخر غير المعنى الحقيقي، وحيث لا قرينة في الآية على إرادة غير المعنى الحقيقي لذلك فإنَّ المتعيَّن هو إرادة الوراثة الحقيقية في الآية المباركة.

                          على انَّه لو كانت الوراثة للنبوة والعلم والملك صادقة ومقصودة من الآية الشريفة فإنَّ ذلك لا ينفي إرادة الوراثة للمال أيضاً خصوصاً وانَّها الاصل لمعنى الوراثة، فيكون مقتضى الاطلاق في الآية الشريفة وعدم التصدي فيها لبيان متعلَّق الوراثة هو إرادة الوراثة الشاملة لوراثة النبوة والملك والمال، وما يمنع من شمول الاطلاق للمال قد تبيَّن وهنه مما تقدَّم.

                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

                          [1] سورة النمل آية رقم 16.

                          [2] - مسند احمد- الإمام احمد بن حنبل- ج2 ص463، السنن الكبرى- النسائي- ج4 ص64.

                          [3] - صحيح البخاري- البخاري- ج4 ص42، مسند احمد- الإمام احمد بن حنبل- ج1 ص6، السنن الكبرى- البيهقي- ج6 ص301، تاريخ الإسلام- الذهبي- ج3 ص21، الاحتجاج- الشيخ الطبرسي- ج1 ص138، شرح الأخبار- القاضي النعمان المغربي- ج3 ص33، دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري ( الشيعي)- ص 117، بحار الأنوار-العلامة المجلسي- ج29 ص215.

                          [4] - صحيح البخاري- البخاري- ج8 ص5، صحيح ابن حبان- ابن حبان- ج14 ص581، مسند احمد- الإمام احمد بن حنبل- ج6 ص262، مسند ابن راهويه- إسحاق بن راهويه- ج2 ص441، تاريخ الإسلام- الذهبي- ج3 ص21.

                          [5] - المستدرك- الحاكم النيسابوري- ج3 ص126 وصف الحديث بالصحيح الاسناد وذكر له طرقاً عديدة، فيض القدير شرح الجامع الصغير- المناوي- ج3 ص60، المعجم الكبير- الطبراني- ج11 ص55، نظم درر السمطين- الزرندي الحنفي- ص113، شواهد التنزيل- الحاكم الحسكاني- ج1 ص 104،432، تهذيب الكمال- المزي- ج18 ص77 قال القاسم: سألتُ يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال هو صحيح.

                          [6] - الكافي- الشيخ الكليني- ج1 ص278 والرواية ضعيفة السند لاشتمال سندها على بكر بن صالح وهو ضعيف أو مجهول، واشتمل أيضًأ على عيثم بن أسلم وهو مجهول.

                          [7] - تفسير السمعاني- السمعاني- ج4 ص81، فتح القدير- الشوكاني- ج4 ص129.

                          [8] - الكافي- الشيخ الكليني- ج1 ص32، سنن الترمذي- الترمذي- ج4 ص153.

                          [9] - سورة الجاثية آية رقم 17.

                          [10] - سورة الأحقاف آية رقم 12.

                          [11] - سورة المائدة آية رقم 44.

                          [12] - سورة الأعراف آية رقم 145.

                          [13] - سورة الأعراف آية رقم 154.

                          [14] - سورة المائدة آية رقم 20.

                          [15] - سورة الإسراء آية رقم 101.

                          [16] - سورة البقرة آية رقم 211.

                          [17] - سورة آل عمران آية رقم 49.

                          [18] - سورة الإسراء آية رقم 70.

                          [19] - سورة المؤمنون آية رقم 50.

                          [20] - سورة المؤمنون آية رقم 50.

                          [21] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [22] - سورة النمل آية رقم 15.

                          [23] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [24] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [25] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [26] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [27] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [28] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [29] - سورة النمل آية رقم 17-18.

                          [30] - سورة النمل آية رقم 20.

                          [31] - سورة النمل آية رقم 28.

                          [32] - سورة النمل آية رقم 36.

                          [33] - سورة النمل آية رقم 38.

                          [34] - سورة النمل آية رقم 44.

                          [35] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [36] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [37] - سورة مريم آية رقم 6.

                          [38] - سورة آل عمران آية رقم 33.

                          [39] - سورة يوسف آية رقم 6.

                          [40] - سورة آل عمران آية رقم 179.

                          [41] - سورة طه آية رقم 13.

                          [42] - سورة القصص آية رقم 5.

                          [43] - سورة الأعراف آية رقم 137.

                          [44] - سورة فاطر آية رقم 32.

                          [45] - سورة مريم آية رقم 49.

                          [46] - سورة مريم آية رقم 54.

                          [47] - سورة العنكبورت آية رقم 27.

                          [48] - سورة مريم آية رقم 30-31.

                          [49] - روضة الطالبين- محيى الدين النووي- ج 1 ص 6، الكافي- الشيخ الكليني- ج 1 ص 34، الأمالي- الشيخ الصدوق- ص 116، ثواب الأعمال- الشيخ الصدوق- ص 131.

                          [50] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [51] - سورة النمل آية رقم 15.

                          [52] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [53] - سورة النمل آية رقم 15.

                          [54] - سورة النمل آية رقم 15.

                          [55] - سورة الأنبياء آية رقم 78-79.

                          [56] - سورة الأنبياء آية رقم 79.

                          [57] - سورة ص آية رقم 26.

                          [58] - سورة الأنبياء آية رقم 79.

                          [59] - المستدرك- الحاكم النيسابوري- ج2 ص588، المصنف- عبد الرزاق الصنعاني- ج10 ص80، زاد المسير- ابن الجوزي- ج5 ص256.

                          [60] - سورة مريم آية رقم 5-6.

                          [61] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [62] - لاحظ تفسير مقاتل بن سليمان- مقاتل بن سليمان- ج2 ص307، تفسير الثوري- سفيان الثوري- ص181، تفسير السمرقندي- أبو الليث السمرقندي- ج2 ص368، زاد المسير- ابن الجوزي- ج5 ص146، تفسير القرطبي- القرطبي- ج10 ص81، الدر المنثور- جلال الدين السيوطي- ج4 ص259، فتح القدير- الشوكاني- ج3 ص325، جامع البيان- إبن جرير الطبري- ج16 ص60،59.

                          [63] - اتفق المفسرون من العامة على ان مراد زكريا من الموالي هم بنو عمومته وعصبته وورثته لاحظ تفسير مقاتل بن سليمان- مقاتل بن سليمان- ج2 ص307، تفسير الثوري- سفيان الثوري- ص181، تفسير القرآن- عبد الرزاق الصنعاني- ج3 ص3، جامع البيان- إبن جرير الطبري- ج5 ص73، ج16ص58، معاني القرآن- النحاس- ج4 ص308، أحكام القرآن- الجصاص- ج2 ص68، تفسير السمرقندي- أبو الليث السمرقندي- ج2 ص368، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل- الباقلاني- ص454 وغيرهم.

                          [64] - سورة مريم آية رقم 5.

                          [65] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [66] - سورة النمل آية رقم 16.

                          [67] - سورة النمل آية رقم 16

                          تعليق


                          • أخ من المخالفين إستشكلت عليه عبارة ابن القيم في حصر وراثة النبي سليمان عليه السلام بالعلم والنبوة فقط لاغير

                            فقال :

                            إشكال في كلام ابن القيم
                            السلام عليكم
                            مفتاح دار السعادة لإبن القيم وفية قال عند تفسير وورث سليمان داؤد:
                            واما قوله تعالى وورث سليمان داود فهو ميراث العلم والنبوة لا غيروهذا باتفاق اهل العلم من المفسرين وغيرهم وهذا لان داود عليه السلام كان له اولاد كثيرة سوى سليمان فلو كان الموروث هو المال لم يكن سليمان مختصا به


                            ما استشكل علي هو قولة رحمة الله :
                            (لا غير)
                            إذا أن ميران الملك لم يذكرة وكتفى بالعلم والنبوة فقط
                            فما توجية ذلك
                            جزاكم الله خيرا اهـ


                            فجاء رد أحد الأعضاء عليه بالتالي :

                            السلام عليكم
                            إن سياق الآيات يتكلم عن العلم
                            وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)
                            ثم إن النبوة ليست وراثة ...لكى يقال ورث النبوة
                            أما الملك ففيه تفصيل ...إن داود أوتى ملكا واسعا " ....خليفة فى الأرض "
                            وملك سليمان غير ملك داود
                            لم يكن لداود سلطان على الريح ...والطير والجن ...لكى يرثه سليمان اهـ

                            أقول : هنا يظهر في كلام العلامه ابن القيم استثناء للملك وقال ان الوراثة وراثة علم ونبوة مع أن الله عزوجل يقول :
                            (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (78) ، فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً (79) - الأنبياء

                            فالله عزوجل جعل الحكم والعلم لسليمان عليه السلام في حياة والده ففهمه بالوحي فهو من الأنبياء ووالده على قيد الحياة ، فكما أوتي والده أوتي هو قال تعالى عن داود عليه سلام الله :
                            (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) (251) - البقرة ، فثبت بذلك إيتاء الله لسليمان عليه السلام ذلك وهو من الأنبياء في حياة والده لم يتبق إلا وراثة المال لان العلم لايورثه النبي لنبي بل هو من الله عزوجل ويورث النبي غير النبي العلم فإحتجاج المخالف بحديث العلماء ورثة الأنبياء وأنهم لم يورثوا الدينار والدرهم في نفي توريث الأنبياء المال للأبناء غير صحيح لأن النبي لايورث النبي العلم لأنه من الله عزوجلوليس بالإكتساب ، فبهذا نعرف أن النبي يورث العلماء العلم ويورث الأبناء وان كانوا من الأنبياء المال

                            التفسير المطول - سورة النمل 027 - الدرس (03-18): تفسير الآيات 15 - 19
                            لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1989-12-22

                            وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُود (16) ميراثُ العلم أفضل ميراثٍ:
                            هذه الوراثة ليست وراثة مالٍ أو نبوَّة ؛ ولكنَّها وراثة العلم، لأن النبوَّة كما تعلمون في علم العقيدة لا تُوَّرَّث، ولكن الله عزَّ وجل أشار بهذه الوراثة إلى وراثة العلم، أي كما كان داود عليه وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة والسلام أوتي العلم كذلك أوتي ابنه سليمان العلم،فكأنَّما سليمان ورث العلم من الله عزَّ وجل، وجاء بعد أبيه داود، فكأنَّما ورث هذه المكانة، وورث هذه المنزلة، وهذا المقام اهـ


                            اقول : فهنا يعترف الدكتور النابلسي أن وراثة سليمان عليه السلام للعلم من الله عزوجل وجاء بعد والده فكأنه ورث مكانته وليس فيه وراثته لعلم والده الذي عمل به في حياته واكتفى به ولم يأت بعلم جديد يختلف عنه وهو نفسه كان قد أوتي كما تبين لك العلم في حياة والده بدون أن يعلمه هذا الوالد عليه السلام بل كان يفهم من تلقاء نفسه بواسطة الوحي فيكون الميراث المال

                            قال يوسف عليه السلام : ( رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)﴾. [ سورة يوسف ].
                            وكان هذا الملك في حياة والده وهذا العلم من الله عزوجل ، وذكر الله عزوجل لوراثة سليمان عليه السلام من ابيه كان للرد على من يقول أن النبي لايرث المال من أبيه النبي لهذا خصه بالذكر حتى ان كان معه اخوته فهؤلاء ان وجدوا أيضآ يرثوا مال والدهم فالآيه لاتنفي وراثة اخوة سليمان عليه السلام معه من مال والدهم



                            جاء في شرح مشكل الآثار (3/ 12) للطحاوي :
                            982 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل، فقال: يا أبا الدرداء جئتك من المدينة مدينة [ص:11] الرسول صلى الله عليه وسلم بحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا جئت لحاجة؟ قال: لا، قال: ولا جئت لتجارة؟ قال: لا، قال: ولا جئت إلا لهذا الحديث قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقا يطلب علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض وكل شيء حتى الحيتان في جوف الماء، إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء صلوات الله عليهم لم يورثوا دينارا ولا درهما وورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
                            قال أبو جعفر: وزكريا صلى الله عليه وسلم منهم، فلم يورث شيئا من المال. فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل: {وورث سليمان داود} ، فإن ذلك عندنا - والله أعلم - هو ما كانت الأنبياء تورثه مما هو سوى الأموال، فإن قال: فقد كان سليمان في حياة داود صلى الله عليهما نبيا فما الذي ورثه عنه؟ قيل له: ورث عنه حكمته وما يورث عن مثله، وكان ذلك مضافا إلى نبوته التي كانت معه قبل ذلك.
                            فإن قال: فقد ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، فورث عن أبيه منزله ومملوكته أم أيمن وشقران اللذين أعتقهما موليين له، قيل له: إنما كان ذلك قبل أن يؤتيه الله النبوة فلما آتاه إياها أعاد أحكامه إلى الأحكام التي توفاه عليها من منعه الميراث عن غيره، ومن منع غيره الميراث عنه، وإنما يرث الناس من حيث يرثون، فإذا كان صلى الله عليه وسلم غير موروث كان غير وارث وفيما ذكرنا بيان لما وصفنااهـ
                            اقول وهنا الاعتراف أن سليمان عليه السلام من الأنبياء في حياة والده وقوله ورث حكمته بينا من كتاب الله أن الحكمه كانت عند نبي الله سليمان عليه السلام في حياة والده وفي التفاسير الحكمه النبوة ، وفي هذا النص الاعتراف أيضآ أن النبي صلى الله عليه واله وسلم ورث من ابويه فلوكان غير موروث كان غير وارث والطريف حمله هذه الوراثه على أنه لم يكن في ذلك الوقت من الأنبياء !! ، ليقل أيضآ لم يكن من المسلمين !!! ، وهذا الكلام يذكرنا بردهم على توريثه لزيد عندما قال اشهدوا أنه حر وأنه ابني يرثني وأرثه مع أن التبني إستمر الى الإسلام والى نزول القرآن الى نزول آية التحريم وهو من الأنبياء وآدم بين الروح والجسد كما صح ذلك عنه في كتب الاخوه السنه ومايهمنا من هذا الإلزام - إذا كان يرث فيورث -



                            دمتم برعاية الله


                            كتبته : وهج الإيمان











                            تعليق


                            • العلامه ابن عاشور في التحرير والتنوير إعترف بوراثة نبي الله سليمان عليه السلام المال من والده على المعنى الحقيقي من ظاهر الآيه الكريمه فقام بحمل الآيه على التشبيه المجازي لينفي حدوث هذا الأمر ، فشبه انتقال مميزات نبي الله داود عليه السلام لابنه بانتقال الاموال للوارث وتبين لك أخي القارئ أن الله آتى سليمان عليه السلام العلم ( من الله وغير مكتسب ) والملك والنبوة في حياة والده فلم يتبق الا وراثة المال ، وقد وضع العلامه ابن عاشور آية إتيان الله عزوجل العلم لسليمان عليه السلام في حياة والده وفيها الرد عليه فقد رد على نفسه بنفسه فتعقيب الله عزوجل بآية وورث سليمان داود بعد آية إتيانه العلم يظهر فيه الوراثه على المعنى الحقيقي لا المجازي



                              قال العلامه ابن عاشور :

                              طوى خبر ملك داود وبعض أحواله إلى وفاته ; لأن المقصود هو قصة سليمان كما قدمناه آنفا . وقد كان داود ملكا على بني إسرائيل ودام ملكه أربعين سنة وتوفي وهو ابن سبعين سنة .

                              فخلفه سليمان فهو وارث ملكه القائم في مقامه في سياسة الأمة وظهور الحكمة ونبوءة بني إسرائيل والسمعة العظيمة بينهم . فالإرث هنا مستعمل في معناه المجازي وهو تشبيه الأحوال الجليلة بالمال وتشبيه الخلفة بانتقال ملك الأموال لظهور أن ليس غرض الآية إفادة من انتقلت إليه أموال داود بعد قوله : ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا فتعين أن إرث المال غير مقصود فإنه غرض تافه .

                              وهنا العلامه ابن عاشور يعرض هذا الإشكال كيف لسليمان عليه السلام أن يرث والده دون إخوته لذكره في الآيه والجواب أنه ان كان لسليمان عليه السلام اخوه سيرثون مع سليمان عليه السلام مال والدهم والآيه لاتخرجهم من وراثة المال حتى وان خص سليمان عليه السلام بالذكر فالله عزوجل ذكره لأنه من العلماء كما قال عنه عزوجل أنه آتاه العلم ليرد على من يحتج بحديث العلماء ورثة الأنبياء وأنهم لم يورثوا الدينار والدرهم فهذا سليمان عليه السلام هو من العلماء وورث مال والده لأنه إبنه وأجاب الشيخ محمد صنقور على هذا الاشكال في البحث الذي نقلته فراجعه
                              قال الإمام ابن دقيق العيد : " مما يجب التنبه له الفرق بين قولنا : هذا عام أريد به الخصوص وبين قولنا : هذا عام مخصوص . فإن الثاني أعم من الأول . ألآ ترى أن المتكلم إذا أراد باللفظ أولا مادل عليه ظاهره من العموم ثم أخرج بعد ذلك مادل عليه اللفظ كان عاما مخصوصا ولم يكن عاما أريد به الخصوص .
                              ويقال : إنه منسوخ بالنسبة إلى البعض الذي أخرج ؛ وهذا يتوجه إذا قصد العموم وفرق بينه وبين ألا يقصد الخصوص ؛ بخلاف ما إذا نطق باللفظ العام مريدا به بعض ما يتناوله في هذا
                              " (1)

                              ــــــــــــــــــــــــــــ

                              (1) راجع الإبهاج في شرح المنهاج [2/136] و البحر المحيط [3/250] و تشنيف المسامع [2/721].


                              قال العلامه ابن عاشور :

                              وقد كان لداود أحد عشر ولدا فلا يختص إرث ماله بسليمان وليس هو أكبرهم





                              وهنا يعترف العلامه ابن عاشور أن داود عليه السلام أقام سليمان عليه السلام ملكآ على بني إسرائيل في حياته فقال :

                              وكان داود قد أقام سليمان ملكا على إسرائيل .


                              وهنا يعترف أن عمر و السيدة عائشه خصصا العموم الظاهر من حديث لانورث ماتركناه صدقه فقالا أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يريد بذلك نفسه لا كل الأنبياء من قبله لاختصاص النبي صلى الله عليه واله وسلم بمميزات لم يشاركه غيره فيها فنحن نقول يلزمكم القول أن هذا الحديث يخصص ماتركوه صدقه فقط وان كان ظاهره العموم وآية وورث سليمان داود وان خصصت سليمان عليه السلام فهي عامه لجميع أخوته وأيضآ أن الأنبياء يورثون الأبناء المال وان كانوا علماء فلاسبيل لكم ولامفر بالاحتجاج والعناد بحديث العلماء ورثة الأنبياء والموجود في كتبكم وفيه راوي من رواتكم – ابي البختري وهو ضعيف - و ابراهيم بن هاشم القمي الذي ازعجتمونا بقولكم من وثقه من المتقدمين فتطرحون كل سند يحتج به الشيعي عليكم بوجوده لكن مع هذا الحديث العلماء ورثة الأنبياء مع وجوده تغضون الطرف عنه وتعرضون من صحح سند الحديث ومن وثق ابراهيم بن هاشم فياللعجب ، وحديث العلماء ورثة الأنبياء حتى لايظن أنهم يورثونهم المال كالأبناء لأنه لايمتنع من توريثهم للمال حالهم حال بقية البشر بعد موتهم جاء الحديث بأنهم لم يورثوا الدينار والدرهم لهم ، قال العلامه ابن عاشور :

                              وبهذا يظهر أن ليس في الآية ما يحتج به أن يورث مال النبيء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة ، وظاهره أنه أراد من الضمير جماعة الأنبياء وشاع على ألسنة العلماء : إنا أو نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ولا يعرف بهذا اللفظ ووقع في كلام [ ص: 236 ] عمر بن الخطاب مع العباس وعلي في شأن صدقة النبيء صلى الله عليه وسلم قال عمر : أنشدكما الله هل تعلمان أن رسول الله قال : لا نورث ما تركنا صدقة ، يريد رسول الله نفسه . وكذلك قالت عائشة


                              وهنا العلامه ابن عاشور يقول أن ظاهر الآيه صريحه في توريث الأنبياء الأبناء المال فلاسبيل لنا الا على حملها على أن هذا من شرع من قبلنا فينسخ بالإسلام !!!!!!!! حيث قال :


                              فإذا أخذنا بظاهر الآية كان هذا حكما في شرع من قبلنا فينسخ بالإسلام ، وإذا أخذنا بالتأويل فظاهر .





                              وهنا يقول العلامه ابن عاشور أن الخلفاء وغيرهم أجمعوا على ذلك - الأنبياء لايورثوا- فأقول إن أقضى الصحابه علي و قد صح ذلك من كتبكم وهل أجمع الصحابه على الحديث بنفس فهمكم أن الأنبياء لايورثوا المال أم فقط مايتركوه صدقه وقد ناقشت ذلك فراجعه ، و كذلك أن هناك عموم قد خصص والآيات ظاهره في توريث الأنبياء للمال ، واعترف العلامه ابن عاشور أن الامام علي عليه السلام والعباس لم يكونا يؤمنان بأن الحديث يعني عدم توريث الأنبياء للمال بدليل المطالبه به لكن يقول رجعا عندما حاججهما عمر وهذا لم يثبت لأنهما رأيا ظلم من خالفهما فرأى كلا منهما أن ابابكر وعمر من أهل الكذب والغدر كما في صحيح مسلم

                              جاء في كتاب سنن الترمذى كتاب السير مع شرح العلامة المباركفورى فى تحفة الاحوذى (بَابُ مَا جَاءَ فِي تَرِكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
                              وَقَوْلُهُ إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُورَثُ (قَالُوا نَعَمْ) قَدِ اسْتُشْكِلَ هَذَا وَوَجْهُ الِاسْتِشْكَالِ أَنَّ أَصْلَ الْقِصَّةِ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الْعَبَّاسَ وَعَلِيًّا قَدْ عَلِمَا بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَيْفَ يَطْلُبَانِهِ مِنْ أبي بكر وإن كانا إنما سمعاه من أبي بكر فِي زَمَنِهِ بِحَيْثُ أَفَادَ عِنْدَهُمَا الْعِلْمَ بِذَلِكَ فَكَيْف يَطْلُبَانِهِ بَعْد ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ
                              وَأُجِيبَ بِحَمْلِ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمَا اعْتَقَدَا أَنَّ عُمُومَ لَا نُورَثُ مَخْصُوصٌ بِبَعْضِ مَا يُخَلِّفُهُ دُونَ بَعْضٍ
                              وَلِذَلِكَ نَسَبَ عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَعْتَقِدَانِ ظُلْمَ مَنْ خَالَفَهُمَا
                              كَمَا وَقَعَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ اهـ



                              وختم العلامه ابن عاشور بقوله أن سبب عدم توريث الأنبياء للمال لسد ذريعة حظور تمني موت النبي في نفس بعض ورثته ! اقول : أيضآ الملك يطمع في احتلاله فكيف نجد أن منكم من يؤمن أن الملك يورث !!! ، قال العلامه ابن عاشور :


                              وقد أجمع الخلفاء الراشدون وغيرهم على ذلك ، خلافا للعباس وعلي ثم رجعا حين حاجهما عمر . والعلة هي سد ذريعة خطور تمني موت النبيء في نفس بعض ورثته .




                              http://library.islamweb.net/newlibra..._no=61&ID=2507


                              دمتم برعاية الله

                              كتبته : وهج الإيمان
                              التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 01-02-2017, 01:29 AM.

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
                                العلامه ابن عاشور في التحرير والتنوير إعترف بوراثة نبي الله سليمان عليه السلام المال من والده على المعنى الحقيقي من ظاهر الآيه الكريمه فقام بحمل الآيه على التشبيه المجازي لينفي حدوث هذا الأمر ، فشبه انتقال مميزات نبي الله داود عليه السلام لابنه بانتقال الاموال للوارث وتبين لك أخي القارئ أن الله آتى سليمان عليه السلام العلم ( من الله وغير مكتسب ) والملك والنبوة في حياة والده فلم يتبق الا وراثة المال ، وقد وضع العلامه ابن عاشور آية إتيان الله عزوجل العلم لسليمان عليه السلام في حياة والده وفيها الرد عليه فقد رد على نفسه بنفسه فتعقيب الله عزوجل بآية وورث سليمان داود بعد آية إتيانه العلم يظهر فيه الوراثه على المعنى الحقيقي لا المجازي



                                قال العلامه ابن عاشور :

                                طوى خبر ملك داود وبعض أحواله إلى وفاته ; لأن المقصود هو قصة سليمان كما قدمناه آنفا . وقد كان داود ملكا على بني إسرائيل ودام ملكه أربعين سنة وتوفي وهو ابن سبعين سنة .

                                فخلفه سليمان فهو وارث ملكه القائم في مقامه في سياسة الأمة وظهور الحكمة ونبوءة بني إسرائيل والسمعة العظيمة بينهم . فالإرث هنا مستعمل في معناه المجازي وهو تشبيه الأحوال الجليلة بالمال وتشبيه الخلفة بانتقال ملك الأموال لظهور أن ليس غرض الآية إفادة من انتقلت إليه أموال داود بعد قوله : ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا فتعين أن إرث المال غير مقصود فإنه غرض تافه .

                                وهنا العلامه ابن عاشور يعرض هذا الإشكال كيف لسليمان عليه السلام أن يرث والده دون إخوته لذكره في الآيه والجواب أنه ان كان لسليمان عليه السلام اخوه سيرثون مع سليمان عليه السلام مال والدهم والآيه لاتخرجهم من وراثة المال حتى وان خص سليمان عليه السلام بالذكر فالله عزوجل ذكره لأنه من العلماء كما قال عنه عزوجل أنه آتاه العلم ليرد على من يحتج بحديث العلماء ورثة الأنبياء وأنهم لم يورثوا الدينار والدرهم فهذا سليمان عليه السلام هو من العلماء وورث مال والده لأنه إبنه وأجاب الشيخ محمد صنقور على هذا الاشكال في البحث الذي نقلته فراجعه
                                قال الإمام ابن دقيق العيد : " مما يجب التنبه له الفرق بين قولنا : هذا عام أريد به الخصوص وبين قولنا : هذا عام مخصوص . فإن الثاني أعم من الأول . ألآ ترى أن المتكلم إذا أراد باللفظ أولا مادل عليه ظاهره من العموم ثم أخرج بعد ذلك مادل عليه اللفظ كان عاما مخصوصا ولم يكن عاما أريد به الخصوص .
                                ويقال : إنه منسوخ بالنسبة إلى البعض الذي أخرج ؛ وهذا يتوجه إذا قصد العموم وفرق بينه وبين ألا يقصد الخصوص ؛ بخلاف ما إذا نطق باللفظ العام مريدا به بعض ما يتناوله في هذا
                                " (1)

                                ــــــــــــــــــــــــــــ

                                (1) راجع الإبهاج في شرح المنهاج [2/136] و البحر المحيط [3/250] و تشنيف المسامع [2/721].


                                قال العلامه ابن عاشور :

                                وقد كان لداود أحد عشر ولدا فلا يختص إرث ماله بسليمان وليس هو أكبرهم





                                وهنا يعترف العلامه ابن عاشور أن داود عليه السلام أقام سليمان عليه السلام ملكآ على بني إسرائيل في حياته فقال :

                                وكان داود قد أقام سليمان ملكا على إسرائيل .


                                وهنا يعترف أن عمر و السيدة عائشه خصصا العموم الظاهر من حديث لانورث ماتركناه صدقه فقالا أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يريد بذلك نفسه لا كل الأنبياء من قبله لاختصاص النبي صلى الله عليه واله وسلم بمميزات لم يشاركه غيره فيها فنحن نقول يلزمكم القول أن هذا الحديث يخصص ماتركوه صدقه فقط وان كان ظاهره العموم وآية وورث سليمان داود وان خصصت سليمان عليه السلام فهي عامه لجميع أخوته وأيضآ أن الأنبياء يورثون الأبناء المال وان كانوا علماء فلاسبيل لكم ولامفر بالاحتجاج والعناد بحديث العلماء ورثة الأنبياء والموجود في كتبكم وفيه راوي من رواتكم – ابي البختري وهو ضعيف - و ابراهيم بن هاشم القمي الذي ازعجتمونا بقولكم من وثقه من المتقدمين فتطرحون كل سند يحتج به الشيعي عليكم بوجوده لكن مع هذا الحديث العلماء ورثة الأنبياء مع وجوده تغضون الطرف عنه وتعرضون من صحح سند الحديث ومن وثق ابراهيم بن هاشم فياللعجب ، وحديث العلماء ورثة الأنبياء حتى لايظن أنهم يورثونهم المال كالأبناء لأنه لايمتنع من توريثهم للمال حالهم حال بقية البشر بعد موتهم جاء الحديث بأنهم لم يورثوا الدينار والدرهم لهم ، قال العلامه ابن عاشور :

                                وبهذا يظهر أن ليس في الآية ما يحتج به أن يورث مال النبيء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة ، وظاهره أنه أراد من الضمير جماعة الأنبياء وشاع على ألسنة العلماء : إنا أو نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ولا يعرف بهذا اللفظ ووقع في كلام [ ص: 236 ] عمر بن الخطاب مع العباس وعلي في شأن صدقة النبيء صلى الله عليه وسلم قال عمر : أنشدكما الله هل تعلمان أن رسول الله قال : لا نورث ما تركنا صدقة ، يريد رسول الله نفسه . وكذلك قالت عائشة


                                وهنا العلامه ابن عاشور يقول أن ظاهر الآيه صريحه في توريث الأنبياء الأبناء المال فلاسبيل لنا الا على حملها على أن هذا من شرع من قبلنا فينسخ بالإسلام !!!!!!!! حيث قال :


                                فإذا أخذنا بظاهر الآية كان هذا حكما في شرع من قبلنا فينسخ بالإسلام ، وإذا أخذنا بالتأويل فظاهر .





                                وهنا يقول العلامه ابن عاشور أن الخلفاء وغيرهم أجمعوا على ذلك - الأنبياء لايورثوا- فأقول إن أقضى الصحابه علي و قد صح ذلك من كتبكم وهل أجمع الصحابه على الحديث بنفس فهمكم أن الأنبياء لايورثوا المال أم فقط مايتركوه صدقه وقد ناقشت ذلك فراجعه ، و كذلك أن هناك عموم قد خصص والآيات ظاهره في توريث الأنبياء للمال ، واعترف العلامه ابن عاشور أن الامام علي عليه السلام والعباس لم يكونا يؤمنان بأن الحديث يعني عدم توريث الأنبياء للمال بدليل المطالبه به لكن يقول رجعا عندما حاججهما عمر وهذا لم يثبت لأنهما رأيا ظلم من خالفهما فرأى كلا منهما أن ابابكر وعمر من أهل الكذب والغدر كما في صحيح مسلم

                                جاء في كتاب سنن الترمذى كتاب السير مع شرح العلامة المباركفورى فى تحفة الاحوذى (بَابُ مَا جَاءَ فِي تَرِكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
                                وَقَوْلُهُ إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُورَثُ (قَالُوا نَعَمْ) قَدِ اسْتُشْكِلَ هَذَا وَوَجْهُ الِاسْتِشْكَالِ أَنَّ أَصْلَ الْقِصَّةِ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الْعَبَّاسَ وَعَلِيًّا قَدْ عَلِمَا بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَيْفَ يَطْلُبَانِهِ مِنْ أبي بكر وإن كانا إنما سمعاه من أبي بكر فِي زَمَنِهِ بِحَيْثُ أَفَادَ عِنْدَهُمَا الْعِلْمَ بِذَلِكَ فَكَيْف يَطْلُبَانِهِ بَعْد ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ
                                وَأُجِيبَ بِحَمْلِ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمَا اعْتَقَدَا أَنَّ عُمُومَ لَا نُورَثُ مَخْصُوصٌ بِبَعْضِ مَا يُخَلِّفُهُ دُونَ بَعْضٍ
                                وَلِذَلِكَ نَسَبَ عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَعْتَقِدَانِ ظُلْمَ مَنْ خَالَفَهُمَا
                                كَمَا وَقَعَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ اهـ



                                وختم العلامه ابن عاشور بقوله أن سبب عدم توريث الأنبياء للمال لسد ذريعة حظور تمني موت النبي في نفس بعض ورثته ! اقول : أيضآ الملك يطمع في احتلاله فكيف نجد أن منكم من يؤمن أن الملك يورث !!! ، قال العلامه ابن عاشور :


                                وقد أجمع الخلفاء الراشدون وغيرهم على ذلك ، خلافا للعباس وعلي ثم رجعا حين حاجهما عمر . والعلة هي سد ذريعة خطور تمني موت النبيء في نفس بعض ورثته .




                                http://library.islamweb.net/newlibra..._no=61&ID=2507


                                دمتم برعاية الله

                                كتبته : وهج الإيمان
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                اللهم صل على محمد وال محمد

                                العلامه ابن عاشور في التحرير والتنوير في تفسير قوله تعالى : وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) - مريم

                                يقر أن زكريا عليه سلام الله أراد من قوله يرثني وراثة المال ، وأقر أيضآ بأن ظواهر الآيات تؤذن أن الأنبياء كانوا يورثون وإستدل بآية : (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) (16) - النمل ، وقال أن عمر كان يرى أن نفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لوراثة الأنبياء يقصد به نفسه صلى الله عليه واله وسلم لاجميع الأنبياء وقد أيد العلامه ابن عاشور عمر على هذا الرأي وقال أن هذا يعد من خصوصياته صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال أيضآ فإن كان ذلك حكما سابقا كان مراد زكريا إرث آثار النبوة خاصة من الكتب المقدسة وتقاييده عليها .

                                قال العلامه ابن عاشور :

                                وجملة وإني خفت الموالي من ورائي عطف على جملة واشتعل الرأس شيبا ، أي قاربت الوفاة وخفت الموالي من بعدي .
                                وما روي عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وأبي صالح عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - مرسلا أنه قال : يرحم الله زكرياء ما كان عليه من وراثة ماله فلعله خشي سوء معرفتهم بما يخلفه من الآثار الدينية والعلمية . وتلك أعلاق يعز على المؤمن تلاشيها ، ولذلك قال يرثني ويرث من آل يعقوب فإن نفوس الأنبياء لا تطمح إلا لمعالي الأمور ومصالح الدين وما سوى ذلك فهو تبع .

                                فقوله يرثني يعني به وراثة ماله . ويؤيده ما أخرجه عبد الرزاق عن قتادة عن الحسن أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال : يرحم الله زكرياء ما كان عليه من وراثة ماله .

                                والظواهر تؤذن بأن الأنبياء كانوا يورثون ، قال تعالى وورث سليمان داود . وأما قول النبيء - صلى الله عليه وسلم - : نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة فإنما يريد به رسول الله نفسه ، كما حمله عليه عمر في حديثه مع العباس وعلي في صحيح البخاري إذ قال عمر : يريد رسول الله بذلك نفسه . فيكون ذلك [ ص: 67 ] من خصوصيات محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن كان ذلك حكما سابقا كان مراد زكرياء إرث آثار النبوءة خاصة من الكتب المقدسة وتقاييده عليها .

                                http://library.islamweb.net/newlibra..._no=61&ID=1940


                                دمتم برعاية الله

                                كتبته : وهج الإيمان
                                التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 02-02-2017, 03:33 AM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 15-03-2024, 06:34 AM
                                ردود 2
                                22 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة مروان1400
                                بواسطة مروان1400
                                 
                                يعمل...
                                X